لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في أسبانيا



في البداية محدش يعرف بالظبط امتي وصل اليهود أسبانيا وكلها مجرد اجتهادات

بعض المؤرخين بيقولوا

ان دولة ترشيش المذكورة في كتب حزاقيل وإشعاء وإرميا والملوك الأول ويونس هي مدينة طرطسوس الموجودة في جنوب أسبانيا

في كتاب حزاقيل

"ترشيش قد تاجرت معك لأنك تملك ثروة وفيرة . بفضة وحديد وقصدير ورصاص هم تاجروا معك ليقايضوك بمحاصيلك الزراعية "

وبصراحة لو فعلا ترشيش مدينة في أسبانيا يبقي الوجود اليهودي سيعود أصله لعهد سيدنا سليمان عليه السلام

لكن اعتبار ترشيش مدينة في شبه الجزيرة الأيبيرية ( أسبانيا والبرتغال ) عمل جدل كبير

فنسبة ترشيش إلى هناك هي مجرد اقتراحات أو ترجيحات تحتمل الكثير من المبالغات وينقصها الكثير من الأدلة والإثباتات

وفيه بعض المؤرخين بيقولوا
ان الوجود اليهودي في أسبانيا ربما يرجع إلى زمن القضاة (1125-1025ق.م) أو خلال الحروببين مملكتي يهودا وإسرائيل (931-742ق.م)

وفيه بعض اليهود اللي بيقولوا
انهم سلالة السفراء الذين بعث بهم النبيان داود وسليمان للإقامة في أسبانيا وأنحيرام مسؤول كنوز سليمان قد توفي هناك

اما ( عبد المالك التميمي ) فيري
انهم هاجروا مع الكنعانيين (الفينيقيين) قبل الميلاد من بلاد الشام عن طريق سواحل شمال افريقية ، ولكن الرأي ده الحقيقة بعيد عن الصحة ، بسبب العلاقة المتوترة عبر التاريخ بين الفينيقيين واليهود ، ثم انه لايمكن ان يهاجروا بغير ضغط كبير من اماكنهم المقدسة ، سواء كان هذا الضغط سياسياً او نتيجة عوامل طبيعية وأساسا ماكانش فيه يهود ساعتها لكن كان فيه عبرانيين والفرق كبير

أما كرايزل (Soloman Grayzel) بيقول
ان اول اتصال بين اليهود واوربا الغربية كان عبر روما سنة ( 160 ق.م) ، والعدد زاد في القرن الاول قبل الميلاد ووصل 50 الف في مدينة روما ، وتركز نشاطهم في الاعمال التجارية والحرف الصناعية ، ده طبعا لأنهم كانوا باعة متجولين في معسكرات الجيش الروماني ، ثم دخلوا اسبانيا بعد ان اصبحت جزءاً من الامبراطورية الرومانية المهم كانت " الأندلس " واسمها القديم " أيبيرية " خاضعةً للإمبراطورية الرومانية ،
والمعروف تاريخيا ً ان
* في عهد القائد الروماني فيسبسيان (70م ) تم أسر نحو 30 ألفاً ونقلهم إلى المغرب، وكان لأسبانيا نصيب منهم،
* كمان قام الإمبراطور الروماني هدريان سنة 136م بعد قمعه ثورة باركوخبا بنقل خمسين ألف عائلة يهودية لاستعبادهم في أسبانيا
المهم ان اليهود دخلوا اسبانيا في نهاية القرن الاول قبل الميلاد ، وكانت معاملة الدولة الرومانية( الوثنية ) في البداية تتسم بعض الشيء بالتسامح ، لكن بعد اعتراف الامبراطور ( قسطنطين ) بالديانة المسيحية سنة (313م) ديانة رسمية للدولة ، بدأت حملات الاضطهاد والتنكيل المسيحي لليهود وطبعا كلنا عارفين اللي جري
وفي مطلع القرن الخامس الميلادي – أي حوالي عام 410 م اجتاحتها قبائل " القُوط " الأريوسية المذهب ،
مذهب الأريوسية
بيقول ان سيدنا عيسي مخلوق ومش اله وان الله هو واحد فرد غير مولود ولا يشاركه احد وأي شيء اخر هو مخلوق
المهم ان القوطيون أسسوا في الاندلس دولةً قُوطِيَّة عاصمتها " طليطلة " وتكوَّنَ سكانها من 4 طبقات متناقضة متصارعة :
طبقة القوط الحكام المستعمرين ،
وطبقة الأعيان الرومانيين ومعهم الإقطاعيون ورجالالدين ،
وطبقة اليهود ،
وطبقة الشعب العامل من سكان البلاد الأصليين
يعني ايه الكلام ده ؟
يعني البلادي كانت اصلا بلاد محتلة مضطهدة وماكانتش تحت حكم سكانها الأصليين ، والمسلمون مش هم أول ناس احتلوها ،وكتر خير المسلمين انهم خلصوا البلاد دي وحولوها من احتلال ظالم إلى بلد مسلم يختار أهله عقيدة المسلمين ، وينتسبون إلى دولتهم
لكن انا عايز قبل ما اسخن ودمي يفور اتكلم عن القوطيين دول شوية
عايز اقول ان خلال الحكم القوطي الغربي ( Visigoths)(570-711هـ) لأسبانيا ، كانت في البداية معاملة اليهود جيدة ، وسمح لهم بممارسة طقوسهم الدينية وحرية العمل لكن اتغيرت المعاملة دي وبقت قاسية جدا واتبدل الحال وضاق عليهم الخناق
ده طبعا بعد تغيير القوط مذهبهم الديني من الآريوسية الى الكاثوليكية في عهد الملك (ريكاردو) ( Reccaredo) سنة ( 587م) واصبحت مدينة طليطلة مركزاً لأسقفية كبيرة يقيم فيها اسقف كبير يمثل البابا ونفوذه وتم سن القوانين القاسية ضد اليهود ومنها فرض الضرائب على علي التجار والمرابين وابتدا الصراع المسيحي الكاثوليكي ضد اليهود
والحقيقة بسبب الاضطهاد ده عزل اليهود نفسهم في مجتمعات مستقلة وخاصة بعد تضييق الخناق عليهم اكتر من رجال الدين المسيحي وخد عندك
* أصدر المجمع الطليطلي الثالث ( 589م) قراراً بضرورة تعميد الاطفال الذين يولدون من زيجات يهودية ـ مسيحية
* اصدر الملك سيسبوت( شيشبرت ) سنة (613م) قراراً يخير اليهود بين التنصر (اعتناق المسيحية) أو الهجرة من اسبانيا ، وقد أيد المجمع الطليطلي السادس (638م) هذا القرار فأضطر الكثيرون من اليهود الى الهجرة وتظاهر بعضهم الآخر بأعتناق النصرانية ، وهؤلاء هم الذين يسمون باليهود (المتسترين) (Juduizantes)
* كما قرر المجمع الطليطلي الثامن ضرورة تعميدهم من جديد ، وامتحان نصرانيتهم بتقديم لحم الخنزير اليهم ليأكلوا منه ، اللي هو اساسا محرم في الديانة اليهودية ،
* ثم حرمت اقامة الشعائر الدينية اليهودية ، وصودر ربع املاك من ظل على اليهودية
* كما لعن المسيحيون الذين يعاونون اليهود على اقامة شعائرهم وطقوسهم ،
* كذلك طردوا اليهود الموجودين في مدينة آربونة الذين كانت لهم علاقة حسنة مع المسيحيين
لكن الحقيقة وصل الاضطهاد لأقصي درجاته ايام الملك ( أيرفيج ) لأنه قرر تطبيق قرارات المجمع الطليطلي الثامن في ارغام اليهود جميعاً على التنصر وترك البلاد خلال عام ،
لكن الحقيقة عدد اليهود زاد ، وحاول بعضهم سراً القضاء على الدولة القوطية ، فأكتشف القوط ذلك ، فقرر المجمع الطليطلي السادس عشر ،
1 - اعتبار اليهود جميعاً رقيقاً وتوزيعهم على المسيحيين ،
2- حُرم عتقهم،
3- وتقرر فصل اولادهم عنهم وتنصيرهم ، وتربيتهم تربية مسيحية ،
4- وان لايتزوج العبد اليهودي إلا بجارية مسيحية ولا تتزوج يهودية إلا بنصراني ،
5- واستثنى من ذلك يهود مدينة سبتمانية ، ربما لعدم اشتراكهم بالمؤامرة التي حيكت ضد الحكم القوطي .
وجاء الملك أخيكا (Egica) ( 687 ـ 702م) وازال عنهم كل القيود دي ،ولكن اليهود هما اليهود نكارين الجميل وبدأوا في
* تدبير المؤمرات والقتن
* وبدأوا يتربصوا بالقوط،
* وراحوا يتصلوا باليهود أبناء عمومتهم في المغرب ،
* وحاولوا اغراء العرب في فتح اسبانيا ،
طبعا كل ده خلا ( اخيكا ) يغير موقفه وتعاطفه مع اليهود ، فأصدر المجمع الطليطلي السابع عشر قراراً في سنة (694م) بـ
* العودة الى الاضطهاد السابق ،
* واعتبر اليهود خوارج على الدولة ،
* وان تنتزع املاكهم في سائر اسبانيا ،
* وان تحول الى املاك العرش ،
* وان يشردوا ويقضى عليهم بالرق الابدي للمسيحيين ،
* وان يهبهم الملك عبيداً لمن يشاء ،
* ولايسمح لهم بأسترداد حرياتهم ما بقوا على اليهودية ،
* وان يحرر ارقاؤهم من يعتنق المسيحية بصدق ، ويمنحوا بعض املاكهم
أما الملك غيطشة (ويتزا Witiza ) فكان ليه موقف متسامح من اليهود ، وبالمقابل كان له موقف متشدد من رجال الدين المسيحيين ولكن ذريق أو رودريجو (Rodrigo) اللي استولى على الحكم ، وعزل الملك غيطشة قبل الفتح الاسلامي بسنة ، اعاد الاضطهاد السابق لليهود
و وزي ما احنا شايفين وملاحظين كان ملوك القوط (Goths) بيتفننوا وبيتسابقوا علي سن قوانين اشد قساوة من القوانين السابقة ضد اليهود ، على الرغم من ان زمناً طويلاً قد مر على اعتناقهم المسيحية وبتحريض من الكنيسة الكاثوليكية
عشان كدة مانستعجبش ان اليهود بعد كل الذل والفقر والهوان ومنعهم من الوظائف الحكومية ، واخيراً استعبادهم ، اننا نلاقيهم يرحبوا بالعرب المسلمين (خلي بالك من كلمة يرحبوا دي) ويؤيدوهم ضد القوط الغربيين ، ده طبعا بعد مافشلت كل الحيل و المؤامرات اللي عملوهاعشان يقضوا على الحكم القوطي
بس ماتستغربش كدة
اليهود مش بيعملوا حاجة بلاش هما أكيد سمعوا عن المعاملة الحسنة لأبناء جنسهم داخل ارض المسلمين وبالذات في شمال افريقيا ، والحقيقة برضوا ان المسلمين كافئوا اليهود بعد الفتح ( 92هـ / 798م) و اشركوهم في حماية المدن اللي كانوا مسيطرين عليها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق