لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في الأندلس ( الحلقة الثالثة ج 2 )



حتي انه لاحق الفقهاء وخلاهم يهربوا ويسيبوا غرناطه والمعارضين كمان أول ما لقوا ان اسماعيل بقي وزير سابوا البلد ومشوا وعلي فكرة انا كنت فاكر ان الرجل ده بيكره الاسلام ومعادي للمسلمين طلعت غلطان الرجل ده مجنون رسمي ده ماكنش بيظلم المسلمين بس ...لأ... ده كمان كان بيضطهد اليهود وكان بيظلمهم
المهم ان الفترة دي وبسبب جبروت اسماعيل بن نغدلة غرناطة خسرت أهم وأقوي حليف ليها خسرت دولة ألمرية اللي كانت بتسيطر علي كل الأقاليم الساحلية للأندلس حتي ان وزير المرية ابو جعفر احمد بن عباس ارسل لـ حبوس ملك غناطة وقال له يطرد وزيره اليهودي لكن حبوس كان متمسك قوي بـ اسماعيل طبعا احنا كلنا عارفين ليه حبوس كان متمسك للدرجة دي ب اسماعيل لأن اسماعيل كان شاطر قوي في لم الفلوس وكان بينعش خزينة الملك ع الاخر بأموال الضرايب والجباية
المهم مات حبوس وجاء بعده ابنه باديس اللي كان معروف عنه انه قوي الشخصية وجرئ وكان معاه ابنه بلقين وده كان عيل صغير طيب مالوش في اي حاجة ولا بيهش ولا بينش لكن باديس كان عنده ابن اخ اسمه يدير وكان نعم الرجل اخلاق ودين واستقامة ونباهة وكان دايما في مجالس العلم والفقه وكان اسماعيل خايف جدا من يدير لأن رجل بالصفات دي مش هيسيب اسماعيل في حاله ابدا
المهم ان باديس مسك الملك بعد أبوه حبوس وثبت اسماعيل في الوزارة ورفض باديس كل المحاولات من جانب حكومة المرية عشان يبعد اسماعيل عن الوزارة حتي ان احمد بن عباس وزير المرية جابه لوا من الاخر وبعت وقال له ان ابعاد اسماعيل عن الوزارة هيخلي الامور بين المملكتين تمشي بسلام وهدوء أما بقي لو فضل اسماعيل في الوزارة يبقي لا فيه ولا عهد ولا صلح ولا اي حاجة ورفض باديس الموضوع وعمل حاجة غريبة جدا ....
كان زهير حاكم المرية في غرناطة هو ووزيره احمد بن عباس بيتفاضوا علي موضوع اسماعيل بن نغدلا راح باديس قتل زهير وأسر احمد بن عباس ورماه في السجن ورفض اي محاولة للافراج عنه وقتله في الاخر
طبعا الأمور دي كلها في مصلحة اسماعيل بن نغدلة اللي غسل مخ باديس وأكل بعقله حلاوة
والحقيقة ان زادت ثقة باديس في اسماعيل بعد ما اسماعيل انقذ حياته لما كشف عن مؤامرة كانت بتتم في الخفاء للاطاحة به وقتله لما دبر زعماء دولة صنهاجة وعلي رأسهم يدير ابن اخو باديس مؤامرة لقتله وحاولوا انهم يشركوا اسماعيل ويورطوه معاهم عشان سرهم ما ينكشفش
لكن اسماعيل طلع اذكي من الجميع وابلغ باديس بالموضوع وخلاه يسمع بـ ودنه ويشوف بـ عينه تفاصيل المؤامرة وبكدة ثبت اسماعيل نفسه في الوزارة وقعد فيها لغاية ما تعب ومرض ومات سنة 448 هـ - 1056 م
وخلفه في الوزارة ابنه يوسف ولك ان تتخيل بقي ذكاء الابن عشان يوصل لنفس منزلة ومكانة الأب المهم ان يوسف اصبح كبير الوزراء في غرناطة ومسؤول عن جمع الجزية من اليهود ورئيسا أو ناغدا للطائفة اليهودية في غرناطه
بتاع كله يعني .... !!! رغم ان سنه ساعتها 21 سنة لكن قدر في نفس الوقت ينجح في تحصيل المزيد من الأموال لخزينة الدولة،
وكان يقول لباديس:
"أنا رجل ذمي لا همة لي إلا خدمتك، وجمع الدراهم لبيت مالك "
وبالمكر والدهاء حل يوسف علي ثقة باديس لدرجة ان باديس أوكل له قيادة الجيش تخيلوا معايا ان جيش المسلمين بقي في ايد واحد يهودي !!
المهم ان يوسف عاش في الدور قوي وافتكر نفسه أمير أو ملك وراح يلبس زيهم وياكل ويشرب زيهم ويركب ويسكن ويعمل زي مابيعملوا بالظبط مش كدة وبس لأ ده عمل له حاشية كبيرة من اليهود وسلمهم المناصب الكبيرة في البلد وتقريبا كان عايز يعمل دولة يهودية داخل غرناطة
وزي ماكان ابوه اسماعيل ابن نغدلة بيسخر من المسلمين هو كمان يوسف كان بيسخر من المسلمين ودينهم وكان بيتهجم علي القرآن ده أكنه نسخه مصغرة من أبوه
والحقيقة برضه ان يوسف ده ماكنش بيسخر من القرآن بس لأ ده كمان كان بيسخر من التوراة وكل الأديان لدرجة ان الناس كانت بتتهامس ان يوسف ماكانش يؤمن أساسا بالله - أستغفر الله العظيم
وبسبب استهتار يوسف وتجاوزاته الكتيرة كرهه مسلمي غرناطة ومعاهم قادة صنهاجة اللي هما آل بيت باديس وابنه بلقين وعشان كدة زرع يوسف شوية جواسيس في كل مكان بالقصر عشان توص له كل اخبار باديس وابنه أول بأول
في الوقت ده حصل خلاف بين بلقين ابن باديس وولي العهد وبين يوسف بن نغدالة خلص بان يوسف حط السم لبلقين طبعا باديس ماكانش يعرف ان اللي قتل ابنه هو يوسف
والحقيقة الرجل زعل جدا علي ابنه وغرق بعد كده في الشرب والخمر عشان ينسي وخلي الجو ليوسف اللي صال وجال في دولة باديس واصبح هو الحاكم الفعلي في الدولة
لكن لما تدهورت شعبية يوسف والناس قرفوا منه ومن عمايله السودة بعت لوزير مملكة المرية ابي يحيي بن صمادح اللي كان برضه يهودي يقوله تعالي استولي علي غرناطة
واحد يسألني ويقول لي اشمعني ابن صمادح وزير المرية من بين ملوك الطوائف كلهم هاجاوبك واقول لك
أولاً المرية دي كانت جنب غرناطة وقريبة منها جدا
زائد ان يوسف كان ليه نفوذ كبير في المرية
وكمان باين كدة والله اعلم ان ابن صمادح ده كان غلبة قوي
وكانت المرية اصلا دولة ضعيفة عسكريا وهيبقي سهل علي يوسف انه يتغلب عليه بعد كدة ويعمل دولة يهودية في المرية
وفعلا استعد صمادح هو وجيشه للغزو لكن يا فرحة ماتمت عرف الناس بالخيانة والمؤامرة وثاروا وهاجوا وخاف صمادح ورجع لبلده هو وجيشه أما يوسف بن نغدالة فقتل وصلب علي باب غرناطة
والحقيقة مش هو بس اللي قتل ده الناس من هياجها وثورتها هجموا علي بيوت اليهود في المدينة وقتلوا وعذبوا كتير منهم ويقال ان وصل عدد القتلي لـ 3000 قتيل
وبمقتل يوسف بن اسماعيل بن نغدلة هو واغلب الرجال اليهود المهمين في غرناطة يبقي كدة اليهود فقدوا تاني معقل ليهم وتاني أقوي مركز ليهم في الاندلس بعد قرطبة ومعادش فاضل لهم غير اشبيلية
أبو إسحاق الإلبيري
ولد سنة 375هـ وتوفي سنة 460هـ
من أكبر شعراء غرناطة في عصره، وهو إبراهيم بن مسعود بن سعيد التجيبي الإلبيري، نسبة إلى (إلْبيرة) الواقعة جنوب الأندلس لما وصلت له انباء المؤامرة اللي بيدبرها يوسف بن اسماعيل بن نغدلة مع صمادح وزير مملكة المرية كتب قصيدة يحرض فيها باديس وقبيلة صنهاجة علي الثورة علي يوسف والمتسلطين اليهود والحقيقة ان القصيدة دي تعتبر وثيقة مهمة بتصور حال المسلمين واليهود في غرناطة تحت حكم وزيرها اليهودي يوسف بن اسماعيل بن نغدلة
القصيدة بتقول ايه
أَلا قُل لِصِنهاجَةٍ أَجمَعين ... بُدورِ الزمانِ وَأُسدِ العَرين
لَقَد زَلَّ سَيِّدُكُم زَلَّةً ... أقَرُّ بِها أَعيُنَ الشامِتين
تَخَيَّرَ كاتِبَهُ كافِرا …. وَلَو شاءَ كانَ مِنَ المُسلِمين
فَعَزَّ اليَهودُ بِهِ وَاِنتَخَوا وَتاهوا وَكانوا مِنَ الأَرذلين
وَنالوا مُناهُم وَجازوا المَدى ... فَحانَ الهَلاكُ وَمايَشعُرون
فَكَم مُسلِمٍ فاضِلٍ قانِتٌ ... لِأَرذَلِ قِردٍ مِنَ المُشرِكين
وَما كانَ ذَلِكَ مِن سَعيِهِم ... وَلَكِنَّ مِنّا يَقومُ المُعين
فَهَلا اِقتَدى فيهُمُ بِالأُلى ... مِنَ القادَةِ الخيرَةِالمُتَّقين
وَأَنزَلَهُم حَيثُ يَستاهِلونَ ... وَرَدَّهُم أَسفَلَ السافِلين
وَطافوا لَدَينا بِإِخراجِهِم ... عَلَيهِم صِغارٌ وذلٌّوَهُون
وَقَمّوا المَزابِلَ عَن خِرقَةٍ ... مُلَوَّنَةٍ لِدِثارِالدَفين
وَلَم يَستَخِفّوا بِأَعلامِنا ... وَلَم يَستَطيلوا عَلى الصالِحين
وَلا جالَسوهُم وَهُم هُجنَةٌ ... وَلا واكَبوهُم مَعَ الأَقرَبين
أَباديسُ أَنتَ اِمرِؤٌ حاذِقٌ ... تُصيبُ بِظَنِّكَ نَفسَ اليَقين
فَكَيفَ اِختَفَت عَنكَ أَعيانُهُم ... وَفي الأَرضِ تُضرَبُ مِنهاالقُرون
وَكَيفَ تُحِبُّ فِراخَ الزِنا ... وَهُم بَغَّضوكَ إِلى العالَمين
وَكَيفَ يَتِمُّ لَكَ المُرتَقى ... إِذا كُنتَ تَبني وَهُم يَهدِمون
وَكَيفَ اِستَنَمتَ إِلى فاسِقٍ ... وَقارَنتَهُ وَهُوَ بِيسَ القَرين
وَقَد أَنزَلَ اللَهُ في وَحيِهِ ... يُحَذِّرُ من صُحبَةِالفاسِقين
فَلا تَتَّخِذ مِنهُمُ خادِماً ... وَذَرهُم إِلى لَعنَةِاللاعِنين
فَقَد ضَجَّتِ الأَرضُ مِن فِسقِهِم ... وَكادَت تَميدُ بِناأَجمَعين
تَأَمَّل بِعَينَيكَ أَقطارَها ... تَجِدهُم كِلاباً بِهاخاسِئين
وَكَيفَ اِنفَرَدتَ بِتَقريبِهِم ... وَهُم في البِلادِ مِنَ المُبعَدين
عَلَى أَنَّكَ المَلِكُ المُرتَضى ... سَليلُ المُلوكِ مِنَ الماجِدين
وَأَنَّ لَكَ السَبقَ بَينَ الوَرى ... كَما أَنتَ مِن جِلَّةِالسابِقين
وَإِنّي اِحتَلَلتُ بِغَرناطَةٍ ... فَكُنتُ أَراهُم بِهاعابِثين
وَقَد قَسَّموها وَأَعمالَها ... فَمِنهُم بِكلِّ مَكانٍ لَعين
وَهُم يَقبِضونَ جِباياتِها ... وَهُم يَخضِمون وَهُم يَقضِمون
وَهُم يَلبِسونَ رَفيعَ الكُسا ... وَأَنتُم لِأَوضَعِها لابِسون
وَهُم أُمَناكُم عَلى سِرِّكُم ... وَكَيفَ يَكونُ أميناً خَؤون
وَيَأكُلُ غَيرُهُم دِرهَماً ... فَيُقصى وَيُدنَونَ إِذ يَأكُلون
وَقَد ناهَضوكُم إِلى رَبِّكُم ... فَما تَمنَعونَ وَلا تَنكِرون
وَقدلابَسوكُم بِأَسحارِهِم ... فَما تَسمَعونَ وَلا تُبصِرون
وَهُم يَذبَحونَ بِأَسواقِها ... وَأَنتُم لِأَطرافِها آكِلون
وَرَخَّمَ قِردُهُم دارَهُ ... وَأَجرى إِلَيها نَميرَ العُيون
فَصارَت حَوائِجُنا عِندَهُ ... وَنَحنُ عَلى بابِهِ قائِمون
وَيَضحَكُ مِنّا وَمِن دينِنا ... فَإِنّا إِلى رَبِّنا راجِعون
وَلَوقُلتَ في مالِهِ إِنَّهُ ... كَمالِكَ كُنتَ مِنَ الصادِقين
فَبادِر إِلى ذَبحِهِ قُربَةً ... وَضَحِّ بِهِ فَهُوَ كَبشٌ سَمين
وَلا تَرفَعِ الضَغطَ عَن رَهطِه فَقَد كَنَزوا كُلَّ عِلقٍ ثَمين
وَفَرِّق عِداهُم وَخُذ مالَهُم ... فَأَنتَ أَحَقُّ بِما يَجمَعون
وَلا تَحسِبَن قَتلَهُم غَدرَةً ... بَل الغَدرُ فيتَركِهِم يَعبَثون
وَقَد نَكَثوا عَهدَنا عِندَهُم ... فَكَيفَ تُلامُ عَلى الناكِثين
وَكَيفَ تَكونُ لَهُم ذِمَّةٌ ... وَنَحنُ خُمولٌ وَهُم ظاهِرون
وَنَحنُ الأَذِلَّةُ مِن بَينِهِم ... كَأَنّا أَسَأنا وَهُم مُحسِنون
فَلا تَرضَ فينا بِأَفعالِهِم ... فَأَنتَ رَهينٌ بِمايَفعَلون
وَراقِب إِلَهَكَ في حِزبِهِ ... فَحِزبُ الإِلَهِ هُمُ الغالِبون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق