لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

كتاب التراث العبري اليهودي بالغرب الاسلامي




أحمد شحلان

كتاب "التراث العبري اليهودي في الغرب الإسلامي، التسامح الحق"

صدر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر في الرباط

وبعناية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،

المملكة المغربية

الكتاب في مضمونه الكامل يريد أن يقدم صفحة من صفحات الحضارة الإسلامية في الغرب الإسلامي،
الفصل الثالث
تعرض لكتاب أحد المتأدبة اليهود موسى بن عزرة،
موسى بن عزرة هذا كتب كتابا من أهم الكتب في تاريخ النقد العربي، سمى كتابه "المحاضرة والمذاكرة" وفي هذا الكتاب أراد شيئين اثنين
الشيء الأول أن ينقل الآداب العربية بمختلف أنواعها وخصوصا الشعر إلى طوائف اليهود سواء في الأندلس أو في غير الأندلس،
والهدف الثاني أراد أن يتعلم اليهود هذه الطرق الأدبية وخصوصا نظم الشعر
ولذلك فإنه نهل من جماع دواوين الأدب العربي قديمه ومخضرمه ومعاصره إذ ذاك، وحاول أن يقارن بين وجوه في الأدب العربي وفي الأدب العبري
ذلك أن موسى بن عزرة كان هو نفسه شاعرا وكان هو نفسه رفيقا لثلة من شعراء اليهود باللغة العبرية ممن كان في الأندلس وممن ثقف الثقافة العربية وممن نقل أوزان الخليل إلى الشعر العبري، ولم تكن معروفة ولم تكن متبعة،
والدليل على ذلك أن الفصل الأول من الكتاب سماه "كيف صار الشعر عند العرب طبعاً وعند غيرهم من الملل تطبعاً"
والجميل في هذا الفصل -وأعتقد أن هذه طريقة في النقد قليلة أي في الأدب العربي- أن دليل موسى بن عزرة على سبق العرب في الشعر لم يكن الشعر نفسه ولكن رجع إلى علم الطب ورجع إلى علم الفلك وبيّن المكان الوسط وأن الشاعر كيف يتأطر لظهور يعني كوكب معين أو نجم معين وتحدث عن أنواع الأغذية واستفاد في هذا الفصل ليبرهن على سبق أو على تميز العرب في أشعارهم، اعتمد تقريبا جلّ كتب الطب الإغريقي كما عرفها العرب.
ومن أهم فصول الكتاب أيضا فصل بيّن فيه أن جالية اليهود في الأندلس كانت سباقة لكثير من فنون الشعر التي أصبحت إبداعا جديدا في الشعر وفي الأدب العبري، ذلك أن الشعر العبري القديم كان محصورا في المجالات الدينية كان محصورا فيما يتعلق بنصوص قديمة تستقي من التوراة
ولكن موسى بن عزرة في فصله هذا بين أن الشاعر اليهودي الأندلسي الذي تبنى الثقافة العربية الإسلامية استعمل بحور الخليل واستعمل كل فنون الشعر العربي، الخبريات والغزل والهجو والمدح وما نعرفه في أدبنا العربي،
واستشهد ابن عزرة بمجموعة كبيرة من شعراء العرب المسلمين وبيّن كيف أثّروا في الثقافة العربية الإسلامية. في الكتاب أيضا باب آخر أحببت أن يكون مرآة لجانب آخر في الثقافة العربية الإسلامية،
هذا الفصل تحدث عن أحد الشعراء اليهود في الأندلس، ابن النغريلة اليهودي، ولكن في هذا الفصل حاولت أن أبيّن كيف مكّن الإسلام لمن لهم قدرة فكرية أو حتى قدرة سياسية بالمفهوم القديم لأن ينالوا مكانتهم في المجتمع، فابن النغريلة هذا أصبح وزيرا لحبوس في غرناطة وأصبح يقوم بكثير من مهام الدولة وقد لعب دورا مهما في كثير من المناوشات التي كانت بين إشبيلية وبين غرناطة ذلك أنه كان يقود الجيوش، وترك لنا ديوان شعر وجل قصائد هذا الديوان تبدأ بمدخل عربي مكتوب بالحرف العبري يتحدث فيه عن المناسبة ويتحدث فيه عن مجريات الأمور ثم يصف فيما بعد في القصيدة كل ما حدث وصفا دقيقا مفصلا
ديوان مهم ومفيد لم يستفد منه كثيرا المؤرخون الذين أرخوا للفترة والذين أرخوا للصراع الذي كان بين إشبيلية وبين غرناطة.



دور يهود الأندلس في ترجمة الكتب العربية
فصل آخر يحدثنا عن جانب من المعرفة واخترت له شخصا اسمه أبرهام بن عزرة،
أبرهام بن عزرة هذا في القرن الحادي عشر،القرن الثاني عشر، قرطبي أيضا أكيد أنه قرأ ابن حزم كثيرا، أكيد أنه تأطر بمنهج النقد التوراتي الذي برع فيه ابن حزم في "الفصال في الملل والأهواء والنحال" لذلك أبرهام بن عزرة يعتبر في تاريخ اليهود كله أول من تحدث بجرأة وانتقد كثيرا من أسفار التوراة
ولذلك فاسبينوزا في كتابه في رسالة السياسة "رسالة في اللاهوت والسياسة" عندما تحدث عن من تأطر بهم بعض التأطر ذكر بالاسم أبرهام بن عزرة ومعنى أن يذكر اسبينوزا في كتابه أبرهام بن عزرة معناه أنه قرأ بطريق غير مباشر ابن حزم وتأطر بمذهبه في نقد التوراة
هذا أبرهام بن عزرة كانت له أهمية كبيرة جدا، لماذا؟ لأنه لما كان في الأندلس كان يعتبر نفسه من أيها الناس ولكن بعد أن خرج من الأندلس من سراقسطة وذهب إلى لندن ثم إلى باريس ثم إلى روما وجد كثيرا من أبناء جلدته وشعر بأن معرفتهم سواء في أمورهم الدينية ولكن بالأخص في الثقافة العربية الإسلامية لم تكن ذات بال، ففي أول مرة بدأ يؤلف ونشر في علوم الفلك وفي علوم الحساب والرياضيات ولكن من أهم أعماله ترجم كتاب حي بن يقظان
والأكيد أن حضارة الإسلام التي نقلها بعض أعلام اليهود لم تنحصر في حي بن يقظان لابن سينا أو حي بن يقظان لابن طفيل ولكنها تطرقت إلى جانب آخر ما كان يُنتظر، ذلك أن أعلام يهود الأندلس اعتنوا أيضا بكتب الغزالي وترجموا جلّ كتبه بما في ذلك الكتب المليئة بالاستشهادات القرآنية والاستشهادات الحديثية والنقول من أقوال العلماء المسلمين بما في ذلك الصحابة، وأصبحت جزءا فيما بعد من مؤلفاتهم الخاصة،
فميزان العمل مثلا لأبي حامد الغزالي سيصبح له دور فعال في نوع من الصراع الفكري الذي سيظهر لدى طوائف يهود الأندلس عندما تظهر المدرسة الرشدية، فابن رشد سيحتل مكانة كبرى عند هؤلاء الناس وسيترجمون كل مدوناته الأرسطية التي شرحها ولكن سيترجمون أيضا كتبه الخاصة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق