لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

إرهاصات تصفية القضية الفلسطينيه






صحيفة الوطن الكويتيه

الثلاثاء 18 رمضان 1430 – 8 سبتمبر 2009

إرهاصات تصفية القضية الفلسطينيه

– فهمي هويدي – المقال الأسبوعي


حين تحدث وزير خارجية اسرائيل عن شطب القضية الفلسطينية من قاموس وزارته، فانه لم يكن يهزل، ولكنه كان يعلن عن خبر تكتمه كثيرون في حين أنه يترجم على الأرض يوما بعد يوم

ليس كل الأشرار كذابين دائما، منهم من يتمتع بدرجة من الصفاقة والجموح تجعله يصرح بما لا ينبغي التصريح به،من هذه الزاوية فالفرق بين ليبرمان ونتنياهو أو غيره من القادةالاسرائيليين،

أن الأول لا يكترث بتغليف أفكاره أو تزيينها،

في حين أن الآخرين يجيدون الكذب واللعب بالألفاظ وصياغة الأفكار ذاتها بعبارات فضفاضة تخدع المتلقي وتجعله يبلعها دون ألم.

أغلب الظن أنها مصادفة، أن يصرح ليبرمان بكلامه هذا في حوار نشرته له صحيفة «يديعوت أحرونوت» في 4 - 9 بعد أسبوع من نشر موقع الجريدة ذاتها مقالا لكاتب مهم هورون بن يشاي تحت عنوان:
استعدوا لهزة أيلول (سبتمبر)

تحدث فيه عن هزة كبيرة ستقع في الشرق الأوسط خلال هذا الشهر، سيتم خلالها خلط الأوراق من جديد، بحيث تجلس الجهات الفاعلة في المنطقة على الطاولة لبحث كل الملفات العالقة (من وجهة النظر الاسرائيلية بطبيعة الحال) من اطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط الى الملف النووي الايراني

في التفاصيل تحدث عن أن اطلاق سراح شاليط سيفتح الباب لرفع الحصار عن غزة، وأن خطة أوباما لحل النزاع ستكون بمثابة خريطة طريق جديدة، وسترتكز على محورين،

أحدهما تجميد الاستيطان مقابل بدء تطبيع العلاقات مع الدول العربية «المعتدلة»،

والثاني بدء المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وهي العملية التي يفترض أن يتم تدشينها احتفاليا في لقاء قمة يعقد على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يحضره أوباما ونتنياهو وأبومازن

في هذه الأجواء تسلط الأضواء بقوة على مسألة الاستيطان، التي أصبحت حجر الأساس في مشروع التسوية، اذ بعد جدل ومساومات حول المدة التي سيتم خلالها وقف أو تعليق الاستيطان، تحدث الرجلان عن مدة تسعة أشهر، علما بأن الكلام يشدد على أنه وقف مؤقت
وما ان ذاع الخبر حتى بدأت اسرائيل في التنصل منه، اذ تبين أنها تنوي الاستمرار في بناء 5970 وحدة سكنية جديدة في القدس والضفة الغربية،بينها 700 وحدة سيتم اقرارها خلال الأيام القليلة المقبلة قبل أن يتقررالتجميد رسميا،
أما بقية الوحدات السكنية فقد تذرعت اسرائيل بأن بعضها 2500 وحدة بدأ البناء فيها قبل عدة شهور، وأن هناك اتفاقات مع المقاولين بهذا الصدد لا يمكن التنصل منها
وما تبقى بعد ذلك من أبنية ستتم اقامتها في القدس، التي تعتبرها حكومة اسرائيل موضوعا خارج المناقشة

على السحور، أثناء الزيارة الخاطفة التي قام بها السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للقاهرة على رأس وفد من أعضاء المكتب، سألته عن رؤيته لهذه التطورات،

ان الجميع ينتظرون مشروع أوباما الذي يفترض أن تعلن محتوياته بعد أسبوعين، تستثنى من ذلك اسرائيل التي تواصل ابتلاع الأرض وسط الجدل الدائر حول تعليق الاستيطان أو وقفه، وهي واثقة من قدرتها على الاحتيال والالتفاف

وأضاف أن
قارئ التاريخ الفلسطيني يذكر جيدا أنه أثناء مفاوضات لوزان، التي جرت لتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين (بين عامي 49 و1950) فان بن جوريون أفشل المفاوضات رغم الضغط الأمريكي، وفي هذه الأثناء دمر 400 قرية عربية واستقدم 800 ألف يهودي من البلاد العربية

سألته عن رؤيته للمشهد الفلسطيني الراهن، فقال :
ان ما يلوح في الأفق يمكن قراءته من عدة زوايا على النحو التالي:

اسرائيل تتحرك حثيثا باتجاه تصفية القضية غير مبالية بما يقال عن ضغوط ومشاريع مطروحة، وهي سوف تتعامل مع الضغوط لامتصاصها، مطمئنة الى أنها مع واشنطن بوجه أخص لن تصل الى نقطة التقاطع أو التصادم، وما حدث مؤخرا في شأن تسريع عملية الاستيطان، يؤكد ذلك

فقد أعربت واشنطن عن «قلقها وعتبها» ازاء موقف حكومة نتنياهو ثم نقلت الاذاعة العبرية عن مسؤول مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله ان التعقيب الأمريكي لم يكن شديد اللهجة،وانما كان منضبطا واتسم بلهجة ايجابية،

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها على شبكة الانترنت أن اسرائيل لم تفاجئ واشنطن بما أقدمت عليه، لأن الادارة الأمريكية كانت على علم مسبق بخطوات حكومة نتنياهو، بما يعني أنكل شيء يتم بشفافية وتنسيق

الادارة الأمريكية تعد الآن أفكارهالاطلاق المفاوضات وتحقيق التسوية السلمية، ورغم أن هذه الأفكار لم تعلن رسميا بعد، فان القدر الذي عرف منها حتى الآن لا يبعث على التفاؤل أوالاطمئنان،

واذا ما وضعنا في الاعتبار أن السياسة الأمريكية ترسم في الكونجرس ــ التي تملك اسرائيل نفوذا قويا فيه ــ وليس في البيت الأبيض،فاننا نعتبر الاتجاه الى مقايضة الاستيطان (المؤقت!) بالتطبيع يمثل انقلابا حتى على المبادرة العربية، التي أعلنتها قمة بيروت (2002)، وهي التي تحدثت عن الانسحاب الكامل مقابل التطبيع،

واذا تذكرنا أن عدم التطبيع هو خط الدفاع الأخير، الذي تملكه الحكومات العربية في دفاعها عن القضية الفلسطينية، فان انهيار ذلك الخط يعد احدى قرائن تصفية القضية وشطبها.

* الدول العربية لم تحدد موقفا رسميا حتى الآن، ومن الواضح أنها تتعامل بحذرمع الأفكار الأمريكية التي يجرى الحديث عنها
ومعلوماتنا أن مصر تحفظت أثناء زيارة الرئيس مبارك لواشنطن على فكرة مقايضة تجميد الاستيطان بالتطبيع، واعتبرت أن ذلك لن يحقق أي تقدم في التسوية السلمية،
كما أن السعودية رفضت أن تدخل في الصفقة، التي أريد بها اشراكها في اجراءات التطبيع عن طريق السماح للطيران الاسرائيلي بعبور مجالها الجوي أثناءالرحلات المتجهة الى آسيا

* في الشق المتعلق بالسلطة الفلسطينيةهناك شواهد تدل على أن الرئيس أبومازن وفريقه لم يعودوا راغبين في المصالحة مع حركة حماس، وان هناك اتجاها لابقاء الوضع كما هو عليه حتى نهاية العام، بحيث يحين موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في شهر ينايرالمقبل في ظل استمرار الخصام.

وفي هذه الحالة تجري الانتخابات في الضفةالغربية دون غزة، بحيث تصبح الضفة هي قاعدة الدولة الفلسطينية والممثلة لمشروعها، بما يؤدي الى اخراج غزة وحركة حماس من الصورة تماما

وفي ظل انتخاب مجلس تشريعي جديد تهيمن عليه قيادة فتح، يمكن الانطلاق بعد ذلك نحوالتسوية التي تستجيب للشروط والمواصفات الاسرائيلية. وقد تمت مناقشة هذا السيناريو أثناء اللقاء مع السيد عمر سليمان في القاهرة،
وكان موقف مصرواضحا فيه، اذ تحفظت على اجراء الانتخابات في الضفة الغربية وحدها، ودعتالى ضرورة اجراء المصالحة قبل الانتخابات، حتى اذا أدى ذلك الى تأجيل موعداجرائها.

وهو يختم هذا العرض قال أبوالوليد انه ازاء هذه الصورة فان المراهنة الوحيدة، التي يطمئن اليها والصخرة التي يمكن أن تتحطم عليها تلك الطموحات هي صمود الشعب الفلسطيني وقدرته التاريخية على الثبات ورفض التنازل عن حلمه المشروع

الذي تحت السطح أخطروأفدح بكثير مما فوق السطح في الساحة الفلسطينية، ذلك أنه في حين يشغل الرأي العام ووسائل الاعلام بالضجيج المثار حول ملف الاستيطان، فان الحكومة الاسرائيلية ما زالت ماضية على نهج بن جوريون، الذي سبقت الاشارةاليه، المتمثل في
الاقدام على هدم مئات القرى
و
استقدام مئات الآلاف من المهاجرين
في حين كان الجدل مستمرا في لوزان حول عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم

ما أعنيه هو أن الجدل الراهن حول الاستيطان
صرف الانتباه عن أخطر سرقة قامت بها اسرائيل لتغيير ملكية أراضي
الفلسطينيين،
ونقل هذه الملكية الى اليهود، الذين يتسابقون على شرائها
الآن من مختلف أنحاء العالم

وهو ما يعد خطوة بعيدة المدى باتجاه محوفلسطين من الوجود، وليس فقط شطب القضية

وكان التقرير الاستراتيجي الفلسطيني عن عام 2008، الذي صدر قبل عدة أسابيع قد ذكر أن
اسرائيل صادرت نحو 900 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، استنادا الى قانون صدر سنة 1858 )في العهد العثماني) يقضي بالاستيلاء على الأراضي التي لا تزرع طوال ثلاث سنوات،

وأثار الموضوع الدكتور سلمان أبوستة رئيس هيئة أرض فلسطين في مقال نشرته له «الحياة» اللندنية (في 2009/8/24) حين نبه الى
أن الكنيست وافق في جلسة 3- 8 الماضي، ولأول مرة منذ عام 48 على مشروع لبيع أراضي اللاجئين الى أفراد وجهات يهودية من أي بلد
وكانت اسرائيل طوال الفترة السابقة تتولى «ادارة» تلك الأراضي فقط، مدركة أن الاستيلاء على الأراضي وبيعها مخالف للقانون الدولي بشكل قاطع، كما أنه مخالف لاتفاقية لاهاي عام 1907،ومخالف لاتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع الاستيلاء الجماعي على الممتلكات

وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت عدة قرارات في الأعوام 96 و97 و1998
منها القرار 62/52بعنوان
«ممتلكات اللاجئين والحق في الدخل الناشئ عنها»
وقد فرض على
اسرائيل المحافظة على أراضي اللاجئين وتوثيقها وتقديم معلومات عنها وأكدحق اللاجئين في الدخل المستوفى منها منذ عام 1948

ذلك كله داست عليه اسرائيل وأطاحت به، في جرأة وتحد مدهشين، وفي ظل صمت وتستر مريبين من جانب الأمريكيين والأوروبيين والحكومات العربية أيضا. وهو ذات الصمت الذي قوبل به طرد أهالي القدس من بيوتهم، دون أن يرتفع صوت للاستنكار من أي طرف؟!!!


لقد أصدر قاضي محكمة الرملة حكما أشارت اليه جريدة هاآرتس (في 2009/8/2) يقضي بتطبيق قانون أملاك الغائبين على الضفة الغربية ذاتها ومن ثم اعتبرت اسرائيل مالكا لأراضي الغائبين، في انتهاء صارخ لقرارات مجلس الأمن وحكم محكمة العدل الدولية، التي تعتبر الضفة الغربية أرضا محتلة

اذالم يكن الصمت على كل ذلك تواطؤا على شطب القضية وتمهيدا لمحوها، فماذا نسميه؟

واذا سكت القادة العرب على هذا الذي يجرى، فهل نلوم الأمريكيين والأوروبيين؟

واذا أدار السيد أبومازن وجماعته القابعون في رام الله ظهورهم لما يجري وشغلوا بتوفيق أوضاعهم مع الاسرائيليين والأمريكيين وبالاستعداد للقبول بأي شيء يستر العورة مقابل الاستمرار والتمكين، فبماذانسمي موقفهم ذاك؟

لقد أجرت صحيفة التايمز البريطانية في 8/25الماضي حوارا مع رئيس حكومة رام الله الدكتور سلام فياض قال فيه انه يسعى في الوقت الراهن الى تأسيس واقع فلسطيني في الضفة يقوم على ثلاثة عناصرهي:

انشاء أجهزة أمنية محترفة وقادرة،

وتوفير خدمات عامة جيدة للفلسطينيين،

واقامة اقتصاد مزدهر

ولم يشر بكلمة الى التحرير أو الحدودأو السيادة، وانما اكتفى فقط بمهام «المجلس البلدي»، الذي تسعى اسرائيل لحصار الدولة الفلسطينية في حدوده

وبعد أيام قليلة (في 2- 9الحالي) قالت هاآرتس ان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سليفان شالوم عقداجتماعا مع وزير الاقتصاد في حكومة رام الله باسم خوري، في أول لقاء معلن بين ممثل لحكومة رام الله وبين مسؤول في حكومة نتنياهو، وكان ذلك تطبيقاعمليا لدعوة نتنياهو الى اقامة سلام اقتصادي مع الفلسطينيين، وليس تسوية سياسية

هذا التآكل المستمر للقضية الفلسطينية يستدعي السؤال التالي:

ما العمل اذن؟

وهو سؤال كبير ينبغي أن نفهم الحاصل أولا قبل أن نحاول الاجابة عنه.

وأرجو أن أكون قد أوصلت شيئا فيما خص مسألة الفهم

أما الاجابة المرجوة على السؤال فانني أحيلها الى حديث آخر



بقية الموضوع هنا...

وماذا عن "الهولوكوستات" الصهيونية؟



علي محمد فخرو

صحيفة الخليج الاماراتية

إذن، وحسب خبر بثته الإذاعة البريطانية منذ بضعة أيام، فإن ضمير الأمم المتحدة الذي تعفن عبر السنين من كثرة الخطايا قد استفاق فجأة وبدأ التفكير في إدخال فصل عن “الهولوكوست” النازي ضد يهود أوروبا في كتاب حقوق الإنسان الذي يدرس لتلامذة مدارس الأونروا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

كذا، وبعد مرور ستين سنة على التيه الفلسطيني تريد الأمم المتحدة تذكير أطفال الحطام البشري في مخيمات العار والخداع واللؤم الإنساني بأن يهود أوروبا قد عانوا أيضاً من قبلهم.

حسناً، لا اعتراض على أن يعرف أولاد فلسطين من المشردين عن “الهولوكوست” النازي،
ولكن .....

هل ستعلمهم أيضاً، وفي الكتاب نفسه، عن شتى أنواع “الهولوكوست” الصهيوني بحقهم وحق آبائهم وأجدادهم؟

وقبل ذلك

هل ستعلمهم بالعلاقات الوطيدة المتناغمة التي قامت بين شتى الحركات الصهيونية اليهودية في أوروبا وبين شتى الدوائر النازية الألمانية وذلك من أجل تضييق الخناق على يهود أوروبا وإذلالهم واستباحة حقوقهم حتى يسهل إقناعهم بالهجرة إلى فلسطين؟

ثم

هل ستخبرهم بهولوكوستات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية
في شتى القرى الفلسطينية لترعب أهليها وترغمهم على ترك ديارهم التي عاش فيها
أجدادهم منذ آلاف السنين؟

هل ستؤكد لهم بأن الكيان الصهيوني قد مارس عبر ستين سنة، وليس عبر خمس سنين كما فعل النازيون، القتل والحرق وسرقة الممتلكات والأراضي واجتثاث الأشجار والتجويع في طول الأرض الفلسطينية وعرضها؟ هل ستظهر لأطفال فلسطين بأن المخيمات التي يعيشون فيها هي مماثلة تماماً لمعسكرات الاعتقال النازية التي عاش فيها اليهود؟

ثم

هل ستتحدث تلك الكتب عن الهولوكوست الذري الذي تملكه الصهيونية والقادرة على إبادة عشرات الملايين من سكان مدن الأرض العربية كلها؟


وهل ستشير إلى الهولوكوست الجديد الذي تطرحه حكومتهم اليمينية العنصرية الجديدة، هولوكوست يهودية الدولة؟
والذي سيعني إن آجلاً أو عاجلاً عمليات اجتثاث جديدة من أرض فلسطين، تماماً مثل تلك العمليات الاجتثاثية النازية منذ سبعين عاما؟

إذا كانت كتب الأونروا ستكون صادقة مع نفسها وستذكر بلا غمغمة بأن ضحايا الهولوكوست النازي هم مجرمو وسفاحو ولصوص الهولوكوست الصهيوني، وأن الضحية قد أصبحت جلاداً شيطانياً، وأن لا فرق بين هتلر وبين شارون وأولمرت وباراك ونتنياهو وغيرهم من مجانين الكيان الصهيوني، وأن لا فرق بين الذين ماتوا في غرف الغاز النازية وبين الذين يموتون بواسطة طائرات وبوارج ودبابات الصهيونية..
إذا كانت تلك الكتب ستقول كل ذلك فإننا نرحب بصحوة ضمير الأمم المتحدة المتأخر الجديد.

وأخيراً، يبقى سؤال واحد، إذا كانت الاونروا ستخبر أطفال فلسطين عن الهولوكوست النازي ضد اليهود،

فمن سيخبر أطفال اليهود في فلسطين المحتلة عن الهولوكوست الصهيوني ضد الفلسطينيين والعرب؟

إذ هل تستطيع هي، أو مجلس أمنها الذي أصبح في جيب أمريكا، أن يوجدوا طريقة ليعرف أبناء الجلادين الصهاينة ما يفعله آباؤهم، ومن قبلهم أجدادهم، بأبناء الضحية الفلسطينية؟

هناك قول لفريدريك شيلر "إنه إجرام أن تسرق محفظة نقود وبسالة أن تسرق ثروة ودلالة عظمة أن تسرق تاج ملك، فكلما كبرت الجريمة تناقص اللوم”.

وهكذا حال الأمم المتحدة مع الكيان الصهيوني إذ كلما أمعن في نهبه للأرض الفلسطينية وفي محاصرته وتجويعه للقرى والمدن الفلسطينية قلّ لومها له وتفهمها لجرائمه

إن هكذا مؤسسة لاتملك المكانة الأخلاقية لتعلم أبناء العذابات الفلسطينية عن عذاباتالآخرين التاريخية، وحسناً ستفعل إن تراجعت عن تنفيذ ما فكرت به منذ أيام.


بقية الموضوع هنا...