لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الشخصية اليهودية في التراث العربي عامة والفلكلوري منه خاصة

ابوبكر خلاف
باحث - مترجم عبري
*المرجع : موسوعة اليهودية والصهيونية" عبد الوهاب المسيري


ارتبطت الشخصية اليهودية في التراث العربي عامة والفلكلوري منه خاصة بسمات معينة
منها الظاهر العام كالانف الطويل والنظارة الدائرية الصغيرة ، والسمة الصوتية من خلال التميزبالصوت الرخيم ( الخنفان ) حيث اغلب الحروف تمر بمخرج الخيشوم عند التلفظبها طوعا وكرها،

اضافة الى صفات خلقية ارتبطت بهذه الشخصية كالتعامل بالربا والبخل الشديد والمكر والدهاء والتلون والجبن وجذب عطف الآخرين واقناعهم من خلال اظهار المسكنة والضعف...الخ

وارتبط ذلك في العقلية التراثية لدينا كعرب الى حد الصاق المتشبه بهذه الصفات بيننا- مزاحا- بوصف اليهودي ، كما جرى العرف على تحذير من يخالط اليهود من النسوة اليهوديات وغوايتهن، اذ ان استخدام المرأة في تحقيق المآرب الشخصية يعد سمة ومسلك يهودي متميز- وفقا للفكر العربي العام قديماوحديثا

فاليهودي بامكانه ان يضحي باعز مايملك من اجل المصلحة الشخصية أوالثراء وتهون المرأة كوسيلة في سبيل ذلك فهي تستطيع الوصول الى كل بعيد وايناس كل وحيد

واذا كان هذا هو الشائع لدينا او في تراثنا العام عن الشخصية اليهودية.. يمكننا القول من خلال الدراسة بان هذه القضية " العرق اليهودي" لم تشغل العرب وحدهم وانما شغلت كذلك اغلب الشعوب التي عاش اليهود بين ظهرانيها

وقد تناول الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته بخصوص ذلك مانصه :

العرْق

هو جملة السمات البيولجية (مثل حجم الجمجمة ولون الجلد أوالعيون أو الشعر... إلخ) التي يُفترَض وجودها في جماعة بشرية وتَميُّزها بشكل حتمي بيولوجي) عن غيرها من الجماعات

وكلمة «عرْق» ترادف أحياناًكلمة «سلالة» أو «جنس» أو «دم»

وهناك تقسيمات عدّة للسلالات أو الأعراق أو الأجناس البشرية المختلفة أو الدماء التي تجري في عروقها

وهناك اتجاه صهيوني يؤمن بأن ثمة عرْقاً يهودياً مستقلاً، وأن أساس الهوية اليهودية والشخصية اليهوديةهو الانتماء العرْقي

ولعل المفكر الصهيوني موسى هس (1812 ـ 1875) مؤسِّس الفكرة الصهيونية (في ديباجتها الاشتراكية) هو أول من طرح تعريفاً لليهودعلى أساس بيولوجي أو عنصري حين ذكر أن العرْق اليهودي من الأعراق الرئيسة في الجنس البشري، وأن هذا العرْق حافظ على وحدته رغم التأثيرات المناخية فيه، فحافظت اليهودية على نقاوتها عبر العصور

وقد تنبأ هذا المفكر الصهيوني بأن الصراع بين الأجناس سيكون أهم الصراعات، وأسهم في المحاولة الرامية إلى التمييز بين العنصرين الآري والسامي،

وهو التمييز الذي قُدِّر له أن يكون بعد عدة سنوات أحد المفاهيم الأساسية التي تبناها مُنظِّرو الفكرالعنصري الأوربي

وقد داعبت هرتزل فكرة الهوية العرْقية، فترة من الزمن على الأقل فاستخدم عبارات مثل «الجنس اليهودي» أو }النهوض بالجنس اليهودي }

كما أنه كان يفكر في تمييز اليهود عن غيرهم على أساس بيولوجي

وعندما قام هرتزل بأول زيارة له إلى معبد يهودي في باريس، كان أكثر ما أثار دهشـته التشـابـه العرْقي الذي تصوَّر وجوده بين يهود فيينا ويهود باريس : « الأنوف المعقوفة المُشوَّهـة، والعيون الماكرة التي تسترق النظـر »

كما يقول ماكس نوردو الذي يُعَدُّ واحداً من أهم مفكريالعنصرية الغربية (حتى قبل تَحوُّله إلى الصهيونية)، في لغة لا تقبل الشك وتخلو تماماً من الإبهام، إن اليهودية ليست مسألة دين وإنما هي مسألةعرْق وحسب

ولا يخرج مارتن بوبر في تعريفه لليهودي عن هذا الإطار، رغم استخدامه مصطلحه الحلولي الكموني العضوي لنقل فكرته، فقد تحدَّث عن:

« أزليةالأجيال كجماعة يربطها الدم فالدم قوة مُتجذِّرة في الفرد تغذيه، والدم هو الذي يحدد المستويات العميقة لوجودنا، ويصبغ صميم وجودنا وإرادتنا بلونه والعالم من حوله إن هو إلا آثار وانطباعات، بينما الدم هو عالم الجوهر »

ونظراً لأن الدم الذي يجري في عروق اليهود يربطهم بالتربة، فقد كان بوبر يشير إلى اليهود باعتبارهم آسيويين لأنهم إذا كانوا قد طُردوامن فلسطين، فإن فلسطين لم تُطْرَد منهم

ويبدو أن مسألة الدم هذه لم تكن شائعة في صفوف الفلاسفة والصهاينة المتأثرين بالتراث الألماني وحسب، بل كانت شائعة في صفوف الصهاينة الأنجلو ساكسون أيضاً

فقد ادَّعى الزعيم الصهيوني نورمان بنتويتش، في حديث أدلى به في عام 1909، أن اليهودي لايمكن أن يكـون مواطناً إنجليـزياً كاملاً مثل هـؤلاء الإنجليز الذين وُلـدوا لأبوين إنجليزيين وانحدروا من أسلاف خلطوا دماءهم بالإنجليزلأجيال كثيرة

وعرَّف الأمريكي لويس برانديز اليهودية، في خطاب ألقاه في عام 1915، بأنها مسألة تتعلق بالدم وذكر أن هذه الحقيقة لقيت قبولاً من جانب غيراليهود الذين يضطهدون اليهود، ومن جانب اليهود الذين يُحسِّون بالفخر «عندما يُبدي إخوانهم من ذوي الدم اليهودي تفوقاً أخلاقياً أو ثقافياً أوعبقرية أو موهبة خاصة، حتى إذا كان هؤلاء النابهون قد تخلوا عن الإيمان بالدين، مثل إسبينوزا أو ماركس أو دزرائيلي أو هايني

ويبدو أن الصهاينة حاولوا، على طريقة المفكرين العنصريين في الغرب، أن يُثبتوا أنهم عرْق مستقل بطريقة علمية وليس فقط على طريقة بوبر الفلسفية

ولذا، فإننا نجد في صفوفهم كثيراً من «العلماء » المهتمين بهذه القضية

وقد أشار عالم الاجتماع الصهيوني آرثر روبين إلى "الكتابات المتعلقة بقضية الجنس اليهودي" وأورد في كتابه اليهود في الوقت الحاضر أسماء كثير من «المراجع القيمة» في ذلك الموضوع. ومن بين الأسماء التي يذكرها اسم عالم صيهوني هو إغناتز زولتشان 1877) ـ 1948) الذي وصف اليهود بأنهم « أمة من الدم الخالص لا تشوبها أمراض التطرف أو الانحلال الخلقي

وقدَّم روبين نفسه تعريفاً عرْقياً لليهود بيَّن فيه أنهم استوعبوا عناصرعرْقية أجنبية بدرجة محدودة، ولكنهم في أغلبيتهم يمثلون جنساً متميِّزاً،على عكس ما هو سائد في دول وسط أوربا

وكان اللورد بلفور، الصهيوني غير اليهودي، يفكر في اليهود على أساس عرْقي،

وربما كان من المهم هنا أن نتذكر أن إحدى المسودات الأولى لوعد بلفور كانت تدعو إلى إقامة « وطن قومي للجنس اليهودي »، وهي جملة تحمل في طياتها تعريفاً بيولوجياً واضحاً للهوية اليهودية

ثمة، إذن، إجماع صهيوني على التعريف العرْقي لليهودي وهو أمر متوقع ومفهوم، فقد كانت الصهيونية تبحث عن الشرعية من أوربا لا من اليهودية،ولذا كان عليها أن تصبح عرْقاً مستقلاً لأن العرْق المستقل وحده هو الذي من حقه أن تكون له دولة مستقلة (حسب الإطار المعرفي السائد في أورباالعلمانية)

ولكن من الواضح أن تعريف اليهودي كعضو في عرْق مستقل أمر مغرق في الخيال والوهم، إذ يدحض واقع الأقليات اليهودية بسهولة مثل هذه الأساطير وكان على الصهاينة بالذات أن يتعاملوا لسوء حظهم مع يهود بيض ويهود سود وبضعة يهود صفر إلى جانب الكثير من الظلال اللونية

وكما أشرنا ، فقد كان هرتزل معجباً بالنظرية العرْقية، ولكنه كان صديقاً لإسرائيل زانجويل (1864 ـ 1926) الروائي الإنجليزي والزعيم الصهيوني اليهودي ذي الأنف الطويل والشبيه بأنوف الزنوج والشعر الكث الحالك السواد) وكانت نظرة واحدة إليه تكفـي، على حدّ قول هرتزل نفسه، لدحض أي تصور عرْقي لليهــود )

وثمة سبب آخر لاختفاء التعريف العرْقي لليهود يرتبط بالمجال الدلالي لكلمة )) عرْق )) إذ أنه بحلول الثلاثينيات كانت الحياة في الغرب قد تحولت عن العنصرية التي فقدت إلى حدٍّ كبير ما كانت تحظى به من قبول وتأييد في الأوساط العلمية
وكما يقول الزعيم الصهيوني ناحوم سوكولوف:

بعد أن عشناعصراً أصبحت فيه كلمة «عنصر» أو «عرْق» معادلة للقسوة والبربرية، فإن معظمالناس ينفرون من استخدام هذا المصطلح

ويُضاف إلى هذا أن علم الأجناس قد أظهر أن هذا المصطلح لا يمكن أن يُطبَّق حقاً على اليهود، وذلك رغم أنه كان من المعتاد تماماً الإشارة إلى اليهود في عصر ما قبل هتلر على أنهم جنس

وكان الكثيرون يعتقدون أن يهودية المرء مسألة تتعلق بمولده وسماته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق