لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 18 التجمع اليهودي في عصر البعثة المحمدية




وقفنا المرة اللي فاتت عند الجماعةاللي كانوا عايزين يحرجوا النبي صلي الله عليه وسلم

.. لكن ربنا خذلهم .. زي كل مرة

النهاردة ان شاء الله هنتكلم عن موضوع مهم جداً وهو

التجمع اليهودي في عصر البعثة النبوية الشريفة

في بداية دعوة الإسلام كانت منطقة الحجاز مقسمة قسمة عجيبة بين نفوذ العرب ونفوذ اليهود وسيطرتهم

ورغم سيطرة قريش علي الجنوب من أول يثرب لغاااية الطائف إلا إن اليهود كانت ليهم قوة اقتصادية وسياسية كبيرة ومزعجة في شمال الحجاز لدرجة إنه نفوذهم إمتد من المدينة حتي تيماء في أقصي حدود الحجاز الشمالية ،ملتقياً بحدود سوريا لمسافة 450 كيلومتر

أنا عايز أأقول إن النفوذ اليهودي الإقتصادي كان بيشكل أسس حركة السيطرة اليهودية في الوقت ده وكان ممكن يكبر ويتسع لأن مخطط التوسع كان ماشي علي أكمل وجه وتوزيع الوجود اليهودي في شمال الحجاز كان في منتهي الدقة .. يعني النية كانت مبيتة علي التوسع والسيطرة

والدليل إن

1 - يهود بني قينقاع اللي ورد ذكرهم في رواية بن خلدون كانوا يقيمون في منطقة يثرب (المدينة) وكانت معهم قبائل (بني عوف) و (بني النجار) وتقيم حولها قبائل (الأوس والخزرج) وتنزل في المناطق الزراعية التي كانت تهتم بها

2 - (بنو قريظة) كانوا ينزلون في ضاحية يثرب (المدينة) من جهة الجنوب الشرقي ، وبنو النضير كانوا ينزلون في ضاحية يثرب (المدينة) من جهة الغرب

3 - أما منطقة (خيبر) ففيها أعظم مركز لتجمع اليهود في شمالِ الحجاز ، وتقع ما بين المدينة ومنطقة تيماء الملاصقة لأقصى حدود الشمال عن سوريا

وطبعاً كان التوزيع لمراكز القوة اليهودية ده بيضمن لليهود ـ وقتها ـ القدرة على الانتشار ، ووضع أيديهم على مساحة كبيرة من الأرض ، يعملون على استغلالها واستثمارها ، والقيام بتحصين أماكن تجمعهم ، وامدادها بالقوة العسكريّة ، وتخزين كميات من السلاح ، وإعداد مجموعات منهم للقتال ، عشان يحافظوا دايماً على أي مكاسب ،وكله طبعاً عشان خاطر السيطرة والبقاء

لكن لما أحسّ اليهود أنّ القرشيّين بدأوا يشتغلوا أسلوب عمل جديد ونظام جديد ، نظام مرتبط بعقيدة الإسلام وآدابه وتعاليمه ، أدركوا تماماً أن البداية الدينية دي واللي بتعمله وتصنعه من إعداد قوة بشرية ودينية هتصطدم أكيد مع واقع الوجود اليهودي في الأرض العربية وآماله ومصالحه فطبعاً مش هيسكتوا راحوا بكل صفاقة وجرأة وأعلنوها حرباً قاسية ومريرة ضد الرسول الأكرم والإسلام والمسلمين ولم تفتر حدة الردّ إلاّ بعد أن تمكّن المسلمون من تصفية مراكز القوى وإنهاء مواقع التجمّع اليهودي في أرض الإسلام ، وأبقوا عليهم أفراداً وجماعات دون أن يتركوهم يشكّلون خطراً يُعين الجماعات الطامعة المتوسعةههههههههه شكلهم وحش قوي بصراحة

وكان الأمل كبيراً في قلوب المسلمين أن تسير العلاقة بين اليهود والمسلمين سيرة حسنة ، وأن يتعاون الطرفان إلا أنّ العداوة والمضايقة والتربّص من جانب اليهود لم ينته أبداً فكانت الحرب من جانب اليهود ضد المسلمين وإعلان هذه الحرب ومداومة القيام عليها حتى مرحلة التآمر على النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحاولات التخلص منه نهائياً باعتباره رمزاً لسيادة المسلمين في المدينة ، الموطن الجديد لهم ، الموطن الذي ضايق اليهود بوجود المسلمين فيه ، ومواصلتهم نشر الإسلام منه

وأخذت الحرب الصامتة تَقْوى وتشتد من جانب اليهود ضد المسلمين وعلى مراحل ، وفي كل مرحلة كان موقف اليهود فيها يكشف عن طبيعة وجودهم وعقائدهم في أيّ موقع يسيطرون فيه ، ويبرز نوع تعاملهم مع أي أمّة يعيشون معها أو بينها

فلقد كان اليهود يعبّرون عمّا تنطوي عليه نفوسُهم وقلوبُهم من غِلٍّ وحقد وحسد للمسلمين ، ويفصحون عن إحساسهم بالخطر مما يمكن أن يطرأ على حال المسلمين من اطّراد القوة والمنعة والسيادة ومع كل هذا كان المسلمون يتجنّبون تصعيد حالات العداء ، إلا أنّ اليهود كانوا يدركون أن الوقت ليس في صالحهم ، فإذا لم يكسروا شوكة المسلمين من الآن خاصة بعد بدر فإن خطر المسلمين سيتضاعف ، ومع أنّ المسلمين كانوا يعيشون انتصار بدر وصداه العظيم في كلّ أرض الحجاز ، فإنّهم كانوا يدركون أن خطر قريش لا يزال قائماً ، وأنّه ربما تكون الجولة القادمة من جانب قريش طلباً للثأر من المسلمين

بداية الصراع

ثم إنّ بداية المضايقات وتصاعدها ، وبلوغها حالات الصِّدام في الموطن الجديد ، كانت تتمثل في قطاع هائل من اليهود وهم «بنو قينقاع» لذين توجّه إليهم رسولُ الله بنفسه في سوقهم ، فرفضوا دعوته ، ثم هدّدوه إن قامت الحرب بينه وبينهم

ثم ساروا على طريق الهُزء بالمسلمين والاستخفاف بهم وبحرماتهم ، إلا أن المسلمين لم يبالوا بكل الظروف المحيطة بهم ، وقاموا بمحاصرة يهود بني قينقاع في بطولة فدائية عظيمة ، فقد كان عدد اليهود من (بني قينقاع) أكثر من عدد المسلمين بكثير ، فهم عند بعض المؤرخين (700) مقاتل و (300) دارع و (400) حاسر وعشان كدة أدرك اليهود الذين ينتشرون في شمال الحجاز أنه لابدّ لهم من العمل ضد الإسلام والمسلمين ، وهذا هو ما ساروا عليه ، وخططوا له على المدى البعيد

ومن هنا يتضح أن اليهود (ومن ورائهم الصهيونية) يدركون أن الإسلام هو العدو والخصم اللدود لهم ، فعلى المسلمين والعرب أن يستبعدوا أي تفكير بقبول الكيان الغاصب والاعتراف به مهما كان المقابل

عشان أصلاً الصهيونية من ضربة البداية وهي قايمة على أساس التفسير التوراتي للتاريخ الإنساني ، وللميثاق الإلهي مع الإنسان ولمستقبل الإنسان فوق الأرض يعني م الآخر نظرة كلها تكبر علي العباد كما أن نزعة العنصرية الحاقدة ، ونزعة احتقار الأمم الأخرى في العقلية الصهيونية إنما هي مستوحاة من الرؤية التوراتية المزوّرة التي تقول حكاية عن الرب : أنا قلت : إنكم آلهة وكلكم بنو العلي

لذا يرتكز الكيان الغاصب في سياساته العدوانية والتوسعية والعنصرية على رؤية (دينية توراتية تلمودية) ، بل إن قيام هذا الكيان على أرض شعب فلسطين مدين في وجوده لتلك (الرؤية التوراتية) المحرّفة ، التي كتبتها وأملتها أحقاد أحبار اليهود على الأمم أو المرضي النفسيين عندهم .. مش هتفرق كتير

ومن هنا تعتبر الصهيونية التطبيق العملي لليهودية ، واليهود أنفسهم يعتبرون تاريخ اليهودية والصهيونية شيئاً واحداً ، كما أن تاريخ الصهونية يؤكد تفنن اليهود في ابتداع وابتكار الأساليب والطرق التي تخدم أهدافهم بطرق غير مباشرة

نعم يصح التفريق بين اليهودية والصهيونية لكن في حالة واحدة إذا كنا بنتكلم عن اليهودية اللي هي الرسالة السماوية الصحيحة التي جاء بها موسي عليه السلام

وبصراحة بقي لازم نفوق شوية يعني علي الأمّة الإسلاميّة أن تسلك طريق الجهاد في سبيل الله ، حتى تستعيد حقوقها وأرضها وعزتها وكرامتها ، وتضع حدّاً للعدوان الصهيوني الذي يهدّد السلام والأمن في العالم ، ويهدّد المكتسبات المادية والأخلاقية للحضارة المعاصرة

فالصراع الذي تخوضه الشعوب الإسلامية والشعب الفلسطيني بشكل خاص ضدّ الاستكبار العالمي وياريته صراع شريف كمان لأ ديه فيه غزو واختراق ليه ولعالمنا الإسلامي من قبل الصهيونية العالمية واليهودية المنحرفة

غزو مالوش مثيل فقد مهدت قوى الاستكبار لهذا الاختراق منذ وقت ليس ببعيد تحت مظلة ما يسمى بالحكم الذاتي ، والذي أطلق عليه اتفاق (غزة ـ أريحا) ، اللي بصراحة عامل زي الطوق حاصر وخانق التحرك الإسلامي والفلسطيني ، واللي كان سبب رئيسي في إخماد ثورة الحجارة والإنتفاضة الكبيرة اللي أربكت القوة العسكرية والأمنية والاقتصادية للكيان الغاصب

من هنا فالمشروع الصهيوني يمثّل أخطر تحدٍّ حضاري تتعرض له الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل لأن الصهيونية تخشى الإسلام الذي استوعب الدرس التاريخي المتمثل بسر انتصار المسلمين ووحدتهم ، فلابدّ من إنهاء الوجود الصهيوني الشرير الذي يسعى للسيطرة على العالم واستعباد البشر ونهب ثروات الشعوب وإذلال العباد

انا علي فكرة ناقل أغلب الكلام ده عشان ماحدش يقبض علية الله يخليكوا مش عايزين لبش في القاعدة




بقية الموضوع هنا...