لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

وماذا عن "الهولوكوستات" الصهيونية؟



علي محمد فخرو

صحيفة الخليج الاماراتية

إذن، وحسب خبر بثته الإذاعة البريطانية منذ بضعة أيام، فإن ضمير الأمم المتحدة الذي تعفن عبر السنين من كثرة الخطايا قد استفاق فجأة وبدأ التفكير في إدخال فصل عن “الهولوكوست” النازي ضد يهود أوروبا في كتاب حقوق الإنسان الذي يدرس لتلامذة مدارس الأونروا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

كذا، وبعد مرور ستين سنة على التيه الفلسطيني تريد الأمم المتحدة تذكير أطفال الحطام البشري في مخيمات العار والخداع واللؤم الإنساني بأن يهود أوروبا قد عانوا أيضاً من قبلهم.

حسناً، لا اعتراض على أن يعرف أولاد فلسطين من المشردين عن “الهولوكوست” النازي،
ولكن .....

هل ستعلمهم أيضاً، وفي الكتاب نفسه، عن شتى أنواع “الهولوكوست” الصهيوني بحقهم وحق آبائهم وأجدادهم؟

وقبل ذلك

هل ستعلمهم بالعلاقات الوطيدة المتناغمة التي قامت بين شتى الحركات الصهيونية اليهودية في أوروبا وبين شتى الدوائر النازية الألمانية وذلك من أجل تضييق الخناق على يهود أوروبا وإذلالهم واستباحة حقوقهم حتى يسهل إقناعهم بالهجرة إلى فلسطين؟

ثم

هل ستخبرهم بهولوكوستات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية
في شتى القرى الفلسطينية لترعب أهليها وترغمهم على ترك ديارهم التي عاش فيها
أجدادهم منذ آلاف السنين؟

هل ستؤكد لهم بأن الكيان الصهيوني قد مارس عبر ستين سنة، وليس عبر خمس سنين كما فعل النازيون، القتل والحرق وسرقة الممتلكات والأراضي واجتثاث الأشجار والتجويع في طول الأرض الفلسطينية وعرضها؟ هل ستظهر لأطفال فلسطين بأن المخيمات التي يعيشون فيها هي مماثلة تماماً لمعسكرات الاعتقال النازية التي عاش فيها اليهود؟

ثم

هل ستتحدث تلك الكتب عن الهولوكوست الذري الذي تملكه الصهيونية والقادرة على إبادة عشرات الملايين من سكان مدن الأرض العربية كلها؟


وهل ستشير إلى الهولوكوست الجديد الذي تطرحه حكومتهم اليمينية العنصرية الجديدة، هولوكوست يهودية الدولة؟
والذي سيعني إن آجلاً أو عاجلاً عمليات اجتثاث جديدة من أرض فلسطين، تماماً مثل تلك العمليات الاجتثاثية النازية منذ سبعين عاما؟

إذا كانت كتب الأونروا ستكون صادقة مع نفسها وستذكر بلا غمغمة بأن ضحايا الهولوكوست النازي هم مجرمو وسفاحو ولصوص الهولوكوست الصهيوني، وأن الضحية قد أصبحت جلاداً شيطانياً، وأن لا فرق بين هتلر وبين شارون وأولمرت وباراك ونتنياهو وغيرهم من مجانين الكيان الصهيوني، وأن لا فرق بين الذين ماتوا في غرف الغاز النازية وبين الذين يموتون بواسطة طائرات وبوارج ودبابات الصهيونية..
إذا كانت تلك الكتب ستقول كل ذلك فإننا نرحب بصحوة ضمير الأمم المتحدة المتأخر الجديد.

وأخيراً، يبقى سؤال واحد، إذا كانت الاونروا ستخبر أطفال فلسطين عن الهولوكوست النازي ضد اليهود،

فمن سيخبر أطفال اليهود في فلسطين المحتلة عن الهولوكوست الصهيوني ضد الفلسطينيين والعرب؟

إذ هل تستطيع هي، أو مجلس أمنها الذي أصبح في جيب أمريكا، أن يوجدوا طريقة ليعرف أبناء الجلادين الصهاينة ما يفعله آباؤهم، ومن قبلهم أجدادهم، بأبناء الضحية الفلسطينية؟

هناك قول لفريدريك شيلر "إنه إجرام أن تسرق محفظة نقود وبسالة أن تسرق ثروة ودلالة عظمة أن تسرق تاج ملك، فكلما كبرت الجريمة تناقص اللوم”.

وهكذا حال الأمم المتحدة مع الكيان الصهيوني إذ كلما أمعن في نهبه للأرض الفلسطينية وفي محاصرته وتجويعه للقرى والمدن الفلسطينية قلّ لومها له وتفهمها لجرائمه

إن هكذا مؤسسة لاتملك المكانة الأخلاقية لتعلم أبناء العذابات الفلسطينية عن عذاباتالآخرين التاريخية، وحسناً ستفعل إن تراجعت عن تنفيذ ما فكرت به منذ أيام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق