لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 6 كل حاجة ضاعت






وقفنا المرة اللي فاتت عند وفاة سيدنا هارون ثم سيدنا موسي عليهما السلام وبعد كدة خلافة يوشع بن نون لهما والحقيقة الأخبار الموجودة عن هذا الرجل قليلة جدا لكن هـاسردها برضه لأنها بتوضح كتير من ملامح بني إسرائيل في الوقت ده
يوشع بن نون ... يقال إنه هو الغلام اللي كان مع موسي عليه السلام في قصة سورة الكهف مع الخضر
يوشع بن نون ... هو النبي اللي ربنا سبحانه وتعالي أخرج علي يديه بني إسرائيل من سيناء وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم
لكن الحكاية إيه بالتفصيل ...
الحكاية تبدأ من التيه ... فاكرين لما موسي عليه السلام أمر قومه بدخول بيت المقدس وقتال من فيه لكن قومه رفضوا بسبب خوفهم وتعودهم علي الذل والإستكانة ، الحقيقة إن كان فيهم إثنين بس هما اللي وافقوا موسي علي القتال كان منهم يوشع بن نون وكان فتي وغلام صغير لكن بعد 40 سنة من التيه أصبح قائداً كبيراً وكمان أصبح نبياً من أنبياء بني إسرائيل
40 سنة أكيد كانت كفيلة بمحو جيل كامل
جيل إتربي علي الذل والهوان والإستكانة
جيل خذل نبيه في كل شئ
جيل فشل في كل إختبار بإرادته
رغم كل الآيات و المعجزات والخوارق اللي شافها إلا إنه دائماً وأبدا كانت راسه في الأرض
المهم خلاص جيل جديد نشأ وإتربي علي يد موسي وهارون و يوشع بن نونجيل يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويؤمن بالله ورسله – جيل خارج مع نبيه يوشع بن نون لتحرير الأرض المقدسة وفعلاً عدي نهر الأردن وخلاص علي أبواب إريحا اللي كانت في الوقت دة من أحصن المدائن وكانت قصورها عالية جداً لدرجة إن يوشع بن نون عليه السلام حاصرها لمدة 6 شهور من غير أي نتيجة والحقيقة كان لازم معجزة عشان يدخلوا المدينة دي
واستمراراً لمسلسل الآيات والمعجزات لبني إسرائيل أعطاهم الله سبحانه وتعالي مالم يتخيلوه والقصة إن اليهود معروف طبعاً عنهم إنهم مابيعملوش حاجة يوم السبت ، يعني لا بيشتغلوا ولا بيحاربوا وكان سيدنا يوشع خايف جدا إن لو توقف القتال يروح النصر فدعي الله إن يحبس الشمس ، يعني ماتغيبش
ناس قالوا إنها رجعت مكانها وناس قالوا إنها وقفت وماتحركتش وناس قالوا إنها كانت بطيئة في حركتها وأكيد أي حاجة من دول معجزة في حد ذاتها
المهم قاتلوا وإنتصروا وصدر لهم الأمر الإلهي بدخول المدينة سجداً أي راكعين مطأطئي الرأس شاكرين الله عز وجل لأنه من عليهم بالفتح وأمروا أن يقولوا ساعة دخولهم المدينة حِطَّةٌ يعني حط عنا خطايانا التي سلفت وجنبنا الذي صدر من آبائنا –
المفاجأة بقي إنهم رفضوا وخالفوا كل هذا قولا وفعلاً يعني دخلوا المدينة بكل كبر وتعالي وقالوا كلام غير اللي اتقال لهم فأصابهم عذاب من الله بما ظلموا
كانت جريمة الآباء هي الذل وأصبحت جريمة الأبناء هي الكبرياء والإفتراء

طبعا دي ماكانتش لا أول ولا آخر جريمة يرتكبها بني إسرائيل والحقيقة إن القرآن ذكر إنهم بعد موسي عذبوا رسلهم كثيراً حتي إنهم كانوا بيقتلوهم ، مش كدة وبس دي التوراة ذات نفسها بقت في إيديهم زي القراطيس مرة يبدونها ومرات كتيرة يخفونها حسب المصلحة وحسب الظروف

كمان كان معهم تابوت العهد وهو تابوت كان فيه بقية ماترك موسي وهارون ويقال طبعاً إنه كان فيه بقية من ألواح التوراة اللي نزلت علي موسي وكان للتابوت ده منزلة كبيرة عندهم فكان بيمدهم بالبركة في حياتهم والسكينة والثبات في وقت الحروب فلما ظلموا أنفسهم ورفعت التوراة من صدورهم ضيعوا كمان تابوت العهد منهم في حرب من حربوهم اللي اتهزموا فيها

بعد كدة ساءت أحوالهم جداً بسبب ذنوبهم الكتيرة ومرت سنين وسنين وإشتدت الحاجة لنبي يظهر عشان ينتشلهم من الضياع ده ومن بِركة الخطايا اللي غرقوا فيها
وكان مين ؟ مين ؟ مين ؟ أشموئيل طبعاً
أشموئيل بالعبرانية يعني إسماعيل أو سمع الله دعائي
وفي يوم من الأيام راح بني إسرائيل لنبيهم وعلي غير العادة طلبوا منه طلب غريب جداً ...إسمع الحكاية دي
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما
سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى ..
قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى
قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا .
قال نبيهم وكان أعلم بهم : هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم .
قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منهاالملوك أبناء يهوذا أو سبط يهوذا كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه؟
قال نبيهم: إنالله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه .
قالوا: ما هي آية مُلكه؟
قال لهم نبيهم: يسترجع لكم التابوت تجمله الملائكة
طبعاأ الطلب الغريب هنا إنهم بنفسهم طلبوا يقاتلوا في سبيل الله واستعادة أرضهم ومجدهم!!

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إسرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ،

ووقعت المعجزة وعادت ليهم التوراة من جديد ، وبعد كدة جهز طالوت الملك الجديد جيشه وراح يقاتل المدعو جالوت وهوالظالم اللي شرد وطرد بني إسرائيل وهو في الطريق أعد طالوت لجنوده إختبار ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش، وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم فقال لهم سنصادف نهرا في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ

َ وفعلا مافضلش معاه غير 313 رجلاً طبعا هما دول الشجعان اللي إستحملوا وأطاعوه في الوقت اللي كان فيه عدد جيش العدو كبير جدا فحس الشجعان دول إنهم أضعف من جيش العدو وقالوا : كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍! لكن المؤمنون منهم قالوا النصر مش بالعدة والأسلحة والذخيرة إنما النصر من عند الله
قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين، وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ،

ووقف جالوت في دروعه الحديد وسلاحه وطلب واحد يبارزه ، طبعاً الكل خايف مرعوب من الملك ده ، إلا غلام صغير راعي غنم شق الصفوف ووقف متحدياً هذا الغلام هو داوود وكان مؤمناً بالله يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقة في الكون دة وإن العبرة مش بكثرة السلاح ولا ضخامة الجسم ومظهر الباطل
وكان الملك، قد قال : من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنتي.. لكن داود ماكنش مهتم قوي بالإغراءات دي .. كان عايز بس يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار وظالم ولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود أن يبارز جالوت.. وتقدم داوود بعصاه و5 أحجار ومقلاعه المقلاع حاجة كدة زي النبلة وكان قدامه ملك بدروع وأسلحة
طبعاً سخر جالوت من داوود لكن داوود وضع حجر في مقلاعه وطوح بيه ناحية طالوت فأصابه فقتله علي الفور وبدأت المعركة بعد كدة وإنتصر طالوت وجنوده
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق