لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 8 سلالة طاهرة





وقفنا المرة اللي فاتت عند وفاة سيدنا داوود عليه السلام
وجاء بعده إبنه سليمان عليه السلام وهو الإبن التاسع عشر لأبيه لكن الحقيقة تنصيب سليمان ملكاً علي بني إسرائيل كان ليه مقدمات طبعاً ...
أول المقدمات دي قصة جميلة أيام داوود عليه السلام

في يوم من الأيام كان داوود عليه السلام جالس كعادته بين الناس ينظر في مشكلاتهم وكان معه سيدنا سليمان اللي كان عنده 13 سنة فقط وجاء رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر
وقال له صاحب الحقل : سيدي النبي إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل، وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض
قال داود لصاحب الغنم : هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟
قال صاحب الغنم : نعم يا سيدي
قال داود : لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته
وقال سيدنا سليمان وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده : عندي حكم آخر يا أبي
قال داود : قول يا سليمان
قال سليمان : أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم
ليستفيد من صوفها ولبنها ويأكل منه، فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم
قال داود : هذا حكم عظيم يا سليمان الحمد لله الذي وهبك الحكمة

فيه قصة تانية كانت دليل قاطع علي أحقية سليمان عليه السلام للنبوة والملك من بعد أبيه داوود وهي
عندما بلغ داوود عليه السلام المائة عام من عمره نعم مائة عام مليئة بالحروب والنضال الجهاد والكفاح وحكم بني إسرائيل ...
حكم بني إسرائيل كان صعب جداً يا جماعة دول ناس ماكنوش بيرضوا علي نبي ولا ملك طالما هو مش غني ولا عنده ذهب
فالمال والذهب كان أساس المُلك عند بني إسرائيل

المهم إن سيدنا داوود لما أراد أن يخلف ولداً له في الملك أخبر سيدنا جبريل بالأمر اللي أشار عليه بأن يسأل ولده سليمان عدة
أسئلة أمام الرهبان والقضاة والشعب فإن أجابها فإنه أحق بخلافتك وفعلاً جمع الناس كلها وجاء بالأسئلة
اللي كانت طبعاً بإملاء من جبريل عليه السلام

ودار الحديث الشيق دة بين الأب وإبنه

قال داوود يا بني : ما أقرب الأشياء و ما أبعدها ؟
رد سليمان : أقرب الأشياء الآخرة وأبعدها مافاتك من الدنيا
قال داوود : ما أكثرالأشياء أُنساً وما أوحشها ؟
رد سليمان : أكثر الأشياء أُنسا جسداً به روحاً وأكثر الأشياء وحشة جسداً لا روح فيه
قال داوود : ما أحسن الأشياء وما أقبحها؟
رد سليمان : أحسن الأشياء الإيمان بعد كفر وأقبح الأشياء الكفر بعد الإيمان
قال داوود : ما أقل الأشياء وما أكثرها في الحياة
رد سليمان : أقل الأشياء هواليقين وأكثر الأشياء هوالشك
قال داوود : ما القائمان وما الساعيان
رد سليمان : القائمان هما السموات والأرض والساعيان هما الشمس والقمر
قال داوود : ما المشتركان وما المتناقضان
رد سليمان : المشتركان الليل والنهار والمتناقضان الموت والحياة
قال داوود : ما الأمر الذي إذا ركبه الإنسان حمد آخره وما الأمر الذي إذا ركبه الإنسان ذم أخره ؟
رد سليمان : الأمر الذي إذا ركبه الإنسان حمد آخره الحلم عن الغضب والأمر الذي إذا ركبه الإنسان ذم آخره هو عدم الحلم عند الغضب

قال داوود : يا بني أوصيك وصية
إياك والهزل فإن نفعه قليل ويهيج العدواة بين إخوانك ،
إياك والغضب فإن الغضب يستخف بصاحبه ، وعليك بتقوي الله وطاعته فإنهما يغلبان كل شئ
وإياك وكثرة الغيرة علي أهلك من غير شيئ فإن ذلك يورثك سوء الظن بالناس ، و إقطع طمعك من الناس فإن هذا هو الغنى ،
إياك وما يٌعتذر منه من قول أو عمل ، وعود لسانك الصدق وإلزم الإحسان ، وإن إستطعت أن يكون يومك أفضل من غدك فافعل ، ولا تجالس السفهاء ، ولا ترد علي عالم ولاتماريه في الدين ، وارجو رحمة الله فإنها وسعت كل شئ

بعد ذلك مات داوود وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ورثه في النبوة والملك ليس المقصود وراثته في المال، لأن الأنبياء لا يورثون . إنما تكون أموالهم صدقة من بعدهم للفقراء والمحتاجين، لا يخصون بها أقربائهم

قال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم : نحن معشر الأنبياء لا نورث
ربنا سبحانه وتعالي إستجاب لدعوة سيدنا سليمان
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي
فأعطي سليمان ملك لم يعطه أحد من قبله ولن يعطه أحد حتي يوم القيامة
وكمان سخر له الجن فكان يأمرهم ببناء القصور والتماثيل والأواني والقدور وكانت تغوص في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والياقوت والمرجان
كمان سخر الله عز وجل لسليمان الريح فكانت تسير بأمره فكان بيستعملها في الحروب لأنه كان عنده بساط خشبي ضخم جداً وكان يأمر الجيش بركوب البساط ده وينقلهم للمكان المطلوب بسرعة خارقة

وزى ما ربنا أنعم علي داوود وألان له الحديد أنعم علي إبنه سليمان وأسال له النحاس وعلمه كيف يصهره ويستفيد منه في الحرب والسلم
ونختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام اللي كان مكون من البشر ، والجن ، والطيور وطبعاً كان عارف لغتها
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ

كان سليمان بن داود إذا سافر أو أراد سفراً قَعَد على سريره، ووضعت الكراسي يمين وشمال، فيأذن للإنس، ثم يأذن للجنّ ، فيكونون خلْف الإنس، ثم يأذن للشياطين بعد الجنّ فيكونون خلْف الجنّ، ثم يرسل إلى الطير فتظلّهم من فوقهم، ثم يرسل إلى الريح فتحملهم وهو على سريره، والناس على الكراسيّ فتسير بهم، رايحة شهر وراجعة شهر، رخاء في أي مكان ، ولا عواصف ولا سكون حاجة كدة وسط
إتفرجوا ياملوك دلوقتي وإتعلموا من أسيادكم !

وفي قصة جميلة عن سيدنا سليمان بتبين قد إيه إنه كان دائم الإستغفار والتوبة
كان سليمان عليه السلام - يحب الخيل كثيرا، خصوصا نوع إسمه (بالصافنات) وهي من أجود أنواع الخيول وأسرعها
وفي يوم من الأيام، بعد العصر بدأ استعراض هذه الخيول أمام سليمان ، وتذكر بعد الروايات أن عددها كان أكثر من عشرين ألف جواد، فأخذ ينظر إليها ويتأمل فيها، فطال الاستعراض، فشغله عن ورده اليومي في ذكر الله تعالى، حتى غابت الشمس ، فانتبه ، وأنب نفسه لأن حبه لهذه الخيول شغله عن ذكر ربه حتى غابت الشمس، فأمر بإرجاع الخيول له
فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ وهنا في روايتان كلاهما قوي
رواية بتقول أنه أخذ السيف وبدأ بضربها على رقابها وأرجلها، حتى لا ينشغل بها عن ذكر الله
ورواية تانية بتقول أنه كان يمسح عليها ويستغفر الله عز وجل ، فكان يمسحها ليرى السقيم منها من الصحيح لأنه كان يعدّها للجهاد في سبيل الله

السؤال اللي بيفرض نفسه في كل حلقة مع إختلاف الأنبياء .. هل سلم نبي الله سليمان من ظلم وغدر بني إسرائيل ؟

أكيد هتقولوا ... أه ... طبعاً ... أكيد ... لازم يسلم من شرهم لأن الله عز وجل أطاع وأخضع له الجن والشياطين والطيور .. يعني هيقدر ونص علي شوية بشر زي بني إسرائيل ...
عموماً ماتسبقوش الأحداث بني إسرائيل هم الشعب الوحيد اللي تتوقعوا منه أي حاجة!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق