لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

هؤلاء هــم الصــهاينة



بقلم : مجدي إبراهيم محرم


قولوا لنا بالله يا حكامنا الأشاوس من أي لحم ودم أنتم ؟!!
تتكحلون بالعجز والصمت والفشل وأنتم قادرون علي فعل الكثير!!فبقليل
من المال أنتم قادرون على عمل قنوات فضائية تخاطب العالم لتكشف عهر
الصهاينة وإجرامهم البشع وأن تقدموا الحقيقة للعالم عن طريق
الإعلام الصادق الشجاع وبقليل من المال أنتم قادرون على طباعة
سلسلة من الكتب بمختلف اللغات لتقدموا بالصور والتحليل والوثائق
الممارسات العدوانية والانتهاكات الإجرامية ضد شعبنا العربي
والإسلامي في كل مكان


منذ أكثر من نصف قرن والفلسطينيون وحلفاؤهم من الدول العربية لا
يزالون هدفا لإرهاب إسرائيلي قاسٍ لقد احتل الصهاينة أرض فلسطين
في نهاية الأربعينات وأخرجوا سبعمائة ألف فلسطيني من مساكنهم
باعتماد أعمال إرهابية على نطاق واسع ومن بين تلك الأعمال مذبحة
دير ياسين السّاديّة والتي أزهق فيها أرواح مائتين وأربعة وخمسين
فلسطينيا غالبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال لقد كانت مذبحة
غاية في القسوة والوحشية حيث بقر اليهود بطون الحوامل وبعد أن
أراقوا تلك الدماء،
أعلن القتلة عمدا عن ذلك الحادث ليهلع
الفلسطينيون ويجبروا على ترك مساكنهم وأعمالهم، تلك المساكن
والأعمال التي لم يسمح لهم إلى الآن بالرجوع إليها.
لقد تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " مناحم بيجين " أحد
المشاركين في هذه المذبحة المريعة، بأهمية عملية دير ياسين في
كتابه التمرد فقال: لقد كان من المستحيل أن تظهر دولة إسرائيل على
الوجود دون "النصر" الذي تحقق في دير ياسين "لقد نفذ الهجانا
هجماتهم على جبهات أخرى .. وفي دولة عمّها الإرهاب، ترك العرب دير
ياسين وأعينهم تذرف الدمع"
ولم تتوقف المذابح عقب إقامة الدولة اليهودية؛ بل استمرت في أوقات
السلم والحرب


إن المتأمل في بدء نشأة الكيان الصهيوني يري أن مشروع هرتزل نبي
الصهاينة اتسم بمغالطات تاريخية وسياسية كبيرة جداً إضافة إلى
كونه نافق واستدر عطف الدول الأوروبية والسلطان العثماني للوصول
إلى أهدافه التوراتية بالمال والضغوط السياسية لشراء وطن ليهود
العالم، هؤلاء اليهود منذ آلاف السنين لم يجمعهم جامع ولا سوق
مشتركة ولا إنتاج مشترك وإن تشابهت أعمال المرابين الجشعين منهم
وإثارتهم الدائمة للفتن واستخدامهم لدماء البشر لعمل فطائرهم
الشهيرة في عيد الفصح وإن لم يكن لديهم وطن أو أرض توحدهم في إطار
ما أسماه هرتزل "شعب يهودي" أو "أمة يهودية" فالأمة الألمانية
والأمة الفرنسية مشكلتان منذ آلاف السنين وتتمتع كل منهما بميزات
حقيقية، أما ادعاء هرتزل فذلك نابع من "الحلم التوراتي الديني
المزيف " الممزوج بحلم صهيوني وأحباء صهيون (برغم علمانية هرتزل
وكراهيته للعلمانيين) وقد لعب هرتزل على وتر التخلص من الاضطهاد
والفقر الذي تعرضوا له في أوروبا في القرون الوسطى


ولعل تبنيه لإقامة دولة يهودية تجمع يهود الشتات، بضمان عامل جوهري
(التهجير) إذ كيف يمكن للتهجير أن يؤسس لدولة تحمل ميزات الشعب، أو
الأمة؟! وهو يؤكد بأن ما جاء في كتابه من العقائديات كان مجرد فكرة
متواضعة لم يدر كيف ستستقبله الطائفة اليهودية؛ وأكبر برهان على
ذلك أنه اقترح إقامة كيان لليهود في الأرجنتين ويتضح ذلك في رسالة
هرتزل مع سيدني ويتمان ولقد أكد هرتزل وغيره أن الصهيونية يمكن
أن تكون حلاً جزئياً جداً للمسألة اليهودية لأن جزءاً صغيراً من
يهود أوروبا يريدون الهجرة إلى "أرض الميعاد" أينما كانت تلك الأرض
في الأرجنتين، أو الكونغو، أو قبرص، أو فلسطين

ولقد ساعدت الدول الأوروبية ومصالح أغنياء اليهود من التخطيط جيداً
للتخلص من المشكلة اليهودية بدعم انبثاق الهوية اليهودية الجديدة
التي وفرت لها الظروف من خلال اضطهاد اليهود في أوروبا،
وقانون العودة الإسرائيلي الذي صدر عام 1950م خطط له منذ زمن بعيد
جداً من أيام بونابرت حتى هرتزل وتضمن بأنه يحق لكل يهودي أن يهاجر
فوراً إلى الدولة ضمن إجراءات إدارية وقانونية وأسطورية، حسب
(الهالاغاه) وأرض الميعاد وقد عبّرت أفواج المهاجرين اليهود
وتدفقها عن اعتبارات خاصة فهم يأتون بمهاجرين جدد إلى فلسطين تحت
تأثير الدعاية الصهيونية،


أما الدعوات السابقة للتحالف تحت النجمة الصهيونية قبل الدعوة
المدبرة من نابليون والرأسمالية الصهيونية فقد كانت دعوات فردية لم
تكلل بالنجاح ولم يكن لها الصوت الذي أحدثه هرتزل ومجموعة مؤتمر
بازل بسويسرا لأن الأفكار دائما تحتاج إلى رأس المال لكي يساندها
فعلي سبيل المثال لا الحصر ظهرت حركات مريبة في ظل الإسلام لعل
أشهرها حركة الداعية اليهودي "أبو عيسى الأصفهاني" الذي عاش في عهد
الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي دعا أبناء طائفته إلى
التجمع في كيان له صفة سياسية وعقائدية به، وبعد وفاته جاء بعده
الراعي أو (الداعي) يودجان وتنسب إليه طائفة يهودية تدعى
(اليودجانية) كذلك ظهر في سوريا أيام الخليفة العادل عمر بن عبد
العزيز يهودي (سيرنوس) ادّعى أنه المسيح ودعا إلى مجتمع فوضوي
ملتزماً بالحرية المطلقة وإلغاء سلطة الخليفة وتعطيل الشرائع
السماوية وإباحة النساء دون زواج


كما قام كردستان يهوذا (داوود الرائي) المولود في مدينة آمد
بكردستان 1163م باستخدام علوم السحر والشعوذة وعلوم الدين اليهودي
ومارس عمله بإتقان وادّعى أنه المسيح المنتظر ودعا لاحتلال فلسطين
وإعلان دولة إسرائيلية وأشاع الفوضى في المجتمع الإسلامي وظهر في
المدينة المنورة (خيبر) داوود الرأوبيني 1490م مدعياً بأنه الوريث
الشرعي للعرش اليهودي في خيبر التي احتلها الرسول الأكرم وتعاون مع
بابا روما وملوك أوروبا ومدوه بالسلاح والأموال لطرد المسلمين من
(خيبر) وقابل كليمنت السابع في الفاتيكان 1524م واستقبلوه باحتفال
ضخم رسمياً وبحضرة ملك البرتغال، رغم أن اليهود حينها دخلوا في
المسيحية في إسبانيا والبرتغال، أما ديجو بيريز (سالمون مولخو) فقد
قام المسيحيون بحرقه لأنه ارتد عن المسيحية إلى اليهودية بتهمة
الكفر وأُلقي القبض على داوود الرأوبيني الذي اتهم بالسحر والشعوذة
والكذب فسقط بين أيدي الإسبان وسجن ثم قتل مسموماً .‏
إضافة إلى ذلك كله فشلت محاولات الدعوة إلى إقامة الدولة اليهودية
في فلسطين، قبيل هرتزل لم يتمكن هؤلاء اليهود المشعوذون القيام
بأية حركة تذكر من أجل ذلك حتى أن الأسر اليهودية بعد محاكم
التفتيش في إسبانيا هربت إلى أمستردام وفرانكفورت ولندن أي إلى غرب
أوروبا حتى شرقها أو إلى الولايات الأوروبية الداخلية، إيطاليا
وشمال أفريقيا وإيران والعراق

وقصص عائلة يوسف النسيء دليل على محاولات تجميع أنفسهم لتشكيل
مجموعات ضغط. وعلاقة يوسف مع (موشيه هامون) طبيب السلطان العثماني
بالقسطنطينية تمثل حالة التشرد والضياع والبحث عن الذات ووالد
موشيه هامون (يوسف هامون) من الهاربين من محاكم التفتيش الإسبانية
عام 1492م، فكان موشيه ووالده مقربين من السلاطين بايزيد الثاني
وسليم الأول وحصلا على حظوة كبيرة في حضرتهما، وتمكن موشيه من أن
يكون له نفوذ واسع في أوساط الإمبراطورية، أما خالة يوسف النسيء
(غراسيا) من أغنياء لشبونة والبندقية، فقد صار مع خالته من أكبر
أغنياء وتجار الشرق الإسلامي وأطلق على المعبد اليهودي في استانبول
(معبد غراسيا منديس) وتزوج يوسف بـ(ريتا ابنة خالته) وخططا فيما
بعد للسيطرة على السلطان سليمان الثاني وحكمه وبمساعدة موشيه
هامون، قبل ظهور هرتزل بـ ثلاثة قرون لاحتلال أجزاء من فلسطين في
سبيل الوصول إلى أحلام توراتية بائدة.‏
طالب يوسف النسيء من السلطان تقديم إقليم (طبريا) ليكون ملجأ
يهودياً- قومياً لليهود من تعسف وظلم الإسبان وأعطاه أيضاً أرخبيل
جزيرة نيكسوس في اليونان حتى سمى نفسه حاكماً ودوقاً لطبريا
ومتصرفاً ببحر إيجه .‏
في نفس تلك الفترة تقريباً (1648م-1658م) عند التمرد القوزاقي الذي
قاده بوغدان شميلي نزاكي ضد بولونيا ويهودها المقيمين في أملاك
النبلاء الكاثوليك في بولونيا، تجذرت محاولات عديدة من الشعوب
وقياداتها لطرد اليهود واقتلاعهم وقتلهم لما أدوه من أدوار خطيرة
عبر الدسائس والمؤامرات، واحتكار التجارة


هنالك العديد من المواضيع والتواريخ التي يمكن كشفها في سلسلة
الأحداث التاريخية التي ترصد الغيتو اليهودي أو دور زعامات يهودية
حاولت الدعوة لتشكيل تجمعات، أو وطن ما في أماكن متعددة، وتوجهاتها
لجعل فلسطين توراتية قبل هرتزل بمئات السنين، حتى إن أفكار هرتزل
الأولية عما يسمى (الدولة اليهودية) كانت مجرد أفكار متواضعة فحسب
وهي دعوات مأخوذة عن ارتباط مصالح البارونات في المستعمرات
البريطانية مع مصالح الشركات اليهودية وبخاصة شركات آل روتشيلد،
وبالأخص بعد ظهور النفط واكتشافاته في عام 1917 م- وعام 1936م حيث
كرست المصالح المشتركة للهيمنة على منابع النفط وتطوير مواقفها
الاستراتيجية فيما بعد وكانت "إسرائيل" ولا تزال ركيزة متقدمة لتلك
المصالح


هذه هي البدايات

وهؤلاء هم الصهاينة
اتخذوا من ضعفهم قوة ومن دموعهم طريق إلي الأرض التي كم حلموا بها
حتى وصلوا إليها وفي تصوري أن تيودور هرتزل حينما عرض عدة أماكن
غير فلسطين لم يكن ذلك إلا عرضا فقط بينما حلمه وحلم الصهاينة من
قبله لم يكن إلا علي فلسطين وسنري دعوة نابليون فيما بعد كيف تركزت
في ورقته اليهودية وفي خطابه لليهود على فلسطين وعلى وجه الخصوص
القدس
هؤلاء هم الصهاينة
جمعوا أنفسهم من الشتات وكرسوا جهودهم لتحقيق المستحيل بينما نحن
العرب نمتلك كل مقومات الحياة من وحدة الأرض والجغرافيا والتاريخ
وقوة المال والمواد الطبيعية والروحية ويبقى لنا أن نفكر ونخطط
ونتحالف حتى نتمكن من القضاء على الخطر الآثم والجاثم على أنفاسنا
هؤلاء هم الصهاينة
لم يترددوا في السعي من أجل أهدافهم ونحن في عز قوتنا وفي عقولهم
وبين أعينهم الحلم الأكبر وهو تفتيت الدولة الإسلامية وتمزيق أوصال
العرب لم يترددوا في استخدام الإمبراطوريات والزعامات للسعي في
الضحك علينا وخداعنا باسم قراءة القرآن أو باسم الإيمان برسالة
الإسلام أو بأننا أولاد عمومة كما يردد العملاء فيما بيننا وأن
يتخذا الكذب سلاح أو طريق يمهد لهم تحقيق إمبراطوريتهم من النيل
إلى الفرات


هؤلاء هم الصهاينة
ساروا على الدرب فوصلوا وركعت لهم الهامات أخلصوا لوضع أول لبنة
ووضعوا أقدامهم على الطريق وكرسوا جهودهم لاختراقنا وتمزيق صفوفنا
بالطرق المباشرة وغير المباشرة ففلحوا وتملكوا وتمكنوا فهل تستيقظ
شعوبنا وحكامنا ليتعلموا من أجدادنا وليس من هؤلاء الأنجاس ليعيدوا
لنا مجدنا وقوتنا وعزتنا بالهمة إذا أرادوا وبالإرادة إذا صبروا
وجاهدوا ؟!!!
وفي الحلقة القادمة نستكمل المخططات الاستعمارية
الصهيونية لاختراق قلب العروبة والإسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق