لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في الأندلس ( الحلقة السادسة ج1 )



اليهود والسلطة في عصر الطوائف
كالعادة أي قوة مسيرها للضعف واي اتحاد مسيره في يوم ينفك وينحل والمثل بيقول الايام دول وعاشت دولة الفاتحين مدة طويلة في الاندلس دولة كلها قوة وعلم ونور وحاجة تفرح الحقيقة لكن بعد سنة 399 هـ - 1008 م الدولة دي انهارت ووقعت
والسبب طبعا معروف للجميع الكل عايز يحكم والكل عايز يمسك السلطة في ايده وكان هم الجميع هو الكرسي فانحلت الخلافة واتفككت فبدأت تنشأ دويلات صغيرة حكامها كانوا يا إما من أصول عربية يا إما من أصول بربرية واللي سموهم بعد كدة ملوك الطوائف
ملوك الطوائف وهم ملوك تقاسموا الدولة الأموية في الأندلس وكل واحد منهم أخذ دويلة وحكمها ويقال ان وصل عدد الدويلات دي لـ 21 دويلة كل دويلة عندها عرش وملك وجيش ضعيف علي قده في الوقت اللي كان فيه النصاري بيتحدوا مع بعض وعاملين اتحاد بينهم وبين مملكتي ليون وقشتالة علي ايد فرديناد الأول اللي بدأت علي ايده حرب الاسترداد ( يعني استرداد الأندلس للنصرانية بدلاً من الاسلام ) واستلم الراية منه ابنه الفونس السادس
والحقيقة ان ظروف زي دي ماكانتش بتفرق مابين المسلم أو المسيحي أو اليهودي الكل اتضرر والكل اتأذي وبالذات اهل قرطبة اللي كانت مسرح لأحداث القتال بين المتنافسين مرة يسيطر عليها البربر ومرة يسيطر عليها النصاري الاسبان
وبسبب الحروب دي يهود كتير سابوا قرطبة وراحوا علي مدن تانية اهدي شوية زي طليطلة وسرقسطة ومن ضمن اليهود اللي سابوا قرطبة شاب يهودي اتكلمنا عنه قبل كدة اسمه صاموئيل بن جوزيف هاليفي أو (إسماعيل بن يوسف بن نغدله ) إلى مالقه فوصلها سنة 404 هـ - 1013 م
الشاب ده زي ما احنا عارفين أثر كتير في حياة يهود الأندلس في عصر الطوائف وكان ليه أثر كبير في حياة يهود الاندلس مش بس علي المستوي الاجتماعي او الثقافي لأ .... ده كمان علي المستوي السياسي وكذلك على الصراع بين دول الطوائف في عصره هتقولي ازاي ؟
ها اقولك
راجع ادراج غرناطة
لكن الحقيقة في عصر ملوك الطوائف مش يهود غرناطة بس اللي حصلوا علي وظائف كبيرة في الأندلس ومش يهود غرناطة بس هم اللي سيطروا علي مقاليد الحياة السياسية ومش يهود غرناطة بس اللي اتمسكنوا لحد ما اتمكنوا اتجبروا تؤتؤ... تؤتؤ ... فيه يهود في دويلات تانية مارسوا تسلطهم علي المسلمين بدرجات متفاوتة لكن في الأخر ايه اللي حصل ؟ لا يصح الا الصحيح وخد كل يهودي اتجرأ واتسلط علي قفاه وعلي دماغه في النهاية
وزي ما مسلمي غرناطة استنكروا ورفضوا وثاروا علي الهيمنة والجبروت اليهودي برضه المسلمين في الدويلات التانية عملوا نفس الموضوع وحادثة المرية تثبت ان المسلم غيور علي دينه اكتر من اي حد
والحادثة بتقول ان
سنة 480 ه – 1087 م كان في مدينة المرية رجل دين وفقيه اسمه عبد الله بن سهل بن يوسف الرجل ده في يوم كان موجود في حمام المسلمين ... بيستحم يعني ولقي في الحمام وزير الدولة وكان يهودي وكان الوزير اليهودي ده بينادي علي الغلام بتاعه اللي كان اسمه محمد ويقوله يا محمدال طبعا الفقيه زعل وغضب جدا لأن محمدال دي تصغير لاسم محمد وحس انها اهانة للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم راح ضرب الوزير اليهودي علي راسه بحجر فقتله
آدي يا عم .. شوفت بقي المسلمين في دار الاسلام وفي البلاد المسلمة كان بيجرالهم ايه علي ايد اليهود شوفتوا الاهانة في العرض والدين كانت قد ايه ؟ شوفت اليهود وتجبرهم ؟ بذمتك بقي تقدر تقولي مين اللي كان حاكم ومين اللي كان محكوم في عصر الطوائف ؟
والحقيقة اليهود ماكنوش غلطانين لأ المسلمين هما اللي يستاهلوا اللي حصلهم عشان كان منهم الضعيف والجبان والمنافق كمان اللي كانوا بيتملقوا اليهود ورؤسائهم وكانوا بيمدحوا وينفخوا فيهم لحد الكفر والعياذ بالله أه ماتستغربش قوي كدة اقرأ اللي قالوا واحد زي ابن خيرة المسلم لإسماعيل بن نغدلة اليهودي
أدين بدين السبت جهراً لديكُمُ ... وإن كنت في قومي أدين به سراً
هتقولي طيب ايه اللي خلا شوكة اليهود تكبر وتقوي بالشكل ده هقولك الحكام أه هما اللي
انحرفوا عن الشريعة الاسلامية
وغرقوا في ملذاتهم وشهواتهم
وما اهتموش باقامة الحدود
وفرطوا في بسهولة في الدين
وكمان بسبب تساهلهم الشديد مع تجاوزات اليهود الكتيرة
يا راجل ده وصل بيهم الأمر
انهم ماكنوش بيدفعوا الجزية

زي يهود مدينة اليسانة المدينة اللي كانت تابعة لغرناطة وقت الأمير عبد الله بن بلقين بن باديس فاكرينه ؟!!
أه هما الحكام مافيش غيرهم حسبي الله ونعم الوكيل
والحقيقة بن حزم العالم الاسلامي الكبير اتكلم في الموضوع ده وقال
"إن كل مدبر مدينة أو حصن في شيئ من أندلسنا هذه، أولها عن آخرها ، محارب لله تعالى ورسوله وساع في الأرض بفساد؛ والذي ترونه عياناً من شنِّهم الغارات على أموال المسلمين من الرعية التي تكون في ملك من ضارّهم، وإباحتهم لجندهم قطع الطريق على الجهة التي يقضون على أهلها، ضاربون للمكوس والجزية على رقاب المسلمين، مسلِّطون لليهود على قوارع طرق المسلمين في أخذ الجزية والضريبة من أهل الإسلام، معتذرون بضرورة لا تبيح ما حرَّم الله ، غرضهم فيها استدام نفاذ أمرهم ونهيهم"
والحدق يفهم ....

بقية الموضوع هنا...

اليهود في الأندلس ( الحلقة الخامسة )



اليهود والسلطة من الفتح إلى نهاية عصر الخلافة

(92-399هـ =711-1008 م)

أغلب المصادر التاريخية بتقول ان
علاقة يهود الأندلس بحكامها من الفتح لنهاية عصر الخلافة كانت علاقة هادئة وكويسة ومش فيها اي مشاكل والدليل علي كدة
(1) أكتر من 3 قرون واليهود زي الحمل الوديع ولا تمرد ولا مظاهرة ولا خروج عن الحكم بالعكس كانو متعاونين ع الاخر مع الحكام ضد أي ثورة وأي خارج أو متمرد زي اللي حصل مع عبد الرحمن الداخل لما فتحوا باب قرمونة بأشبيلية لجنوده عشان يدخلوا ويوقفوا ثورة وتمرد المولدين

وحتي بعد ثورة المولدين الكبري و اللي كان بيقودها عمر بن حفصون في أواخر عهد الأمير محمد الأول وبعد خضوع مدن كتيرة ومناطق كتيرة بقرطبة في ايد بن حفصون لكن فضلت منطقة أليسانة اللي كان أكتر سكانها من اليهود فضلت المنطقة دي برضه موالية للسلطة في قرطبة
والحقيقة ان رغم الموقفين الجامدين قوي دول من طرف اليهود الا ان ماكانش السبب الرئيسي هو الولاء ولكن الدهاء

يعني اليهود كانوا عارفين ان حكم الفاتحين كان قوي وماكانش فيه لا ثورة ولا تمرد تقف قصاده وكمان لقوا في حكم الفاتحين اللي افتقدوه في اي مكان تاني وهو الأمن والأمان والاستقرار يعني من الاخر لو وقفوا ضد الحكم ده هيرجعوا أذلاء زي م كانوا

(2) لكن برضه الواحد يقول اللي ليه واللي ليه برضه !! لا انا بهذر طبعا كان فيه مواقف تانية كتير بتبين ان اليهود شافوا حياة مستقرة كلها أمن وعدل ورخاء في ظل دولة الفاتخين زي مثلا
في عصر الحكم بن هشام ( الحكم الاول ) قصة الراجل اليهودي اللي خبي عنده في بيته لمدة سنة كاملة الفقيه طالوت اللي كان مطلوب للسلطة بسبب مشاركته في ثورة الربض سنة 202 هـ - 817 م
لكن الحكم عفا عن الرجل اليهودي وده دليل تاني علي ان اليهود في الفترة دي كانوا عايشين عصر من التسامح والعفو الانصاف من الحكام ماشافوهوش في حياتهم
ده مش كدة وبس ده الحكم الأول سمح لواحد يهودي انه يغني في قصره والقصة اللي جاية دي بقي أغرب من الخيال القصة بتقول
ان فيه يهودي من مدينة ماردة راح للقاضي سليمان بن أسود يشتكي والي المدينة محمد بن عبد الرحمن وقال له يا قاضي الوالي اخد مني جارية و لا منه سدد تمنها لية ولا منه رجعها لي
وأظن يعني ان ده دليل قوي جدا علي ان اليهود كانوا عايشين زيهم زي اي حد ليهم حقوق بياخدوها وعليهم واجبات بيأدوها يعني اليهودي ده لو ماكانش متأكد تماما انه هياخد حقه تالت ومتلت وان فيه عدل وانصاف والبلد دي فيها اسلام ماكنش اشتكي الوالي اللي هو أساسا ابن حاكم الاندلس
مش كدة وبس ده في خلال الفترة دي اليهود ماكانوش بيلبسوا ملابس خاصة بيهم عشان تعلمهم وتميزهم والناس تعرف انهم يهود زي ماكان بيحصل مع اليهود في سنوات الاضطهاد والقمع في أوروبا
لكن الحقيقة حصل الكلام ده بقي ولبسوا ووضعوا شارات في العصور اللي كانت بعد كدة لأن اليهود تطاولوا علي المسلمين ونقضوا العهود
لكن احنا لسة في عصر الفاتحين الأوائل اللي عاش فيه اليهود أزهي فترات حياتهم علي الاطلاق حتي الحرية الدينية واقامة الشعائر والطقوس اليهودية وماكانش حد بيجبرهم انهم يدخوا الاسلام زي ماكان القوطيون بيعملوا معاهم
مش بس كدة ده التاريخ بيسرد مواقف كتيرة بتدل علي حسن علاقة اليهود بالسلطة والحكام في عصر الخلافة والفاتحين بالاندلس والثقة اللي كانت من الطرفين
لدرجة ان الحكام الأمويون كانوا بيختاروا يهودي من كل منطقة أو مدينة عشان يجمع الجزية من أهلها لأنهم اكتر الناس معرفة بظروفهم وامكانياتهم المادية
زي اللي حصل ايام الحكم الثاني ( هشام بن عبد الرحمن الثالث ) لما عين الحجاج بن متوكل اليهودي علي جمع الجزية من أهله يهود اليسانة


بقية الموضوع هنا...

اليهود في الأندلس ( الحلقة الرابعة )



ثالثا اسقرار اليهود غرب الاندلس
مدينة اشبلية Sevilla
مقدرش المسلمين يفتحوا اشبلية في موجة الهجوم الاولي بقيادة طارق بن زياد ولكن فتحوها سنة 95 هـ - 713 م بقيادة موسي بن نصير وخسرها المسلمين سنة 1248 علي ايد قوات فرناندو الثالث ملك قشتالة أو ( كاستيا وليون )
عاش اليهود في اماكن متفرقة في اشبيلية واحتل اليهود مكانة متميزة في هذه المدينة نظراً لاشتغالهم بالتجارة ولكونهم قدانضموا الى المسلمين وآزروهم منذ الفتح الإسلامي وسهلوا بذلك دخولهم إلى المدينة
وازداد عدد اليهود في المدينة بشدة وخاصة في عهد الأمير عبد الرحمن الداخل والدليل علي وجودهم هو مساعدتهم لفتح باب قرمونة وهو احد ابواب المدينة عشان يدخل جنود الأمير لقمع احدي الثورات الكتير اللي واجهها وهي ثورة المولدين
والمولدون هم سكان الأندلس الأصليين واللي اعتنقوا الاسلام بعد كدة وفي رأي تاني بيقول ان المولدين هما ابناء الاندلسيات من الفاتحيين العرب المسلمين وكانوا بيشتغلوا في الوظائف العليا في البلاد وكانوا زي ماتقول كدة الطبقة الارستقراطية وقتها
المهم ان كان من أشهر اليهود اللي عاشوا وأثروا الحياة الثقافية والتعليمية هو يوحنا الإشبيلي والرجل ده كان يهودي متنصر ظهر في منتصف القرن الـ 12واهتم بعلم التنجيم ، تولى نقل الكتاب من اللغة العربية إلى اللغة القشتالية العامية (الكاستيجا) ونقل 4 كتب للعربية لأبي معشر البخلي 1133م
أما الخليفة المعتمد فقد عين في بلاطه إسحاق بن بروك العالم والفلكي، ومنحه لقب أمير،وجعله حاخاماً أكبر لكل المجامع اليهودية فيه
مدينة ماردة Merida
هي مدينة رومانية في اسبانيا فتحها المسلمون سنة 95 هـ - 713 م
والحقيقة المدينة دي كانت اهم قاعدة اسبانية قبل الفتح الاسلامي
زاد عدد اليهود في المدينة دي وخصوصا في القرن الـ 3 الهجري الـ 9 الميلادي وكان لماردة طائفة يهودية كبيرة قوي وكانت هي الطائفة اليهودية الرئيسية في غرب الاندلس وحتي ان قادة الطائفة دي مارسوا سلطات تشريعية كبير علي كل اليهود في المنطقة وكانت أكثر العائلات اليهودية شهرة وأهمية في ماردة، هي عائلة ابن بالية

رابعاً استقرار اليهود شمال الاندلس
مدينة سرقسطة
فتحها العرب سنة 96 هـ - 714 م واستولي عليها آرغون من المرابطين سنة 1118 م وقال موسى بن نصير بأنه لم يذق أعذب من مياه سرقسطة في كل مياه الأندلس وسموها العرب المدينة البيضاء نظرا للهدوء والسلام الشديد اللي بتتميز بيه وعشان كدة لجأ اليها الكتير من اليهود والنصاري والقوط كمان
والحقيقة ان المدينة دي برضه ماكنتش اقل من المدن التانية في الاندلس من حيث الامن والامان والاستقرار لليهود حتي ان حاكم المدينة الملك أبو جعفر أحمد المقتدر في القرن الحادي عشر أيام حكمه بين الأعوام (1046 ـ 1082) كان عنده قصر موجود لغاية دلوقتي علي فكرة اسمه قصر الجعفرية أو قصر السرور
الرجل ده كان بيلم في قصره كل العلماء في الفقه والفلسفة والعلوم والطب والهندسة والشعر والفن بغض النظر عن انهم مسلمين ولا يهود ولا نصاري وكان جو كله تسامح وتلاقي فكري وثقافي
أزيدك من الشعر بيت عاش اليهود في سرقسطة في حي كبير كانت مساحته ربع مساحة المدينة كلها وكان فيه كنيس كبير لليهود عشان العبادة والصلاة
وكان اليهود في سرقسطة بيشتغلوا في التجارة ودباغة الجلود وصناعة الاحذية والنسيج والكروم وكان من اشهر اليهود في المدينة هو أبو الفضل حسداي بن يوسف بن حسداي اللي اشتغل وزير وكاتب في دولة المقتدر اللي اتكلمنا عنه من شوية
كمان فيه العالم الكبير ابن الفوال السرقسطي العالم اليهودي الذي تفوق في الطب وكان ملماً بالمنطق وبالعلوم الفلسفية وألف كتاباً بعنوان (كنز الفقير) المكتوب على شكل أسئلة وأجوبة تضم قوانين المنطق ومبادئ الطبيعة
مدينة برشلونة
فتحها المسلمون سنة 93 هـ - 711 م علي ايد طارق بن زياد وموسي بن نصير وخسرها المسلمون سنة 185 هـ - 803 م
وعاش اليهود في برشلونة في شارع الطائفة المتفرع من ساحة جيمي اهم ساحات برشلونة وكانت المقبرة اليهودية في جنوب المدينة علي منحدرات الجبل اللي موجود لغاية دلوقتي و اسمه جبل اليهود
مدينة طرطوشة
عاش اليهود في طرطوشة ووصل عدد العائلات في المدينة دي في القرن ال 5 الهجري الـ 11 ميلادي لما يقرب من 30 عائلة يهودية وكانوا بيشتغلوا بالزراعة والتجارة البحرية وكانت ليهم علاقات مباشرة مع يهود برشلونة ويهود فرنسا
والحقيقة ان المدينة مناحم بن يعقوب بن ساروق وده كان عالم في اللغة والنحو لدرجة انه عمل قاموس في اللغة العبرية هو صحيح اتولد في طرطوشة سنة 920 م الا انه راح علي قرطبة واشتغل مع حسداي بن شبروت العالم اليهودي الجامد قوي لكنه اختلف وعاد لـ طرطوشة تاني
وكان معاه عالم لا يقل عنه براعة وعبقرية وهو الطبيب الجغرافي ابراهيم بن يعقوب الاسرائيلي الطرطوشي واللي كلفه الخليفة الأندلسي الحكم الثاني المستنصر بالله برحلة جغرافية إلى أوربا الوسطى والشرقية لجمع المعلومات عن تلك البلاد وقد كلفه بسفارات عدة، أهمها تلك التي اتجه فيها نحو روما سنة 350هـ -961م لمقابلة البابا يوحنا الثاني عشر وأرسله في سفارتين إلى الإمبراطور الألماني أوتو الأول. الأولى سنة 351هـ -965م، والثانية سنة 362هـ -972م.
قلعة أيوب Calayud
وهي قلعة بناها المسلمون في الغرب شمال اسبانيا وجنوب شرق سرقسطة وبناها أيوب بن حبيب اللحنمي اللي تولي الاندلس عد مقتل ابن عمته عبد العزيز بن موسي بن نصير
واستقرت في القلعة دي طائفة يهودية اصبحت في وقت من الاوقات من اهم الطوائف اليهودية في الاندلس
وفي سنة 1882 م تم العثور علي نصب ليهودي يدعي صاموئيل بن سولومون يقال انه كان عالم وحاخام الفرنسية وكان عايش في المكان ده ومات سنة 991 م
ولما وقعت القلعة في ايد الحكم الاسباني سنة 504 هـ - 1110 م فضلوا برضه اليهود قاعدين في نفس المنطقة اللي كانوا عايشين فيها ايام الخلافة الاسلامية
مدينة روطة
وقد استقرت طائفة يهودية في هذه المدينة في عصر الإمارة، وصارت بمرور الوقت من الطوائف اليهودية المهمة في

بقية الموضوع هنا...

حقيقة المحرقة اليهودية


بقية الموضوع هنا...

اليهود في الأندلس ( الحلقة الثالثة ج 2 )



حتي انه لاحق الفقهاء وخلاهم يهربوا ويسيبوا غرناطه والمعارضين كمان أول ما لقوا ان اسماعيل بقي وزير سابوا البلد ومشوا وعلي فكرة انا كنت فاكر ان الرجل ده بيكره الاسلام ومعادي للمسلمين طلعت غلطان الرجل ده مجنون رسمي ده ماكنش بيظلم المسلمين بس ...لأ... ده كمان كان بيضطهد اليهود وكان بيظلمهم
المهم ان الفترة دي وبسبب جبروت اسماعيل بن نغدلة غرناطة خسرت أهم وأقوي حليف ليها خسرت دولة ألمرية اللي كانت بتسيطر علي كل الأقاليم الساحلية للأندلس حتي ان وزير المرية ابو جعفر احمد بن عباس ارسل لـ حبوس ملك غناطة وقال له يطرد وزيره اليهودي لكن حبوس كان متمسك قوي بـ اسماعيل طبعا احنا كلنا عارفين ليه حبوس كان متمسك للدرجة دي ب اسماعيل لأن اسماعيل كان شاطر قوي في لم الفلوس وكان بينعش خزينة الملك ع الاخر بأموال الضرايب والجباية
المهم مات حبوس وجاء بعده ابنه باديس اللي كان معروف عنه انه قوي الشخصية وجرئ وكان معاه ابنه بلقين وده كان عيل صغير طيب مالوش في اي حاجة ولا بيهش ولا بينش لكن باديس كان عنده ابن اخ اسمه يدير وكان نعم الرجل اخلاق ودين واستقامة ونباهة وكان دايما في مجالس العلم والفقه وكان اسماعيل خايف جدا من يدير لأن رجل بالصفات دي مش هيسيب اسماعيل في حاله ابدا
المهم ان باديس مسك الملك بعد أبوه حبوس وثبت اسماعيل في الوزارة ورفض باديس كل المحاولات من جانب حكومة المرية عشان يبعد اسماعيل عن الوزارة حتي ان احمد بن عباس وزير المرية جابه لوا من الاخر وبعت وقال له ان ابعاد اسماعيل عن الوزارة هيخلي الامور بين المملكتين تمشي بسلام وهدوء أما بقي لو فضل اسماعيل في الوزارة يبقي لا فيه ولا عهد ولا صلح ولا اي حاجة ورفض باديس الموضوع وعمل حاجة غريبة جدا ....
كان زهير حاكم المرية في غرناطة هو ووزيره احمد بن عباس بيتفاضوا علي موضوع اسماعيل بن نغدلا راح باديس قتل زهير وأسر احمد بن عباس ورماه في السجن ورفض اي محاولة للافراج عنه وقتله في الاخر
طبعا الأمور دي كلها في مصلحة اسماعيل بن نغدلة اللي غسل مخ باديس وأكل بعقله حلاوة
والحقيقة ان زادت ثقة باديس في اسماعيل بعد ما اسماعيل انقذ حياته لما كشف عن مؤامرة كانت بتتم في الخفاء للاطاحة به وقتله لما دبر زعماء دولة صنهاجة وعلي رأسهم يدير ابن اخو باديس مؤامرة لقتله وحاولوا انهم يشركوا اسماعيل ويورطوه معاهم عشان سرهم ما ينكشفش
لكن اسماعيل طلع اذكي من الجميع وابلغ باديس بالموضوع وخلاه يسمع بـ ودنه ويشوف بـ عينه تفاصيل المؤامرة وبكدة ثبت اسماعيل نفسه في الوزارة وقعد فيها لغاية ما تعب ومرض ومات سنة 448 هـ - 1056 م
وخلفه في الوزارة ابنه يوسف ولك ان تتخيل بقي ذكاء الابن عشان يوصل لنفس منزلة ومكانة الأب المهم ان يوسف اصبح كبير الوزراء في غرناطة ومسؤول عن جمع الجزية من اليهود ورئيسا أو ناغدا للطائفة اليهودية في غرناطه
بتاع كله يعني .... !!! رغم ان سنه ساعتها 21 سنة لكن قدر في نفس الوقت ينجح في تحصيل المزيد من الأموال لخزينة الدولة،
وكان يقول لباديس:
"أنا رجل ذمي لا همة لي إلا خدمتك، وجمع الدراهم لبيت مالك "
وبالمكر والدهاء حل يوسف علي ثقة باديس لدرجة ان باديس أوكل له قيادة الجيش تخيلوا معايا ان جيش المسلمين بقي في ايد واحد يهودي !!
المهم ان يوسف عاش في الدور قوي وافتكر نفسه أمير أو ملك وراح يلبس زيهم وياكل ويشرب زيهم ويركب ويسكن ويعمل زي مابيعملوا بالظبط مش كدة وبس لأ ده عمل له حاشية كبيرة من اليهود وسلمهم المناصب الكبيرة في البلد وتقريبا كان عايز يعمل دولة يهودية داخل غرناطة
وزي ماكان ابوه اسماعيل ابن نغدلة بيسخر من المسلمين هو كمان يوسف كان بيسخر من المسلمين ودينهم وكان بيتهجم علي القرآن ده أكنه نسخه مصغرة من أبوه
والحقيقة برضه ان يوسف ده ماكنش بيسخر من القرآن بس لأ ده كمان كان بيسخر من التوراة وكل الأديان لدرجة ان الناس كانت بتتهامس ان يوسف ماكانش يؤمن أساسا بالله - أستغفر الله العظيم
وبسبب استهتار يوسف وتجاوزاته الكتيرة كرهه مسلمي غرناطة ومعاهم قادة صنهاجة اللي هما آل بيت باديس وابنه بلقين وعشان كدة زرع يوسف شوية جواسيس في كل مكان بالقصر عشان توص له كل اخبار باديس وابنه أول بأول
في الوقت ده حصل خلاف بين بلقين ابن باديس وولي العهد وبين يوسف بن نغدالة خلص بان يوسف حط السم لبلقين طبعا باديس ماكانش يعرف ان اللي قتل ابنه هو يوسف
والحقيقة الرجل زعل جدا علي ابنه وغرق بعد كده في الشرب والخمر عشان ينسي وخلي الجو ليوسف اللي صال وجال في دولة باديس واصبح هو الحاكم الفعلي في الدولة
لكن لما تدهورت شعبية يوسف والناس قرفوا منه ومن عمايله السودة بعت لوزير مملكة المرية ابي يحيي بن صمادح اللي كان برضه يهودي يقوله تعالي استولي علي غرناطة
واحد يسألني ويقول لي اشمعني ابن صمادح وزير المرية من بين ملوك الطوائف كلهم هاجاوبك واقول لك
أولاً المرية دي كانت جنب غرناطة وقريبة منها جدا
زائد ان يوسف كان ليه نفوذ كبير في المرية
وكمان باين كدة والله اعلم ان ابن صمادح ده كان غلبة قوي
وكانت المرية اصلا دولة ضعيفة عسكريا وهيبقي سهل علي يوسف انه يتغلب عليه بعد كدة ويعمل دولة يهودية في المرية
وفعلا استعد صمادح هو وجيشه للغزو لكن يا فرحة ماتمت عرف الناس بالخيانة والمؤامرة وثاروا وهاجوا وخاف صمادح ورجع لبلده هو وجيشه أما يوسف بن نغدالة فقتل وصلب علي باب غرناطة
والحقيقة مش هو بس اللي قتل ده الناس من هياجها وثورتها هجموا علي بيوت اليهود في المدينة وقتلوا وعذبوا كتير منهم ويقال ان وصل عدد القتلي لـ 3000 قتيل
وبمقتل يوسف بن اسماعيل بن نغدلة هو واغلب الرجال اليهود المهمين في غرناطة يبقي كدة اليهود فقدوا تاني معقل ليهم وتاني أقوي مركز ليهم في الاندلس بعد قرطبة ومعادش فاضل لهم غير اشبيلية
أبو إسحاق الإلبيري
ولد سنة 375هـ وتوفي سنة 460هـ
من أكبر شعراء غرناطة في عصره، وهو إبراهيم بن مسعود بن سعيد التجيبي الإلبيري، نسبة إلى (إلْبيرة) الواقعة جنوب الأندلس لما وصلت له انباء المؤامرة اللي بيدبرها يوسف بن اسماعيل بن نغدلة مع صمادح وزير مملكة المرية كتب قصيدة يحرض فيها باديس وقبيلة صنهاجة علي الثورة علي يوسف والمتسلطين اليهود والحقيقة ان القصيدة دي تعتبر وثيقة مهمة بتصور حال المسلمين واليهود في غرناطة تحت حكم وزيرها اليهودي يوسف بن اسماعيل بن نغدلة
القصيدة بتقول ايه
أَلا قُل لِصِنهاجَةٍ أَجمَعين ... بُدورِ الزمانِ وَأُسدِ العَرين
لَقَد زَلَّ سَيِّدُكُم زَلَّةً ... أقَرُّ بِها أَعيُنَ الشامِتين
تَخَيَّرَ كاتِبَهُ كافِرا …. وَلَو شاءَ كانَ مِنَ المُسلِمين
فَعَزَّ اليَهودُ بِهِ وَاِنتَخَوا وَتاهوا وَكانوا مِنَ الأَرذلين
وَنالوا مُناهُم وَجازوا المَدى ... فَحانَ الهَلاكُ وَمايَشعُرون
فَكَم مُسلِمٍ فاضِلٍ قانِتٌ ... لِأَرذَلِ قِردٍ مِنَ المُشرِكين
وَما كانَ ذَلِكَ مِن سَعيِهِم ... وَلَكِنَّ مِنّا يَقومُ المُعين
فَهَلا اِقتَدى فيهُمُ بِالأُلى ... مِنَ القادَةِ الخيرَةِالمُتَّقين
وَأَنزَلَهُم حَيثُ يَستاهِلونَ ... وَرَدَّهُم أَسفَلَ السافِلين
وَطافوا لَدَينا بِإِخراجِهِم ... عَلَيهِم صِغارٌ وذلٌّوَهُون
وَقَمّوا المَزابِلَ عَن خِرقَةٍ ... مُلَوَّنَةٍ لِدِثارِالدَفين
وَلَم يَستَخِفّوا بِأَعلامِنا ... وَلَم يَستَطيلوا عَلى الصالِحين
وَلا جالَسوهُم وَهُم هُجنَةٌ ... وَلا واكَبوهُم مَعَ الأَقرَبين
أَباديسُ أَنتَ اِمرِؤٌ حاذِقٌ ... تُصيبُ بِظَنِّكَ نَفسَ اليَقين
فَكَيفَ اِختَفَت عَنكَ أَعيانُهُم ... وَفي الأَرضِ تُضرَبُ مِنهاالقُرون
وَكَيفَ تُحِبُّ فِراخَ الزِنا ... وَهُم بَغَّضوكَ إِلى العالَمين
وَكَيفَ يَتِمُّ لَكَ المُرتَقى ... إِذا كُنتَ تَبني وَهُم يَهدِمون
وَكَيفَ اِستَنَمتَ إِلى فاسِقٍ ... وَقارَنتَهُ وَهُوَ بِيسَ القَرين
وَقَد أَنزَلَ اللَهُ في وَحيِهِ ... يُحَذِّرُ من صُحبَةِالفاسِقين
فَلا تَتَّخِذ مِنهُمُ خادِماً ... وَذَرهُم إِلى لَعنَةِاللاعِنين
فَقَد ضَجَّتِ الأَرضُ مِن فِسقِهِم ... وَكادَت تَميدُ بِناأَجمَعين
تَأَمَّل بِعَينَيكَ أَقطارَها ... تَجِدهُم كِلاباً بِهاخاسِئين
وَكَيفَ اِنفَرَدتَ بِتَقريبِهِم ... وَهُم في البِلادِ مِنَ المُبعَدين
عَلَى أَنَّكَ المَلِكُ المُرتَضى ... سَليلُ المُلوكِ مِنَ الماجِدين
وَأَنَّ لَكَ السَبقَ بَينَ الوَرى ... كَما أَنتَ مِن جِلَّةِالسابِقين
وَإِنّي اِحتَلَلتُ بِغَرناطَةٍ ... فَكُنتُ أَراهُم بِهاعابِثين
وَقَد قَسَّموها وَأَعمالَها ... فَمِنهُم بِكلِّ مَكانٍ لَعين
وَهُم يَقبِضونَ جِباياتِها ... وَهُم يَخضِمون وَهُم يَقضِمون
وَهُم يَلبِسونَ رَفيعَ الكُسا ... وَأَنتُم لِأَوضَعِها لابِسون
وَهُم أُمَناكُم عَلى سِرِّكُم ... وَكَيفَ يَكونُ أميناً خَؤون
وَيَأكُلُ غَيرُهُم دِرهَماً ... فَيُقصى وَيُدنَونَ إِذ يَأكُلون
وَقَد ناهَضوكُم إِلى رَبِّكُم ... فَما تَمنَعونَ وَلا تَنكِرون
وَقدلابَسوكُم بِأَسحارِهِم ... فَما تَسمَعونَ وَلا تُبصِرون
وَهُم يَذبَحونَ بِأَسواقِها ... وَأَنتُم لِأَطرافِها آكِلون
وَرَخَّمَ قِردُهُم دارَهُ ... وَأَجرى إِلَيها نَميرَ العُيون
فَصارَت حَوائِجُنا عِندَهُ ... وَنَحنُ عَلى بابِهِ قائِمون
وَيَضحَكُ مِنّا وَمِن دينِنا ... فَإِنّا إِلى رَبِّنا راجِعون
وَلَوقُلتَ في مالِهِ إِنَّهُ ... كَمالِكَ كُنتَ مِنَ الصادِقين
فَبادِر إِلى ذَبحِهِ قُربَةً ... وَضَحِّ بِهِ فَهُوَ كَبشٌ سَمين
وَلا تَرفَعِ الضَغطَ عَن رَهطِه فَقَد كَنَزوا كُلَّ عِلقٍ ثَمين
وَفَرِّق عِداهُم وَخُذ مالَهُم ... فَأَنتَ أَحَقُّ بِما يَجمَعون
وَلا تَحسِبَن قَتلَهُم غَدرَةً ... بَل الغَدرُ فيتَركِهِم يَعبَثون
وَقَد نَكَثوا عَهدَنا عِندَهُم ... فَكَيفَ تُلامُ عَلى الناكِثين
وَكَيفَ تَكونُ لَهُم ذِمَّةٌ ... وَنَحنُ خُمولٌ وَهُم ظاهِرون
وَنَحنُ الأَذِلَّةُ مِن بَينِهِم ... كَأَنّا أَسَأنا وَهُم مُحسِنون
فَلا تَرضَ فينا بِأَفعالِهِم ... فَأَنتَ رَهينٌ بِمايَفعَلون
وَراقِب إِلَهَكَ في حِزبِهِ ... فَحِزبُ الإِلَهِ هُمُ الغالِبون


بقية الموضوع هنا...

اليهود في الأندلس ( الحلقة الثالثة ج 1 )



ثانيا استقرار اليهود في جنوب الاندلس
مدينة غرناطة اللي كان اسمها البيرا
فتح المسلمون المدينة دي سنة 92 هـ - 711 م وخسروها سنة 897 هـ - 1492 م وعاش اليهود فيها بكل امن وامان واستقرار وانتشر العلم وازدهرت التجارة
وزي ماكان حسداي بن شبروت في قرطبة كان فيه برضه شمويل هلوي بن نغدلة في غرناطة العالم اليهودي اللي اتولد في قرطبة سنة 993 م ونشأ فيها، وكان أبوه قد هاجر إليها من ماردة. وتلقى ابن نغدله تعليمه التلمودي في قرطبة بمدرسة الحبر حنوخ بن موسى، ودرس النحو العبري على ايد كبير النحويين اليهود في عصره يهودا حيوج وتمكن وبرع في الأدب العبري والعربي، وأصبح قادراً على نظم الشعر بالعبرية والعربية،
مش بس كدة ده كان علي معرفة بعلم الفلك والهندسة والمنطق، وقرأ القرآن الكريم وعدداً من كتب الفقهاء المسلمين، وكان ملم ببعض دراسات النصارى عن الإنجيل وجمع بين دراسة التلمود والأدب العربي، في الوقت اللي كان عنده دكان وبيتاجر في التوابل !!
ولما سقطت قرطبة في أيدي البربر، انتقل إلى مالقة، وف مرة جاءت له جارية وطلبت منه يكتب لها خطاب عشان ترفعه لأمير غرناطة حبوس بن ماكسن ، فكتبه لها ولما وصل الخطاب إلى وزير حبوس واللي كان اسمه أبي العباس بن العريف ، أعجب جدا بالخط والأسلوب الذي كتب به، وسأل عن كاتبه، وعرف أنه إسماعيل بن نغدلة فعرض عليه الوزير انه يعمل مساعدا له في خدمة أمير غرناطه حبوس فوافق واشتغل اسماعيل في جباية الأموال وحقق من خلال الشغلانة دي ربح كبير جدا وكمان كسب ثقة الوزير واترقي يوسف بن نغدلة وكبر في موقع وقدر انه يعين موظفين يساعدوه في مهنته ولما عرف ان يهود مالقة اتهموا الحبر يهودا واتخانقوا معاه ارسل يوسف ودعا الحبر يجيي يشتغل معاه في جباية الاموال فجاء يهودا مع ولاده واشتغلوا مع يوسف
لكن رغم ان يوسف قدر يلم فلوس كتير وينعش خزينة الملك ويكسب ثقة الوزير الا انه مقدرش يكسب حب الناس بالعكس جني كره اليهود ليه وسخطهم عليه لأنه كان متسلط جدا وأرهقهم ماديا بسبب الأموال اللي كان بيجمعها منهم وكمان ماكانش من اهل غرناطة وكانوا شايفين ان واحد من أهل المدينة هو اولي بالمنصب ده من اسماعيل المهم كتبوا فيه تقارير تكشف عن الاعيبه وطرقه غير المشروعة في الكسب وتحقيق الغني الفاحش ورفعوا التقارير دي لشخصيات مهمة في غرناطة اللي تولوا الأمر وتم اعتقال يوسف واستأجر اليهود أشخاص قاموا بقتل الحبر يهودا وابن اخيه
وبعد فترة تم الافراج عن يوسف وفرض عليه غرامات واتجرد من منصبه لكن عاد يوسف لمنصبه مرة تانية واكرمه الوزير ع الاخر وأسكنه في قصر الحمراء، وجعله أمين سره وبسرعة اصبح شمويل مستشارالوزير، وفي سنة 418 هـ - 1027 كان اسماعيل مسؤلا عن جمع الجزية من كل اليهود في امارة غرناطة وكان مما قاله الوزير نفسه أنه إذا أشارشمويل بشيء فإن صوت الله يسمع فيما يشير به وأوصى الوزير وهو على فراش الموت أن يخلفه شمويل،
وبذلك أصبح شمويل في عام 1027 اليهودي الوحيد الذي شغل منصب وزير في دولة إسلامية وحظي بهذا اللقب والحقيقة برضه ان اللي ساعده علي كدة ان نص سكان غرناطة تقريبا كانوا من اليهود ده طبعا في القرن الـ11 حتي ان العرب رحبوا بالرجل ومازعلوش لأن الدولة صغيرة والحقيقة ان كل المصادر بتجمع علي ان اسماعيل ماكانش وزير دولة عادي لأ ده كان صاحب شخصية وفكر وكان مؤثر في عملية اتخاذ القرار
ويكفي وصف المؤرخ المعاصر ابن حيان للوزير اليهودي ده لما قال
' وكان هذا اللعين في ذاته على ما زوي الله عنه من هدايته من أكمل الرجال علماً وفهماً وذكاءاً ورصانة ودهاءاً ومكراً، ومعرفة بزمانه ومداراة لعدوه واستسلالاً لحقودهم بحلمه، بارعاً في الآداب العبرية والعربية، قليل الكلام دائم التفكير جماعة للكتب '
ورغم المكانة المهمة دي الا ان اسماعيل تجاوز كل الحدود وتخطي كل الخطوط ولم يقدر مشاعر المسلمين وراح يطعن في أئمتهم وألف كتاب في الرد علي الفقيه ابن حزم
ومش بس كدة ده اتجرأ بالطعن علي ملة الاسلام واستهزأ بالمسلمين وأقسم انه ينظم جميع القرأن في أشعار وموشحات ومن شعره
نقشت في الخد سطرا من كتاب الله موزون
لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون

بقية الموضوع هنا...

القدس تهوّد .. مستوطنون يريدون ادراج موقعين آخرين في لائحة المواقع الاثرية الاسرائيلية


بقية الموضوع هنا...

اليهود في الأندلس ( الحلقة الثانية)



عاش اليهود تحت ضل الدولة الاسلامية في الاندلس وكانوا اخر رواقة ومنجهة وشافوا يومين اخر حلاوة ... فلوس ... ومناصب ... وعز ... وأمان ولا حد كان يفكر يظلمهم أو يصادر حقوقهم حتي ان كتير من اليهود وقتها اشتغلوا في مناصب كبيرة زي الوزارة والحجابة ،
ورغم بعض الاحداث الدموية اللي حصلت لهم من بعض المتطرفين المسلمين الا انهم بقوا اكتر من كام قرن عايشين في ميغة ونغنغة وعلى أفضل ما يكون في ظل عدالة الشريعة الإسلامية وسماحة المسلمين المعهودة
حتي ان اليهود في اسبانيا كانوا بيستخدموا اللغة العربية في تعاملاتهم اليومية وكانوا بيدونوا بيها كل العلوم والفلسفة والتجارة حتي ان بعض كتبهم الدينية اتسجلت بالعربي
والحقيقة ان العصر الذهبي لليهود في الاندلس كان هو العصر الأموي الأول واللي سموه عصر الموريش Moorish) ) أي البحريين يعني العرب اللي جاءوا من خلف البحار وفي الفترة دي علا مقام اليهود ع الاخر نظراً لتقدمهم وبراعتهم في الطب والفلسفة والتاريخ
خلونا نبدا من أول صفحة
لما دخل المسلمين الاندلس كان اليهود عايشين ومتركزين في المدن الرئيسية زي قرطبة وطليطلة وكانوا برضه عازلين نفسهم وعايشين في احياء مغلقة ده طبعا بسبب العنصرية والاضطهاد اللي عاني منه اليهود مش بس في الاندلس ولكن في كل شبر في اوروبا
لكن خلاص ... الحال اتغير تماما في عهد الدولة الاسلامية في الاندلس وسمح لهم المسلمين بالسكن خارج الحي اليهودي " القاهال " بالعبري
مش كدة وبس لأ ده كمان استعان المسلمين باليهود في البداية عشان يشتغلوا في الحراسة والأمن ده طبعا بسبب خبرة وقدرة اليهود في معرفة كل كبيرة وصغيرة في المدن دي
تعالوا بقي نشوف الفرق الشنيع ما بين اليهود تحت ايد العنصرية الاوربية واليهود ايام الدولة الاسلامية في الاندلس
زي ما قولت استقر اليهود وعاشوا عيشة فل وناموا متطمنين علي نفسهم واموالهم وعيالهم مش بس كدة ... دول كمان شاركوا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وطلع لهم ريش وجناحات كمان
اولاً ... استقرار اليهود في قلب الاندلس
مدينة قرطبة ...
المدينة دي فتحها المسلمين سنة 92 هـ -711 م وخسروها سنة 633 هـ - 1236 م وعاش اليهود في المدينة معززين مكرمين وخصوصا في عهد الخليفة عبد الرحمن ( الثالث ) ثامن امير اموي في الاندلس واللي كان عصره ازهي العصور الذهبية في الاندلس وامتد حكمه لـ 50 سنة ولقب بأمير المؤمنين والحقيقة قرطبة كانت في عصر الرجل ده من أرقي المدن في العالم وكانت زي المنارة اللي بتشع علوم وفنون للعالم كله
المهم عندنا ان الرجل ده عبد الرحمن الناصر
* اسس مركزا للدراسات اللغوية العربية واللي ساعد على تطور الدراسات العبرية، فانتعشت دراسات السفرديم (اليهود الاسبان)
* وكمان رقي اليهودي حسداي بن شبروت وخلاه مستشار ليه وطبيب في القصر بتاعه
* وكمان خلاه يدير التجارة في المملكة وخلاه علي راس الدائرة المالية اللي هي الجمارك دلوقتي ...
* ايه ده يعني ؟!! ده حسداي بن شبروت كمان كان شاعر !!!
وبصراحة حسداي بن شبروط ده رجل يستاهل جدا وكان عبقري زمانه وكان فلتة وكانت معرفته باللغة اللاتينية هي وش السعد عليه وهي اللي فتحت له طاقة القدر وقتها لأنه بسبها قدر يكتشف طريقة تركيبة الدواء الي عمله أندروماكوس الكريتي للإمبراطور الروماني نيرون واللي كانت تركيبة مكونة من 61 عنصر وفضل الدوا ده يستخدم في الامبراطورية الرومانية لعلاج أمراض كتيرة لفترة طويلة جدا
والحقيقة ان علماء الطب المسلمين حاروا جدا في اكتشافه
وكانوا بيسموا الدوا ده باسم "الفاروق
وكان الرومان يسمونه "الترياق" (THERIACA)،
وسماه أطباء اليهود "المخلص"
ومع اللغة اللاتينية اللي كان بيتقنها كويس كان حسداي بيعرف لغات تانية كتير زي العربية والعبرية والاسبانية والاغريقية عشان كدة كان الخليفة بيعتمد عليه في ارساله للبلاد الاجنبية
مرة للتفاوض علي هدنة وابرام شروط تهدئة وعقد صلح
ومرة لاتمام التعاقد علي صفقات اقتصادية
ومرة تانية لفتح ابواب ثقافية وانعاش الحركة الادبية
حسداي ده كان شاطر جدا الصراحة
والحقيقة ان حسداي بن شبروت ده مافادش اليهود في الاندلس بس ده كمان كان بيتوسط ليهود بيزنطة وكان بيتصل بالاميره (هيلينا) البيزنطية عشان حماية اليهود في هناك
كمان الرجل مقصرش مع اخوانه الأحبار في العراق وكان بيبعت لهم فلوس كتير وهم بدورهم كافئوه ومنحوه لقب ريش كالا يعني رأس العرش وده لقب جامد جدا مش بيروح الا لصاحب فضل كبير وعلم كتير
وسماح الناصر لحسداي بن شبروت انه يستفيد من منصبه في خدمة اليهود جوة وبرة الأندلس ده دليل واضح علي التسامح اللي عاشه وشافوا اليهود من السلطة الاسلامية في الوقت ده
كمان كان في اطباء يهود مشهورين جدا في الاندلس منها العائلة الميمونية واولهم الطبيب (عبد الله بن ميمون) و (موسى بن ميمون)
شوفتوا بقي الفرق بين هنا وبين اي مدونة تانية .. هنا بنقول الحق بنقول اللي لينا واللي علينا لما اليهود بتتفوق وترتقي بنقول ونذكر فضلهم من غير اي مواربة ولا تدليس للأمور
لكن الحقيقة انا دُهشت لما لقيت فيه ناس كاتبة بتقول ان المكانة اللي وصل ليها اليهود في الوقت ده مش بسبب سماحة وعدل الحكم الاسلامي لكن بسبب جهبزة وذكاء ورقي اليهود في ذلك الوقت ده وان نهضة الاندلس في الطب والعلوم كانت بسبب ترجمة المخطوطات الطبية من السريانية الى العربية بذمتكوا في حقد اكتر من كدة طب يا ولاااد الـ .... تيييييييت .... محصلش الكلام ده ليه في فرنسا ولا ألمانيا ولا انجلترا ؟ عموما ده مش موضوعنا
مدينة طليطلة ( toledo )
فتحها طارق بن زياد سنة 94 هـ - 712 م بعد معركة وادي لكة وانتصاره علي القوط وخسرها المسلمون في سنة 567 هـ 1185 م علي ايد الفونسو السادس
المدينة دي كانت مليانة يهود بالذات الجزء الغربي منها واشتغل اليهود فيها بالتجارة والعطور ولسة هناك لغاية دلوقتي شوارع باسم اليهود زي شارع صامويل هاليفي وشارع دي لاجوديرا اي الشارع اليهودي
وكان عايش في المدينة دي أغلب الادباء والمفكرين اليهود زي بنيامين الطوطيلي المتوفى سنة 586هـ - 1190م، وصاحب كتاب "همساعوث" يعني الرحلات،وإبراهيم بن داود الطليطلي صاحب كتاب "سفر هقبالة" يعني التصوف

بقية الموضوع هنا...