لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

المشهد العاشر التهويد في الفكر التوراتي



كلنا عارفين ان النصوص التوراتية هي المكون الأساسي لرؤية اليهود للمدينة المقدسة

وعارفين كمان قد ايه قيمة وأهمية القدس بالنسبة لليهودي، فهي - حسب معتقده - مش بس مقر السياسة والحكم وقت سيدنا سليمان لكن هي كمان عاصمة الاله ومدينة الرب

يعنى هى دي المدينة اللي الرب استقر فيها وكمان هـ يُعْبَدَ فيها

"الرّب اختار صهيون واشتهاها مسكناً له"

ويطلق على القدس اسم "صهيون" في الموروث الديني حيث تضم جبل صهيون وقبر داود و'حائط المبكى'

وقد أصبحت المدينة مركزاً للدين اليهودي يتجه إليها اليهود ويذكرونها في صلواتهم وخصوصاً في احتفالاتهم بعيد الفصح حيث يرددون :

'نلتقي في العام القادم في أورشليم'

وهي أيضاً المدينة التي كانوا يحجون إليها ثلاث مرات في العام

فاليهود يربطون الأرض المقدسة بالشعب المقدس

كما أنهم يسمون الأرض الموعودة بـ "أرض الرّب

وقد سُمّيت في إصحاح زكريا 'بالأرض المختارة' التي اختارهاالرّب 'يهوه' ومعه شعبه المختار

كما أنهم يزعمون أن الرّب اختص بهااليهود واختار لنفسه 'أورشليم'

ومن هنا سُمّيت بـ 'مدينة الرّب' لأنهم يعتقدون أن 'يهوه' سيسكن فيها

وعشان كدة اليهود متمسكين قوي بالقدس لأن التفريط فيها يعني التفريط بمسكن الرّب 'يهوه'

المهم ان القدس فضلت على مر العصور اهم مراكز تشكيل الوعى الديني اليهودي، بدليل انها مذكورة فى الصلاة الأساسية في الديانة اليهودية 'شمونا إسراي' التي تتلى ثلاث مرات يومياً

كذلك فإن عبارةً شهيرةً من المزموز 137

"إن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني"

هي جزء من تلاوة الشكر التي يرددها اليهود بعد تناول الوجبات خلال أيام الأسبوع

أما بخصوص الهيكل فله قصة تانية فقد ظل اليهود عبر تاريخهم يتوجهون إليه في صلواتهم يملؤهم الشوق واللهفة لإعادة بنائه،

حيث ورد في سفرالملوك الأول

"أن اسم الرّب وضع في الهيكل إلى أبد الدهور"

ويعتبر الهيكل على هذا أقدس مقدسات اليهود،

ويعتبر قدس الأقداس أقدس شيء فيه وهو جزء من الهيكل نفسه اللى كان بيضم تابوت العهد

وفلسطين بالنسبة لليهود تقع في مركز الدنيا

والقدس في وسط فلسطين

والهيكل في وسط القدس

ويقع قدس الأقداس في وسط الهيكل

"فقدس الأقداس الذي في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم..... والهيكل كنز الإله ... وهو عنده أثمن من السماوات بل من الأرض التي خلقها بيد واحدة، بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما"

وحتي بعد ما اتدمر الهيكل على ايد الرومان فضل برضه قبلة الصلاة لليهود وفضلت برضه منطقة جبل الهيكل منطقة مقدسة

لكن على الرغم من الأهمية والقدسة والهالة الروحية دي

الا ان فيه نصوص اتعاملت مع بيت المقدس والهيكل بإهانات عظيمة

ففي سفر الملوك الأول يرد

"أن سليمان عليه السلام باني هيكل الرب في أورشليم اتخذ آلهة من دون الله"

وفي سفر الملوك الثاني يعلن الرّب رفضه للمدينة المقدسة

'إني أنزع يهوذا أيضاً من أمامي كما نزعت إسرائيل وأرفض هذه المدينة التي اخترتها أورشليم، والبيت الذي قلت يكون فيه اسمي'

وفي سفر حزقيال تُذكرالقدس بأقذع الأوصاف

'يا ابن آدم عرِّف أورشليم برجاستها'

والحال نفسها في مملكتي إسرائيل الشمالية والجنوبية حيث تلويث القدسية المُدّعاة لبيت الرّب في أروشليم وإدخال الأرجاس والأوثان إلى بيت هذا الرّب

حيث يرد في سفر الإخبار الثاني:

"حتى أن جميع رؤساء الكهنة والشعب أكثروا الخيانة حسبكل رجاسات الأمم، ونجّسوا بيت الرّب الذي قدّسه في أورشليم"

وإذاكان اليهود يستمدون شرعية مطالبهم بالمدينة المقدّسة من تعاليمهم الدينيةالمستوحاة من التوراة ، فإن هذه التوراة ذاتها تقول

"من أجل أن ملك يهوذاأساء أكثر من جميع الذي عمله الأموريون الذين قبله، ها أنذا أجلب شراً على أورشليم ويهوذا وأمسح أورشليم كما يمسح واحد الصحن"

فين بقى القداسة والوعد الالهي بعد أن يمسح 'الرّب' 'أورشليم' ويرفضها ولو كان الهيكل والقدس مقدسين لدى اليهود كما يدّعون لما عبد الشعب الإسرائيلي آلهة أخرى، ناسين الرب وهيكله وناعتين بيت المقدس والهيكل بأبشع وأقذع الأوصاف وهو ما يتضح من توراتهم وأسفارهم
ولا ننسى أن نَذْكُرَ بأن اليهودية الحاخامية تُحرّم العودة إلى فلسطين ومن ثم إلى القدس إلا في آخر الأيام وفي الوقت الذي يحدده الإله وبالطريقة إلى يقررها

وقد اتهم الحاخامات الصهيونية بأنها تسعى إلى التعجيل بالنهاية "دحكات هكيتس" وذلك بتحديها مشيئة الإله والضغط عليه لإجباره الماشيح (( المسيح )) على المجيء

حيث جاء في التلمود :
"لا تعودوا ولاتحاولوا أن ترغموا الإله".

إن ممارسة الإسرائيليين في بيت المقدس، ولا شك، هي الممارسة المتناقضة مع كل معاني القدسية والاحترام وهي ذات الممارسة التي تعاملت معظم تاريخها مع بيت المقدس والهيكل بإهانات عظيمة وبإسقاط لمكانتها وقدرها

شكرا للأستاذ / محمد عقل هلسة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق