لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

ساعدهم يهربوا من الجحيم ... قتلوه


وُلد ايخمان في مدينة “سولينجين” الألمانية وفي طفولته، كان الأطفال يعيرونه “باليهودي” لميول بشرته إلى اللون الداكن إذا ماقورن بلون البشرة العام للأوروبيين


في عام 1934، عمل ايخمان كعريف في فرقة القوات الخاصة “SS” الألمانية في أحد معسكرات الأعمال الشاقة،

وفي 1937 غادر إلى فلسطين لدراسة جدوى ترحيل اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، وعدم حصوله على تأشيرة دخول من السلطات البريطانية حالت دون دخوله إلى فلسطين

توجه بعدها إلى القاهرة حيث التقى أحد عناصر منظمة الهاجاناه وكما التقى مع مفتى فلسطين الحاج امين الحسيني

في النهاية، كتب ايخمان تقريره الذي يخالف فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين لأسباب اقتصادية ولتعارض فكرة انشاء دولة يهودية مع الفكر النازي

وبعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت بهزيمة ألمانيا,تشكلت محاكمات نورمبرج لمحاكمة مجرمي الحرب من الألمان,وقد نجا منها آيخمان بمساعدة اليهودي (رودلف كاستنر) باسقاط النازية عنه قبل المحاكمة لأن آيخمان عرض وقام بالفعل بعملية تهجير الالاف من يهود المجر لاسرائيل عبر سويسرا بالاتفاق مع كاستنر

ثم هرب آيخمان سراً إلى عدة دول إلى ان استقر في الأرجنتين باسم جديد وشخصية جديدة مبتعداً عن أية مظاهر قد تفضحه أو تكشف شخصيته الحقيقية

وكانت عملية اختطاف النازي السابق”أدولف آيخمان” من الأرجنتين إلى إسرائيلاحدى أهم واشهر عمليات الاستخبارات الإسرائيلية الناجحة التي طيرت شهرتهاعالمياً إلى الافاق واضفت عليها هالات من الحرفية النادرة التي قلما اصطبغ بها جهاز استخبارات دولي اخر

عملية الاختطاف بحد ذاتها في تقييم بعض المحللين عملية اختطاف غير اخلاقية ارتكبت في حق رجل ألماني طاعن في السن في دولة اجنبية ومثلا رديئاً وصورة سيئة للفوضى والاستهتار بالقوانين

فالرجل وان كانت له مساوىء في حق اليهود فكان ذلك قبل قيام دولة إسرائيل

لقد كانت بداية مطاردة آيخمان الفعلية عندما تشكلت لجنة صهيونية في يوليو 1945 مهمتها البحث عن النازيين الذين اختفوا وعلى راسهم أدولف آيخمان وبعد قيام إسرائيل عام 1948 كانت مهمة البحث عن النازيين الهاربين على راس قائمة المهام الموكولة لأجهزة استخباراتها

وتم تشكيل مكتب أمني خاص في تل ابيب مهمته التحري وجمع المعلومات إلى ان رآه أحد عملاءالموساد في بيونس ايرس عام 1957

لكن آيخمان استطاع الافلات من مراقبته وفي الحال أرسلت تل ابيب فريقاً من رجال مخابراتها وبعد بحث طويل لم يعثروا عليه

وفي ألمانيا الغربية أنشيء عام 1958 المكتب المركزي للادعاء الخاص بجرائمالنازية وكان الغرض من المكتب جمع الادلة ضد النازيين السابقين المتهمين بجرائم الحرب ولم تجر محاكمتهم

وفي بداية عام 1960تلقت الموساد معلومات بأن آيخمان مايزال بالارجنتين تحت اسم مستعار هو “ريكاردو كليمنت” بمنزل عادي بأحد أحياء العاصمة بوينس آيريس

وعندما وصل بعض رجال الموساد للتحري وجدوا أن البيت في حي سان فرديناندووهو من طابق واحد يقع بمنطقة شبه مهجورة وبدون سور أو بوابة أو كهرباء ويبدو أن الاسرائيلين استنكروا ان يقيم في هذا المنزل رجل له تاريخ مثل آيخمان فبعد مراقبات طويلة لم يظهرالهدف مما أوقعهم في حالة من اليأس الا أن رئيس الموساد هاريل طلب منهم الانتظار حتى 21 مارس 1960 حيث يصادف هذا اليوم عيد زواج آيخمان

وحوال يمنتصف النهار يوم 21 مارس ظهر رجل يحمل باقة ورود تمكن رجال هاريل من تصويره بواسطه كاميرا تلسكوبية دون أن يحس بوجودهم عن بعد وفيما بعد أكد الخبراء بأن الرجل هو أدولف آيخمان بشحمه ولحمه لكن معاناة الغربة والتخفي والعمل الشاق كلها عوامل تركت بصماتها على ملامحه وهو الرجل الذي كان يعيش بألمانيا في رخاء وسلطة

سافر هاريل بنفسه إلى الأرجنتين ومعه أحد عشر رجلاً من أمهر رجاله ليكونعلى مقربة منهم لحظة بلحظة

تبين لفريق الموساد أن ريكاردو كليمنت/آيخمان يعمل بأحد مصانع تجميع سيارات المرسيدس كمراقب عمال وباقتفاء أثره تكشفت جميع خطواته اليومية ومواعيده

ولأنه كان عسكرياً سابقاً فقد كانت تحركاته تخضع لمواعيد دقيقة ثابتة وسهل هذا الامر على فريق الموساد التحرك لمتابعته طبقاً للجدول اليومي المنتظم الذي وضعه آيخمان لتفسه

وفي 11مايو 1960 قبل ما يصل آيخمان إلى منزله بحوالي مائة متركانت هناك سيارة تنتظره اندفع منها أحد العملاء وانقض عليه فسقط آيخمان على الارض وصرخ لكن الايدي رفعته وجذبته بقوة لداخل السيارة التي انطلقت به إلى أحد البيوت الامنة وكانت فيلا على اطراف العاصمة من الناحية المقابلة

داخل الفيلا سئل الرجل عن رقم عضويته في الحزب النازي فأجاب ثم ارتجف وهويجيبهم عن اسمه الحقيقي وبعض المعلومات الاخرى

وكان على آيخمان ان ينتظرعدة أيام في حراسة مشددة إلى ان تجيء طائرة العال التي تصادف انها ستنقل الوفد الإسرائيلي المشارك في الاحتفالات القومية بالعيد الوطني ففي تلك الفترة لم تكن هناك رحلات طيرات مباشرة بين تل ابيب وبيونيس ايريس

أما عن عائلة آيخمان التي سيصيبها القلق لغيابه كانت لدى هاريل قناعة بأن هذاالامر لن يسبب مشكلة البتة فالعائلة كلها تقيم في الأرجنتين بشكل تشوبه الشبهات وبأسماء مستعارة مما سيعرضها لمشكلات مع السلطات ليست بحاجةاليها

وكل مافعلته الاسرة انها تحرت عن وقوع حوادث بالطريق الذي يسلكه آيخمان من عدمه ثم اتجهت للسؤال عنه داخل مصحات المسنين باعتقاد ان يكون فقد الذاكرة فجأة نتيجة حادث خارج المصنع ولم تنس أن تزور العيادات العلاجية بالمنطقة للسؤال دون اثارة شبهات تلفت الانظار

ولعامل الامان أمر هاريل أحد رجاله بدخول المستشفى بزعم تعرضه لحادث نتجعنه ارتجاج بالمخ وبعد خمسة ايام خرج العميل من المستشفى بتقرير طبي رسمي عن اصابته استغله الرسام المزور في الموساد شالوم داني في خروج آيخمان من المطار بعد ذلك دون أن ينتبه أحد لواقعة التزوير ومع عودة الوفد الرسمي الإسرائيلي إلى تل ابيب وصلت إلى المطار ثلاث سيارات كان آيخمان مخدراً في احداها بشكل بدا طبيعياً لمريض أخرج من المستشفى وتقرر سفره على متن طائرة بلاده لاستكمال العلاج

اقلعت الطائرة مساء 21 مايو 1960 ووصلت إسرائيل بالكنز الثمين وأعلن رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون في خطابه أمام الكنيست
يتعين عليّ ان اعلن انه في غضون فترة قصيرة قد خلت عثرت اجهزة الامن الإسرائيلية على واحد من عتاة المجرمين النازيين وهو أدولف آيخمان المسؤول تضامناً مع الزعماء النازيين عما أسموه “الحل النهائي للمشكلةاليهودية” – أي ابادة ستة ملايين يهودي هم يهود أوروبا لقد القي القبض على النازي السابق, ولسوف يمثل قريباً أمام المحكمة الإسرائيلية ليحاكم وفقاً لمقتضى قانون النازيين والمتعاونين مع الاعداء لسنة 1950



بدأت المحاكمة العلنية بعد عام تقريباً في 11 ابريل 1961 ، حيث أنكر
آيخمان الاتهامات الموجهة اليه واعلن بأنه كان ينفذ أوامر هتلر وبأنه ساعد اليهود على الافلات من القتل في أوروبا واستشهد بالدكتور رودولف كاستنر رئيس الوكالة اليهودية بالمجرالا ان طلبه رفض وادانته المحكمةبارتكاب جرائم بشعة بحق الانسانيةوحكم عليه بالاعدام شنقاً

وحين أيقن أنه سيلاقي مصيره فقرر قراراً أستغربه اليهود طلب من اليهود أن يعتنق اليهودية وأن يسجل في الاوراق الرسمية كيهودي !!!!

ولما سأله اليهود عن السبب الذي دفعه لأعتناق اليهودية أجابهم بأنه سيصرح
بالسبب أمام وسائل الأعلام ووكالات الانباء وافق اليهود وجمعوا له وكالات الأنباء

وأنتصب آيخمان في وقفة عسكرية وأدى التحية النازية (رفع اليد إلى الأمام) وقال أمام عدسات الكميرات :

أردت أعتناق اليهودية ليس حباً فيها ولا حباً في إسرائيل إنما أردت بذلك أن أهتف لنفسي أن كلباً يهودياً قد أعدم ليدرك من سبقوه من الكلاب

وأنه لكم يسعدني قبل أن أموت أن أوجه رسالة أعتذار إلى الإسرائييلين تحمل كل ندمي وحرقتي وأنا أقول لهم أن أشد مايحز في نفسي أنني ساعدتكم على النجاة من أفران هتلر لقد كنت أكثر إنسانية معكم بينما كنتم أكثر خبثاً وقذارة

أيهاالكلاب ... إن أرض فلسطين ليست إرثكم و لا أرضكم فما أنتم إلا عصابة من الإرهابيين والقتلة ومصاصي دماء الشعوب ماكان لكم إلا الحرق في أفران هتلر لتنجو الأرض من خبثكم وفسقكم ويهنأ الكون بعيداً عن رذائلكم فذات يوم سيأتيكم هتلر عربي يجتث وجودكم إجتثاثاً ويحرق عقولكم وأبدانكم بأفران النفط

أيها الكلاب … يؤلمني أن أشبهكم بالكلاب فالكلاب تعرف الوفاء الذي لاتعرفونه لكن نجاسة الكلاب وحيوانيتها من ذات سلوككم اهنأوا ماشئتم بإجرامكم في فلسطين حتى تجيء اللحظة التي تولون فيهاالأدبار وتعلو صراخاتكم تشق العنان فتذوقوا مذلة النهاية التي لاتتصوروا أنها بانتظاركم وعندها ستكون الكلاب الضالة أفضل مصيراً منكم

وبشنق آيخمان ليكون ترتيبه الثاني في الشنق في تاريخ إسرائيل بعد مائيرطوبيا نسكي الذي اتهم بالتجسس لصالح العربوتم شنقه عام 1948

هذا ولم يكتف الحقد الإسرائيلي بشنق النازي السابق بل احرق جثمانه في فرن بني له خصيصاً في إشارة إلى ان العقاب من نوع جريمته وبعد حرقه طحنت عظامه ووضعت داخل علبة من الصفيح التي القي بها في عرض البحركي لا تسكن رفاته ارض إسرائيل إلى الابد

المثير انه في عام 1957 كانت قد تكشفت اسرار جديدة حاولت إسرائيل طمسها اذ ظهرت وثائق تبرئ ساحة آيخمان من تهمة قتل اليهودالأوروبيين

وكان الشاهد الوحيد هو الدكتور كاستنرالذي فشل في انقاذالرجل للمرة الثانية حيث اكدت الوثائق صفقة مبادلة اليهود في أوروبا بسيارات ومواد تمونينية واموال قدرت بمليوني جنيه قدمت إلى جيوش ألمانيافي روسياوكانت الصفقة بين آيخمان وكاستنروبالفعل خرج قطار باغنياء اليهود من المجر إلى سويسرا بحراسة عسكرية ألمانيةومن هناك تم نقلهم إلى فلسطين بواسطة الوكالة اليهودية

هذه الصفقه ظلت طي الكتمان إلى ان أزيح الستار عنها في 1957 واتهمالدكتور كاستنر الذي وقع الصفقة بأنه افشى اسرارها بعد مرور ثلاثة عشرعاماً على حدوثها

ولأنها كانت تلعب مع ألمانيا لعبة التهديد والتذكير المستمر بمذابح اليهود
على اراضيها من اجل مزيد من الابتزاز والمساومات والتعويضات ارادت إسرائيل الا يعلن هذا السر أبداً

وباعدام آيخمان تم التخلص من الشاهدالاول أما الشاهد الثاني والأخيرالدكتور كاستنر فقد جرى اغتياله حال خروجه من منزله بتل ابيب عام 1963





هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أحد أصدق و أعظم مثال على أطباع اليهود و غدرهم ، شكراً على هذا الموضوع و الأسلوب الشيق العميق الذي استخدمته في الكتابة.

إرسال تعليق