لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في الأندلس ( الحلقة السادسة ج2 )



أهلا بيكم مرة تانية في مدونة التاريخ قبل الطبيخ وقفنا المرة اللي فاتت عند كلمة ابن حزم وبعدين عقبت بكلمة .... الحدق يفهم
ضعف وقلة حيلة الحكام المسلمين في الوقت ده هو اللي خلا اليهود يركبوا ويدلدلوا رجليهم وهو اللي خلا اعداء الأمة يسخروا من المسلمين ويقللوا من قيمتهم بعد ما كان المسلمين قوة لا يستهان بها
هو اللي خلا واحد زي ألفونسو السادس ملك قشتالة يقول لابن مشعل اليهودي رسول المعتمد ابن عبَّاد حاكم اشبيلية إليه
" كيف أترك قوماً مجَّانين ، تَسمَّى كل واحد منهم باسم خلفائهم وملوكهم وأمرائهم المعتضد والمعتمد والمعتصم والمتوكل والمستعين والمقتدر والأمين والمأمون، وكل واحد منهم لا يسلُّ في الذب عن نفسه سيفاً ، ولا يرفع عن رعيته ضيماً ولا حيفاً ، قد أظهروا الفسوق والعصيان واعتكفوا على المغاني والعيدان ؟ وكيف يحلّ لبشر أن يقرّ منهم على رعيته أحداً ، وأن يدعها بين أيديهم سدىً"
مش عارف ايه اللي فكرني بكلمة سيدنا عمر رضي الله عنه :
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
بعد اللي حصل في غرناطة والمرية اصبحت اشبيلية هي اهم وكر لليهود وكان حاكم اشبيلية هو المعتمد بن عباد عارفينه طبعا واتكلمنا عنه
والحقيقة الرجل ده كان متسامح ع الاخر مع اليهود لدرجة انه كان في بعض الأوقات بيجي علي المسلم ويظلمه عشان خاطر اليهودي
زي قصة المسلم اللي ضرب اليهودي في السوق لما اليهودي سب الاسلام راح حاكم المدينة عبد الله بن سلام قبض علي المسلم وحبسه طبعا الناس هاجت وماجت وثارت وخاف ابن سلام فبعث لحاكم اشبيلية المعتمد بن عباد وقال له الحقني اعمل ايه الناس متضايقة وزعلانة وغضبانة ع الاخر اتصرف ازاي
والحقيقة ابن المعتمد مقصرش وبعت جيش كبير مزود بخيرة رجاله وعلي رأسه وزيره الوليد ابن زيدون رغم الرجل ده كان مريض جدا لكن راح عشان كان سياسي محنك وكان عنده خبره كبيرة في التعامل مع اهل الذمة
وكل ده ليه بقي عشان يهدي الرأي العام ويمنع حدوث اي فتنة طائفية في المدينة وبالمرة يحمي اليهود من بطش المسلمين والحقيقة
انا مش مع الكتاب والمؤرخين اللي كتبوا في الواقعة دي بيأكدوا فيها علي عدل الحكام وانصافهم للإنسان بغض النظر عن الدين واللون والجنس وبالذات بقي مع اليهود
وسبب اختلافي معاهم ان ده مش اسمه عدل ده اسمه تخاذل وضعف وثبتت الاحداث التاريخية ان اليهودي ماينفعش معاه لا عدل ولا انصاف لنه هيركب ويدلدل رجليه وبعد كدة هيطلع لسانه
المهم ان اليهود كانوا عايشين في اشبيلية عيشة فل ع الاخر وسمح ليهم المعتمد انهم يشتغلوا في خدمة القصور وفعلا
عين اليهودي اسحاق بن باروخ العالم العالم الفلكي الشهير منجما في قصره
وخلاه رئيس الطائفة اليهودية في المملكة
وخلاه يتولي جمع وتسليم الجزية المفروضة علي اليهود
واصبح اسحاق من أغني أغنياء اشبيلية واحتضن الطلاب والمثقفون اليهود وقام برعايتهم
والحقيقة في وقته ازدهرت العلوم والفنون بالاضافة الي انه عمل مكتبة كبيرة جدا ضمت كتب كتيرة وكان بيعين فيها الموظفين اليهود واللي كان بيطلب منهم يجمعوا له الكتب من كل مكان وقدر اسحاق بن باروخ انه يتحصل علي اكبر عدد من الكتب اللي كانت في مكتبة يوسف بن اسماعيل بتاع غرناطة .. فاكرينه ؟ واللي فقدت في احداث غرناطة
والحقيقة مع ابن باروخ والموظفين اليهود اللي كانوا معاه كان فيه في اشبيلية عائلات يهودية كتيرة حصل اولادها علي وظائف حكومية وفضلت قريبة من السلطة والحكم فترة كبيرة زي عائلة كامنيل وعائلة ابن المهاجر واللي منها جاء أبو اسحاق ابراهيم بن مير بن مهاجر العالم الفلكي الشهير واللي منح كذا لقب منها لقب وزير
حتي سرقسطة في عصر الطوائف ماكانتش تختلف كتير عن غرناطة والمرية واشبيلية وعاش اليهود فيها مرتاحين واخر هنا لدرجة ان حاكمها المقتدر بالله بن هود عين عنده أبو الفضل حسداي بن يوسف وزيرا في قصره
وكان حسداي ده رجل متكلم وبليغ جدا وكان دايما بيقوا انه من نسل سيدنا موسي عليه السلام ويقال انه اعلن اسلامه بسبب جارية أحبها والمقربين لحسداي أكدوا ان حسداي كان بيدعي الاسلام
والحقيقة هي ان حسداي ده رغم انه كان وزير ومنصبه حساس شوية الا انه كان صاحل مزاج وكاس ( خمورجي يعني ) لكن قدر بحكم موقعه في دولة المقتدر انه يعمل علاقات مع كبار الشخصيات في الممالك والامارات القريبة من سرقسطة
لكن العجيب بقي انه برغم الازدهار الاقتصادي والثقافي اللي تميزت بيه دول الطوائف في الاندلس الا ان النزاعات المستمرة بين حكام الطوائف وبعضهم أضعفت وأنهكت قوة الطوائف
وكان نتيجة للضعف ده ان تطمع فيهم الممالك والامارات النصرانية في اسبانيا وفعلا سقطت بعض دول الطوائف في ايد الاسبان واتقلب الحال واضطر عدد من حكام دول الطوائف لدفع الجزية للنصاري الاسبان
والحقيقة كان موقف اليهود من المسلمين غريب جدا لأنهم وقفوا في صف النصاري وساعدوهم زي اللي حصل في مدينة بلنسية سنة 448 هـ - 1056 م لما حاصرها الكبيطور 20 شهر ولما دخلها وقف اليهود معاه وعين منهم واحد يجمع الجزية من المسلمين وكمان سمح لليهود يضربوا ويعذبوا في المسلمين زي ما هم عايزين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق