لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في الأندلس ( الحلقة السابعة)



اليهود ووالسلطة في عهد المرابطين
قامت دولة المرابطين في المغرب في القرن الخامس الهجري والحادي عشر الميلادي وامتد حكمها من شمال غرب افريقيا الي شبه الجزيرة الايبيرية ( اسبانيا والبرتغال ) وجنوب الصحراء
وكانت فاس عاصمة لدولة المرابطين وقامت الدولة دي علي اساس الالتزام بأحكام الاسلام والجهاد في سبيل الله
وكان علي رأس قادتها يوسف بن تاشفين اللي كان بيلبي اي استغاثة جاية من اي امارة أو مملكة اسلامية في الاندلس
واستمراراً لمسلسل التسامح كان حكام المرابطين متسامحين جدا في تعاملهم مع اليهود
والدليل ان أمير المؤمنين علي يوسف ابن تاشفين عين الطبيب اليهودي أبا أيوب سليمان بن المعلم طبيبا خاص له ومنحه لقب الوزير الفخري وكان هو والطبيب اليهودي ابراهيم بن كامينال بيشتغلوا في جمع الجزية المفروضة علي اليهود
وكان لعمر بن علي بن يوسف كاتب يهودي وعينه في المنصب ده رغم ان اليهودي كان مكروه من مسلمي غرناطة
كمان بعد معركة الزلاقة بين المرابطين وجيش المعتمد بن عباد ضد النصاري الاسبان بقيادة الفونس السادس ملك قشتالة
وبعد انتصار المرابطون ووقف زحف النصاري في الأندلس أعاد المرابطون الي اليهود أملاكهم اللي فقدوها وقت الثورة علي يوسف بن اسماعيل بن نغدلة في غرناطة
كمان الحادثة الشهيرة مع يوسف بن تاشفين لما جاء له فقيها من قرطبة وقال له انه وجد مجلدا من تأليف ابن مسرة الجبلي القرطبي بيضم حديثا مرفوعا الي النبي صلي الله عليه وسلم يبين "أن اليهود ألزمت نفسها، أنها إذا جاءت الخمس مئة عام من بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يجئهم نبي منهم على ما زعموا، فإن الإسلام لازم لهم"
لأنهم وجدوا في التوراة قول الله تعالى لموسى عليه السلام أن النبي الرسول الذي معناه محمد لابد من ظهور الحق على يده، ونوره متصل باتصال الساعة،
الكلام ده كلام أجداد اليهود اللي لزموا نفسهم بيه وقطعوا علي نفسهم وعد انهم يسلموا اذا ماجاش اي نبي بعد النبي محمد صلي الله عليه وسلم
ولما واجه يوسف بن تاشفين اليهود بالكلام ده رجوه انه يعفيهم من الالتزام ده وطلبوا انهم يدفعوا مبلغ كبير من المال مقابل انه يسيبهم علي دين اليهودية فوافق يوسف بن تاشفين ولم يكرههم ولم يجبرهم علي الدخول في الاسلام
واختار انه ياخد منهم المال يقوي بيه الاسلام والمسلمين أحسن من انه يكره مجموعة من اليهود انهم يدخلوا الاسلام النهادرة عشان يبقوا منافقين بكرة الحقيقة
قمة الذكاء .... انا معجب جدا بالرجل ده
المهم ان المرابطون تعاملوا مع اليهود بمنتهي الروح المتسامحة وبالرغم من خبث و ومكر اليهود وبالرغم من حصل منهم تجاه المسلمين في كل مكان وفي كل امارة وبالرغم اللي حصل في مدينة بالنسة لما وقعت في ايد النصاري واللي عملوا اليهود ساعتها بالمسلمين
و بالرغم من مشاركة اليهود للنصاري الأسبان في معركة أقليش الشهيرة ( شمال طليطلة ) سنة 501 هـ - 1108 م
وبالرغم من الهزيمة الساحقة للجيش القشتالي ومقتل قائد الجيش شانجة وولي العهد سانشو ابن الفونسو السادس
الا ان سياسة ضبط النفس واستمرار التسامح اللي التزم بها المرابطون في تعاملهم مع اليهود كانت السمة الغالبة
وكان حرص المرابطون علي تطبيق مبادئ وأحكام الشريعة الاسلامية أهم من تجاوزات او انحرافات اليهود وماكنش ينفع في ظل المبادي الكريمة دي ان يهودي في غرناطة يدفع ثمن خيانة يهودي في بالنسية او طليطلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق