لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 22 الله أكبر فُتحت خَيبر ( المشهد الأخير )


وقفنا المرة الي فاتت عند أسباب غزو الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لـ خيبر

النهاردة ان شاء الله هنكمل مع بعض باقي الأحداث

خطة الفتح

أعاد النبي (صلى الله عليه وسلم) توزيع جيشه، فقسمه أربع فرق:

واحدة بقيادة أبي بكر الصديق،

والثانية بقيادة عمر بن الخطاب،

والثالثة بقيادة سعد بن عبادة،

والرابعة بقيادة الحُبَاب بن المنذر،

وأمّر على الجيش علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم جميعًا

وكان حصن "ناعم" أول حصن يتعرض له المسلمون بالهجوم، وكان محصّنًا تحصينًا منيعًا، ودار أمامه قتال عنيف دون أن يتمكن المسلمون من اقتحامه؛ نظرًا لاستماتة المدافعين عنه، واستمر القتال طوال اليوم دون تحقيق نصر، وجُرح من المسلمين خمسون، واستشهد واحد منهم، هو الصحابي الجليل محمود بن مسلمة، قتله يهودي اسمه مرحب بضربة في رأسه

وفي أثناء المعركة أمرالنبي صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل المحيط بالحصون حتى ينكشف اليهود إذا ما هجموا على المسلمين، وقد أغاظهم هذا كثيرا، ثم مالبث أن تسلم الراية سيدنا أبو بكررضي الله عنه وأغار على بعض الحصون وتبعه سيدنا عمر رضي الله عنه في غارات سريعة فأسر يهوديا من أهل خيبر أعلم المسلمين أن اليهود خرجوا من حصن النطاة وتسللوا إلى حصن ءاخر اسمه الشق فحاصروه، وترامى الطرفان فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم حفنة من حصى ورمى بها الحصن فاهتز بأهله حتى كأنه غرق في الأرض، فدخله المسلمون وأخذوه

بقي حصون منها الصعب والوطيح والسلالم والقموص وقد تحصن بها اليهود أشد التحصين، ولكن ذلك لم يمنع المسلمين من تقوية الحصار عليهم

بعد ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المجاهدين:
"لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار"

ثم دعا عليا رضي الله عنه وكان قد أصيب بمرض فيعينيه، فتفل النبي صلى الله عليه وسلم فيهما فشفي بإذن الله، وأخذ الراية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم بمن معه،

فلما اقترب من أحد الحصون الباقية خرج إليه بعض اليهود فقاتلهم، إلا أنه تلقى ضربة فوقع الترس منه،عندها حصلت له كرامة عظيمة كونه وليا من أولياء الله الصالحين، فقد تناول بابا كان عند الحصن وجعله ترسا أبقاه في يده يقاتل به حتى فتح الله على يديه، ثم ألقى الباب وجاء ثمانية من الصحابة ليقلبوا هذا الباب فمااستطاعوا

استمر القتال وهجم المسلمون هجمة قوية على حصن الصعب بقيادة الصحابي الفاضل حباب بن المنذر، فخرج منه يهودي متعجرف هو نفسه مرحب الذي قتل الصحابي محمود بن مسلمة

ونادى: "من يبارزني؟"

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحابي محمد بن مسلمة شقيق محمود ليبارزه ويأخذ بثأر أخيه،

ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "اللهم أعنه عليهفتقاتلا طويلا ثم عاجله محمد بضربة قاصمة قتلته، وقيل إن الذي قتل اليهودي مرحب هو سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه،

ولم يصمد حصن الصعب طويلا حتى فتح ودخله المسلمون منتصرين، وكان في الحصن الكثير من التمروالزبيب والعسل والسمن فأكل المسلمون حاجتهم منه بعد ما نالهم الكثير من التعب والجوع، ووجدوا فيه الكثير من السيوف والدروع والنبال وغيرها من العتاد الحربي الذي استعملوه في حربهم فنفعهم نفعا كبيرا

وبسقوط هذه الحصون علت كِفّة المسلمين في الحرب، وأيقن اليهود أنهم لا قبل لهم بالمواجهة العسكرية، فطلبوا الصلح، فأجابهم النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه، وعقد معهم معاهدة كان من بنودها أن يجلوا عن خيبر إلى الشام، ويسلّموا قلاعهم وحصونهم إلى المسلمين بما فيها من أسلحة وعتاد،

لكنهم طلبوا من النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يظلوا يعملون في أرض خيبر مقابل نصف ما تنتجه، وأن يكونوا في حمى المسلمين وتحت حكمهم، فقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) منهم ذلك

وهكذا استولى المسلمون على خيبر ، وغنموا منها العديد من السلاح والمتاع

وكان من بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردها المسلمون إليهم . ولم يصنع الرسول عليه الصلاة والسلام ما صنع الرومان حينما فتحوا أورشليم وأحرقوا الكتب المقدسة فيها ، وداسوها بأرجلهم ، ولا ما صنع التتار حين أحرقوا الكتب في بغداد وغيرها

ومع كل هذه السماحة والإحسان والعفو من النبي – صلى الله عليه وسلم – إلاأن نفوسهم الحاقدة كانت ومازالت يملؤها الحقد والكره للمسلمين ، وانتهازأية فرصة للنيل من النبي – صلى الله عليه وسلم – والمسلمين !!

فما كاد النبي صلي الله عليه وسلم يصالحهم على بقائهم في ديارهم، حتى أهدت إليه "زينب بنت الحارث" زوجة "سلام بن مشكم" اليهودي - وكان ممن قتل في غزوة "خيبر " شاة مسمومة ، ووضعتها بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – فتناول منها قطعة فمضغها ولم يبلعها ،

ثم قال " : إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم " ،

ثم دعا النبي – صلى الله عليه وسلم- المرأة فاعترفت بما فعلت
فقال لها : " ما حملك على هذا ؟" .
فقالت : قلت إن كنت ملكًا استرحنا منك بعد أن يقتلك السم،
وإن كنت نبيًّا فسوف يخبرك ربك

فعفا النبي - صلى الله عليه وسلم- عنها ،

ولكن بعد أن مات الصحابي "بشر بنالبراء بن معرور" الذي أكل من الشاة قتلها النبي – صلى الله عليه وسلم- قصاصًا لصاحبه ،

وقد ظل النبي – صلى الله عليه وسلم- يعاوده أثر ذلك السم حتى توفاه الله – عز وجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق