لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في الأندلس ( الحلقة الثالثة ج 1 )



ثانيا استقرار اليهود في جنوب الاندلس
مدينة غرناطة اللي كان اسمها البيرا
فتح المسلمون المدينة دي سنة 92 هـ - 711 م وخسروها سنة 897 هـ - 1492 م وعاش اليهود فيها بكل امن وامان واستقرار وانتشر العلم وازدهرت التجارة
وزي ماكان حسداي بن شبروت في قرطبة كان فيه برضه شمويل هلوي بن نغدلة في غرناطة العالم اليهودي اللي اتولد في قرطبة سنة 993 م ونشأ فيها، وكان أبوه قد هاجر إليها من ماردة. وتلقى ابن نغدله تعليمه التلمودي في قرطبة بمدرسة الحبر حنوخ بن موسى، ودرس النحو العبري على ايد كبير النحويين اليهود في عصره يهودا حيوج وتمكن وبرع في الأدب العبري والعربي، وأصبح قادراً على نظم الشعر بالعبرية والعربية،
مش بس كدة ده كان علي معرفة بعلم الفلك والهندسة والمنطق، وقرأ القرآن الكريم وعدداً من كتب الفقهاء المسلمين، وكان ملم ببعض دراسات النصارى عن الإنجيل وجمع بين دراسة التلمود والأدب العربي، في الوقت اللي كان عنده دكان وبيتاجر في التوابل !!
ولما سقطت قرطبة في أيدي البربر، انتقل إلى مالقة، وف مرة جاءت له جارية وطلبت منه يكتب لها خطاب عشان ترفعه لأمير غرناطة حبوس بن ماكسن ، فكتبه لها ولما وصل الخطاب إلى وزير حبوس واللي كان اسمه أبي العباس بن العريف ، أعجب جدا بالخط والأسلوب الذي كتب به، وسأل عن كاتبه، وعرف أنه إسماعيل بن نغدلة فعرض عليه الوزير انه يعمل مساعدا له في خدمة أمير غرناطه حبوس فوافق واشتغل اسماعيل في جباية الأموال وحقق من خلال الشغلانة دي ربح كبير جدا وكمان كسب ثقة الوزير واترقي يوسف بن نغدلة وكبر في موقع وقدر انه يعين موظفين يساعدوه في مهنته ولما عرف ان يهود مالقة اتهموا الحبر يهودا واتخانقوا معاه ارسل يوسف ودعا الحبر يجيي يشتغل معاه في جباية الاموال فجاء يهودا مع ولاده واشتغلوا مع يوسف
لكن رغم ان يوسف قدر يلم فلوس كتير وينعش خزينة الملك ويكسب ثقة الوزير الا انه مقدرش يكسب حب الناس بالعكس جني كره اليهود ليه وسخطهم عليه لأنه كان متسلط جدا وأرهقهم ماديا بسبب الأموال اللي كان بيجمعها منهم وكمان ماكانش من اهل غرناطة وكانوا شايفين ان واحد من أهل المدينة هو اولي بالمنصب ده من اسماعيل المهم كتبوا فيه تقارير تكشف عن الاعيبه وطرقه غير المشروعة في الكسب وتحقيق الغني الفاحش ورفعوا التقارير دي لشخصيات مهمة في غرناطة اللي تولوا الأمر وتم اعتقال يوسف واستأجر اليهود أشخاص قاموا بقتل الحبر يهودا وابن اخيه
وبعد فترة تم الافراج عن يوسف وفرض عليه غرامات واتجرد من منصبه لكن عاد يوسف لمنصبه مرة تانية واكرمه الوزير ع الاخر وأسكنه في قصر الحمراء، وجعله أمين سره وبسرعة اصبح شمويل مستشارالوزير، وفي سنة 418 هـ - 1027 كان اسماعيل مسؤلا عن جمع الجزية من كل اليهود في امارة غرناطة وكان مما قاله الوزير نفسه أنه إذا أشارشمويل بشيء فإن صوت الله يسمع فيما يشير به وأوصى الوزير وهو على فراش الموت أن يخلفه شمويل،
وبذلك أصبح شمويل في عام 1027 اليهودي الوحيد الذي شغل منصب وزير في دولة إسلامية وحظي بهذا اللقب والحقيقة برضه ان اللي ساعده علي كدة ان نص سكان غرناطة تقريبا كانوا من اليهود ده طبعا في القرن الـ11 حتي ان العرب رحبوا بالرجل ومازعلوش لأن الدولة صغيرة والحقيقة ان كل المصادر بتجمع علي ان اسماعيل ماكانش وزير دولة عادي لأ ده كان صاحب شخصية وفكر وكان مؤثر في عملية اتخاذ القرار
ويكفي وصف المؤرخ المعاصر ابن حيان للوزير اليهودي ده لما قال
' وكان هذا اللعين في ذاته على ما زوي الله عنه من هدايته من أكمل الرجال علماً وفهماً وذكاءاً ورصانة ودهاءاً ومكراً، ومعرفة بزمانه ومداراة لعدوه واستسلالاً لحقودهم بحلمه، بارعاً في الآداب العبرية والعربية، قليل الكلام دائم التفكير جماعة للكتب '
ورغم المكانة المهمة دي الا ان اسماعيل تجاوز كل الحدود وتخطي كل الخطوط ولم يقدر مشاعر المسلمين وراح يطعن في أئمتهم وألف كتاب في الرد علي الفقيه ابن حزم
ومش بس كدة ده اتجرأ بالطعن علي ملة الاسلام واستهزأ بالمسلمين وأقسم انه ينظم جميع القرأن في أشعار وموشحات ومن شعره
نقشت في الخد سطرا من كتاب الله موزون
لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق