لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

التدوينة الـ 17 عيلة روتشيلد (الحلقة الأولى)


 حركة رجال المال
التي تزعمها روتشيلد وموسى مونتفيوري

تمهيد 


عيلة روتشيلد ماكنتش شخص واحد لأ دي كانت مجموعة أشخاص من نفس الجد انتشروا فى الأرض
حاجتين كانت بتجمعهم ... حب اليهودية وحب المال 
وهدف واحد كانوا بيجروا وراه هو إقامة دولة يهودية باى وسيلة حتى لو كانت عن طريق السيطرة على العالم كله
عيلة روتشيلد من أغنى العائلات على الإطلاق وهي المالك الحقيقى لبنوك كتيرة منها سيتى بنك وكمان تملك كتير من الشركات العالمية الضخمة وشركات البترول والمناجم والتعدين والتقنية والكمبيوتر والسلاح ، 
العيلة دي كانت بتبيع السلاح للدول والاطراف المتحاربة وأوقات كتير بيقرروا امتي تنتهي الحروب دي ولصالح مين
عيلة روتشيلد عندهم قاعدة اساسية ماشيين عليها نشعل الحروب ونجني الملايين
عيلة روتشيلد تجار سلاح والحروب بالنسبة ليهم استثمار ،
عيلة روتشيلد مرابين لأن ديون الدول نتيجة الحروب دي بالنسبة ليهم استثمار ، حتي اعادة البناء والعمران بعد الحرب برضه استثمار
عيلة روتشيلد كانوا أذكياء جداً ، انتهازيين جداً ، يهوديين جداً جداً
عيلة روتشيلد كانت السبب المباشر أو غير المباشر فى قتل 6 رؤساء امريكيين منهم ابراهام لينكون ، تايلور ، هريسون ، جاكسون ، غارفيلد ، وكتيرررر من اعضاء الكونجرس وأصحاب البنوك
عيلة روتشيلد أصحاب أكبر رشوة فى التاريخ لعيلة ملكية مقابل الحصول على وعد بلفور
وزارة الخارجية .....

2 من نوفمبر 1917
"عزيزي اللورد روتشلد / يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:


" إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح."

المخلص آرثر بلفور
عيلة روتشيلد عشان يحققوا هدفهم عملوا حاجات كتيرة جدا غير مشروعة ، ربا ، سرقة ، قتل ، مؤمرات ، دسائس ، تنظيمات سرية ، اشعال فتن وثورات وحروب ، تشهير واساءة لسمعة الملوك والنبلاء ، السيطرة على اقتصاد الشعوب ، وجر شَكَل أى دولة مش عجباهم
عيلة روتشيلد من أهم صفاتها النفاق ، يعنى فى البداية كانت رافضة الصهيونية ومشاريع هرتزل وساهمت فى تأسيس عصبة يهود بريطانيا اللى كانت ضد الصهيونية
، لكن لما الامور اختلفت بعد كدة واتأكدت العيلة دي ان وجود كيان صهيوني استيطانى فى الشرق هيخدم مصالح بريطانيا ، أيدت بشدة مشاريع وخطط الصهيونية ، وخصوصاً ان الصهيونية كانت أحسن حل لتحويل هجرة شرق أوروبا لفلسطين بعيد عن انجلترا وغرب أوروبا
عيلة روتشيلد كانت سبب مباشر في الثورة الفرنسية سنة 1789
عيلة روتشيلد قدرت ( متحدة ) في تكوين امبراطورية اقتصادية  كانت نتيجتها قيام دولة اسرائيل
عيلة روتشيلد قدرت بكل سهولة تتسبب فى الإحتلال الإنجليزي على مصر سنة 1882 اللى فضل أكتر من 70 سنة
عيلة روتشيلد هي اللى مَولِّت مبنى الكنيست الإسرائيلي والمحكمة الإسرائيلية العليا بالقدس الشريف
عيلة روتشيلد كانت سبب فى اسقاط الاتحاد السوفيتي سنة 1991
عيلة روتشيلد قدموا الدعم المالى (الرشوة يعني) للفاتيكان وأصدر الفاتيكان البيان الشهير اللى بيبرأ اليهود من دم المسيح وبالتالى اتوقفت كل صور اللعن والسب اللى كانت بتقام في صلوات الكنائس الكاثوليكية فى العالم
عايز تكمل وتتعرف أكتر على العيلة دي ...تابع بقية الحلقات  


بقية الموضوع هنا...

الأقصى .. وجع الأمة



الأقصى .. وجع الأمة
د. عيدة المطلق قناة

إن حكومة الاحتلال الصهيونية إذ تطالب بضرورة الإقرار بـ "يهودية الدولة الإسرائيلية" كشرط مسبق لمجرد قبولها باستئناف مفاوضات التسوية إنما تؤكد - وربما للمرة الألف – بأنها تلعب في تزجية الوقت حتى استكمال مشروعها التهويدي لكل فلسطين ومقدساتها .. إن القضية الفلسطينية بعامة .. وقضية القدس والأقصى بخاصة باتت اليوم أمام استحقاق التصفية الصهيوني ..
ولعل من غرائب الأمور أنه في ظل مسلسل التراجعات والانتكاسات العربية ، أن تصبح الثوابت التي توافقت عليها الأمة عناوين قابلة للمساومات في سوق التفاوض العبثي.. وأن تصبح المصالحة العربية.. ومن قبلها المصالحة الفلسطينية مشروطة بكم التنازلات المسفوحة على مذبح هذه المساومات ودرجاتها ..

ويكفي أن نستقطع من هذه الثوابت قضية القدس والأقصى .. للاستدلال على حجم الأذى الذي لحق بالقضية بسبب هذه التراجعات والمساومات على الثواتب ..
نحن اليوم أمام هجمة استيطانية شرهة في القدس .. ففي شهر شباط/ فبراير الماضي 2009 وحده .. أعلن الصهاينة عن مخططهم لبناء (11 ألف ) وحدة استعمارية في القدس المحتلة.. ليكون أوسع مشروع استعماري منذ 50 عاماً .. وترافق هذا الإعلان مع إقرارهدم ثمانية وثمانين (88) منزلاً فلسطينيًّا في حي "سلوان" الواقع شرق سور البلدة القديمة لمدينة القدس وتهجير ألف وخمسمائة (1500) مواطن فلسطيني مقدسي قسراً من هذه المدينة المقدسة، والبدء في شق نفق في البلدة القديمة لإقامة مشروعهم الشيطاني المسمى بـ"الحوض المقدس" في قلبها .. وتتم كل هذه الإجراءات في إطار مخطط منهجي لتدمير حقوق الشعب الفلسطيني والاستيلاء على أرضه وممتلكاته، وقضم مدينة القدس المحتلة وتجريدها من كافة المعالم الإسلامية.. يترافق ذلك مع عمليات متواصلة من الترحيل والتهجير والتطهير العرقي ..

وحول الأقصى وتحته هناك أعمال حفر وأنفاق تدميرية واسعة ومتواصلة تقوم بها سلطة الآثار الصهيونية تحت مباني مدينة القدس والمسجد الأقصى .. والاعتداءات على بيوت المقدسيين باحتلالها وهدمها ومصادرتها تتسع وتتكرر بشكل بشع .. هناك عزل متواصل للمدينة بعامة وللمسجد الأقصى المبارك بخاصة.. كل ذلك في مسعى لإفراغ المدينة المقدسة من مضمونها الإسلامي والعربي..!!

أما الأقصى فتحيق به الأخطار من كل اتجاه.. لقد أعلنت الجماعات والمنظمات اليهودية عن " حملة شدّ الظهر " لإقتحام المسجد الأقصى و"تطهيره من الإحتلال العربي والإسلامي" .. كما أعلنت سلطات الاحتلال قبل ذلك عن فتح أبوابه للزوار والسياح بغرض حثهم على المشاركة في مشاريع تهويده ذاته لا مدينة القدس فحسب .. وفي (26/3/2009) تم الكشف عن مخطط إسرائيلي لإقامة سكة قطار صغير ومصعد أسفل ساحة البراق في المسجد الأقصى.. وهذا المخطط يهدف لتغيير معالم القدس بالكامل..

إذن حال الأقصى يتلخص في :
1. عمليات حفر.. لقد حفروا أساساته حتى باتت مهددة بالانهيار لضعفها ..وباتت التصدعات والتشققات تخترق كل ساحاته وأعمدته..
2. عمليات الهدم والإزالة: لقد هدموا بعض أبوابه.. وهاهي جرافات الإحتلال تواصل هدم طريق باب المغاربة ليلاً .. فهم في سباق مع الزمن لإزالة كل أثر عربي وإسلامي يتم اكتشافه من خلال حفرياتهم ( كشف عالم آثار صهيوني عن أن الاحتلال أزال سراً مسجداً تاريخيا اكتشفته الحفريات الصهيونية عند باب المغاربة الذي يحفرون عنده منذ ثلاث سنوات (
3. عمليات التهويد وتغيير المعالم: هناك عمليات تهويد شاملة لأسوار الأقصى من الزاوية الغربية الشمالية من السور.. وعمليات تغيير معالم في مناطق واسعة من السور في الجهة الغربية وأقصى الجهة الجنوبية الغربية لأسوار البلدة القديمة... وفي معالم باب النبي داوود .. ناهيك عن مخطط تغيير معالم باب الخليل وباب الساهرة وتغيير مسالك السير والمحيط المجاور لأبواب البلدة القديمة في القدس.
4. مخطط تقسيم المسجد : هناك مخطط لتقسيم المسجد الأقصى وتهويده بإقامة معبد يهودي على حسابه.. تماماً كما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل!!.
5. بناء الكنس والمعابد : فقد تم بناء كنيس يهودي بجانب المسجد الأقصى توطئة للانقضاض عليه.. وهناك تخطيط لبناء سلسلة من الكنس اليهودية لتخنقه من جميع الجهات( تم هدم طريق باب المغاربة لبناء هذه الكنس عليها)
6. قبة الصخرة : إنهم ماضون نحو طمس قبة الصخرة - أبرز معالم المسجد الأقصى المبارك، بل أبرز معالم القدس وفلسطين من خلال تسويرها بسلسلة من الكنس والمباني المرتفعة ..
7. تغيير وتزوير وجه القدس الإسلامي والتاريخي : هناك مشاريع سياحية وترفيهية تتناقض مع الطابع الديني الإسلامي في القدس.. وصلت حد سرقة أحجار من الأقصى ووضعها أمام المبنى العام في الكنيست بزعم أنها من أحجار "المعبد" الثاني المزعوم
8. الممارسات الشائنة : لقد تطاولوا على كل شيء .. وفعلوا كل مشين فالأقصى من حيث القداسة لم يعد يشكل خطا أحمرا بالنسبة للصهاينة ..
9. اختراق الجدار العربي حول الحرم القدسي الشريف: فقد تم تخصيص مساحة 950 مترًا مربعاً؛ بجوار حائط البراق داخل الحرم القدسي لإقامة مبنىً من ثلاثة طوابق يضم ملحقًا للشرطة ، ومركز "أجيال" لخدمة الزوّار اليهود الذين يتردَّدون على حائط البراق.. وعللوا هذا المشروع بـ"الحاجة الملحة لتوفير الحماية الأمنية لملايين اليهود الذين يتردَّدون على المنطقة".

تصعب الإحاطة بكل أشكال التنكيل اليهودي بالقدس والأقصى في سياق مقالة..ولكن خلاصة الموقف أن الاحتلال يسابق الزمن لفرض سياسة الأمر الواقع عبر أبشع أنواع الإرهاب المنظم!! .

والمقدسيون من جانبهم.. ومعهم بعض الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن داخل الخط الأخضر .. يتصدون للأذى بصدروهم العارية .. وهم في هذا السبيل يتعرضون للقمع والضرب والتوقيف والتحقيق والسجن والطرد .. وحتى الحرمان من الصلاة في الأقصى .. !!

وأما لجنة "إعمار الأقصى" الأردنية فكثيرا ما تشكو الحال للمنظمات العالمية المعنية وكثيراً ما تطالبها بالضغط على "الإسرائيليين" لوقف انتهاكاتهم ؛ استنادا الى اتفاقيات جنيف والقرارين رقم (252) و(2252) الداعيه لعدم المساس وتغيير معالم القدس.. ولكن لا حياة لمن تنادي .. !!

ونحن بدورنا نتساءل :
• هل يمكن للمنظمات الدولية أن تستجيب لنداء مهما كانت مشروعيته وكائنا من كان مطلقه في ظل كل هذا الصمت العربي المريب ؟
• وهل ننتظر ضياع الأقصى وتقسيمه مع الصهاينة كما فعلوا في الحرم الأبراهيمي لنبادر برفع عقيرتنا بالصراخ؟!

إن مصير القدس والأقصى يتحدد اليوم ..ولا بد من تحرك منسق لمنع العدو من الاستفراد بالشعب الفلسطيني وبالمقدسات..ففلسطين كلها أرضٌ ومقدساتٌ ملكٌ للأمة .. وأن الحقوق الثابتة للأمم لا تسقط بالتقادم ولا بالإرهاب .. لا بد من تحرك عربي إسلامي فاعل لصد العدوان الاسرائيلي على المسجد والقدس وكل فلسطين.. فالأقصى جزء من عقيدة الأمة ومن أقدس مقدساتها .. فـ (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله)..قبل أن تنالنا لعنة الأقصى .. ولعنة الأجيال..!!


بقية الموضوع هنا...

الصهيونية والبكتريا


جريدة الإتحاد
د/ عبد الوهاب المسيري



ثمة جانب في الفكر الصهيوني لم يلق عليه الضوء بما فيه الكفاية، وهو أنه ينطلق من الإيمان بأن معاداة السامية (أي معادة اليهود واليهودية) هي إحدى ثوابت النفس البشرية، التي لا تتغير ولا تتحول مهما تغيرت الظروف والأزمنة والأمكنة. وهذا أمر ليس بمستغرب فالصهيونية ابنة عصرها، أي أوروبا في القرن التاسع عشر، وهو عصر الإمبريالية الذي أفرز الفكر العرقي العنصري والفكر النازي، والفكر الصهيوني هو أحد الإفرازات الكريهة لهذا العصر
ولذا ليس من الغريب أن يتبنى الصهاينة كثيراً من مقولات المعادين لليهود في الغرب، وكثيراً من صورهم الإدراكية النمطية
وتزخر الكتابات الصهيونية بالحديث عن الشخصية اليهودية المريضة غير الطبيعية والهامشية وغير المنتجة التي لا تجيد إلا العمل في التجارة بل إن "ماكس نوردو"، ومن بعده هتلر، طبَّق الصورة المجازية العضوية على أعضاء الجماعات اليهودية
والصورة العضوية ترى أن الظواهر الإنسانية تخضع للحتميات البيولوجية، ولذا لا سبيل لتجاوزها ولابد من قبولها باعتبارها أمراً حتمياً طبيعياً وهذه رؤية داروينية لا تفرِّق بين الإنسان والحيوان،
في إطار هذه الصورة الكريهة شبّه "نواردو" اليهود بالكائنات العضوية الدقيقة (أي مثل البكتيريا أو الفيروسات) التي تظل غير مؤذية على الإطلاق، طالما أنها في الهواء الطلق، لكنها تُسبِّب أفظع الأمراض إذا حُرمت من الأكسجين، ثم يستطرد هذا العالم العنصري ليحذر الحكومات والشعوب من أن اليهود يمكن أن يصبحوا مصدراً لمثل هذا الخطر.
ويذهب الصهاينة، انطلاقاً من هذه الرؤية العنصرية، إلى أن معاداة اليهود ظاهرة طبيعية ورد فعل طبيعي لوجود اليهود كجسم غريب في المجتمعات المضيفة
فهي في واقع الأمر ظاهرة بيولوجية (ولنلاحظ تواتر الصورة البيولوجية العضوية التي تفترض الحتمية البيولوجية لمعاداة السامية) وقد ذكر "يهودا جوردون" أن تفوق اليهودي المستنير يكمن في أنه يعترف بالحقيقة، أي تقبل اتهامات المعادين لليهود
وقد نشأت صداقة عميقة بين "حاييم وايزمان" و"ريتشارد

كروسمان
" (الزعيم العمالي البريطاني) حين اعترف هذا الأخير بأنه "معاد لليهود بالطبع" (أي بطبيعة الأشياء، وطبيعة اليهود، وطبيعة علاقتهم بالأغيار)
وقد كان تعليق "وايزمان" على ذلك: لو قال كروسمان غير ذلك، فإنه يكون إما كاذباً على نفسه أو كاذباً على الآخرين. وقد وصف المفكر الصهيوني "جيكوب كلاتزكين" العداء لليهود بأنه دفاع مشروع (طبيعي وحتمي) عن الذات. وقد عبَّر "اسحق شامير"، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، عن معاداة البولنديين لليهود، فأشار إلى أنهم يرضعونها مع لبن أمهاتهم
ويعادل "شامير" بذلك بين الفعل الأخلاقي والفعل الغريزي البيولوجي. فقد وصف "وايزمان" معاداة اليهود بأنها مثل البكتيريا التي قد تكون ساكنة أحياناً، ولكنها حينما تسنح لها الفرصة فإنها تعود إليها الحياة
وهكذا لا يميِّز الصهاينة بين الأشكال المختلفة لمعاداة اليهود وإنما يرونها كلاً عضوياً واحداً يتكرر في كل زمان ومكان، كما يرون عدم جدوى الحرب ضد هذه الظاهرة باعتبارها إحدى الثوابت وإحدى الحتميات
وقد طرحت الصهيونية رؤية للتاريخ تَصدُر عن تَصوُّر أن اليهود في حالة نفي قسرية فعلية منذ هَدْم الهيكل، وأنهم شخصيات مريضة منقسمة على نفسها موزعة الولاء طالما أنها تعيش خارج وطنها القومي، أي فلسطين المحتلة، وأنهم لو تُركوا وشأنهم لعادوا إلى فلسطين من دون تَردُّد ليُشفوا من كل الأمراض
 بل إن التواريخ الصهيونية ترى أن ثمة نمطاً متكرراً فيما يُسمَّى "التاريخ اليهودي": نفي من فلسطين ثم عودة إليها، ونفي إلى مصر ثم عودة إلى فلسطين، ونفي إلى بابل ثم عودة إلى فلسطين، وأخيراً نفي إلى أرجاء العالم بأسره ثم عودة نهائية إلى إسرائيل، أي فلسطين هذا يعني أن النهاية السعيدة للميلودراما التاريخية هي العودة إلى أرض الميعاد
وهنا يطرح السؤال نفسه، وماذا عن هؤلاء الذين لا يريدون "العودة" ويبقون في أوطانهم؟ وقد لوحظ أنه بعد إنشاء إسرائيل، لم يهرعْ اليهود إلى أرض الميعاد، ولم يتم تجميع المَنْفِيين كما كان يتوقع الصهاينة، وهو ما اضطر "بن جوريون" إلى ابتداع مصطلح "منفيُّو الروح" ليصف اليهود الذين يحيون حياة جسدية مريحة في المَنْفَى، ولكنهم بلا شك معذبو الروح
ولكن المُلاحَظ أن منفيِّي الروح هم الأغلبية العظمى بين يهود العالم، أي أن اليهودية حتى بعد إنشاء الدولة الصهيونية لا تزال يهودية الدياسبورا. ولذلك فالجالوت، وهي كلمة عبرية تعني "المَنْفَى القسري" أصبح يُسمَّى "تيفوتسوت"، وهي كلمة عبرية أخرى تعني "المَنْفَى الاختياري"، وهذا تَناقُض عميق في المصطلح
ويبدو أن الولايات المتحدة تشكل تحدياً عميقاً لفكرة المَنْفَى، إذ إنها تشكل نقطة جذب هائلة للغالبية الساحقة من يهود العالم
وقد اتجهت لها الكتلة البشرية اليهودية من شرق أوروبا (يهود اليديشية) وغيرها من أنحاء العالم
ولم تتجه سوى أقلية صغيرة إلى فلسطين، لأن أبواب الولايات المتحدة كانت مُوصَدة دونها. وقد بدأ يهود الولايات المتحدة ينظرون إلى إسرائيل لا باعتبارها وطناً قومياً، وإنما باعتبارها "الوطن الأصلي" أو "مسقط الرأس"، تماماً كما ينظر الأميركيون من أصل أيرلندي إلى أيرلندا
ولكن هذه النظرة تفترض أن الولايات المتحدة ليست بمَنْفَى، وإنما البلد الذي يهاجر إليه أعضاء الجماعات اليهودية بمحض إرادتهم، بحثاً عن فرص جديدة. وإن كانت الولايات المتحدة ليست هي أرض الميعاد التي تُحقِّق أحلامهم الدينية -وهي أحلام أصابها الضمور على أية حال- فهي على الأقل "جولدن مدينا"، وهي عبارة يديشية تعني "البلد الذهبي"، وكان يستخدمها المهاجرون اليهود من شرق أوروبا (يهود اليديشية) للإشارة إلى الولايات المتحدة (شوارعها من فضة، وأرصفتها من ذهب)
لا تزال الولايات المتحدة هي "الجولدن مدينا" أو البلد الذهبي الذي يتجه إليه يهود العالم، ومنهم الإسرائيليون، بدلاً من أرض الميعاد، وهذا ما حدا بالبعض للإشارة إليها بأنها الـ"جولدن كاف golden calf" أي "العجل الذهبي". و"الجولدن مدينا"، هي أرض الميعاد العلمانية، التي لا تَعد أحداً بالخلاص الروحي، ولكنها تَعد الجميع بخلاص الجسد من خلال السلع والترف والراحة. ولعل تَصاعُد معدلات العلمنة بين يهود العالم، هو الذي يجعلهم يتجهون بهذه الصورة إلى الولايات المتحدة
 وقد أثبت المهاجرون السوفييت أن ولاءهم الحقيقي يتجه نحو صهيون العلمانية هذه، وأن دولة إسرائيل، إنْ هي إلا مبيت مؤقت ينتظرون فيه وصول الإشارة على هيئة تأشيرة هجرة إلى الولايات المتحدة.
بل ولوحظ أن المستوطنين الإسرائيليين (بما في ذلك جيل الصابرا، أي المستوطنون الذين وُلدوا ونشأوا في فلسطين) ينجذبون إلى "صهيون العلمانية"، أي البلد الذهبي، ويتركون "صهيون الدينية"
 ويطلق على هؤلاء المستوطنين الذين يستقرون في صهيون العلمانية بأنهم "دياسبورا إسرائيلية"، وهذا سخف ما بعده سخف. فكلمة "دياسبورا" كلمة يونانية شأنها شأن كلمة "جالوت" العبرية تتضمن معنى التهجير والقسر، فبأي معنى تطلق على هؤلاء الذين لم يُهَجَّرُوا قسراً من أرض الميعاد، بل فروا منها بمحض إرادتهم، بأي معنى يمكن أن نسميهم دياسبورا؟
 ولكن هذه هي إحدى سمات المصطلح الصهيوني، فهو مصطلح زئبقي اسفنجي يشير أحياناً إلى الشيء وعكسه
ويبلغ عدد أعضاء ما يسمى بـ"الدياسبورا" الإسرائيلية في الولايات المتحدة حوالي 500 ألف حسب التقديرات الرسمية. ويبلغ العدد 750 ألفاً حسب التقديرات غير الرسمية، ولكنه يبلغ مليوناً إن حسبنا أبناء المهاجرين.
وقد أشارت إحدى الصحف الإسرائيلية إلى أن عدد سكان الدولة الصهيونية عند إنشائها في عام 1948 كان لا يتجاوز 700 ألف، وهو ما يُفقدها كثيراً من الشرعية. وقد سمّي هذا "الخروج الثاني second exodus وكلمة "الخروج" كلمة يونانية تعني الخروج من مصر (بلد العبودية) إلى فلسطين (أرض الميعاد والحرية)، والخروج الثاني يقف على طرف النقيض من الخروج الأول، فهو خروج من أرض الميعاد، التي تنشب فيها الصراعات وحولها والتي تصلها صواريخ القسّام، إلى أرض الميعاد العلمانية، إلى منفى العبودية اللذيذة، مكيفة الهواء والحياة الآمنة المستقرة. والله أعلم.


بقية الموضوع هنا...