لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

اليهود في الأندلس ( الحلقة الثامنة)



اليهود والسلطة في عهد الموحدون

بعد ما ظهر الضعف علي دولة المرابطون طبعا نتيجة لعدم الإلتزام بالمبادئ والأسس اللي قامت عليها في الأساس
وبعد ماظهر الضعف ده للأعداء المتربصين واللي انتهزوا الفرصة للإنقضاض علي الدولة الاسلامية في الاندلس وفعلا بدأت المدن الاسلامية تنهار الواحدة بعد التانية
وفي ظل حالة الضعف والاستسلام دي ظهرت دولة الموحدين في القرن السادس الهجري بقيادة أبو عبد الله المهدي محمد بن تومرت
وكان هدف دولة الموحدين هو اقامة دولة اسلامية تعود بالمسلمين الي عهد الخلفاء الراشدين وعلي اساس دعوة دينية خالصة تدعو الي المعروف وتنهي عن المنكر
والحقيقة ان موقف اليهود من دولة الموحدين كان سلبي جدا بالذات يهود غرناطة اللي تآمروا علي حاكمها وحطوا ايديهم في ايد الخارجين عن دولة الموحدين لكن قوة الموحدون ساعتها قدرت انها توقف المهزلة دي وتفتك بالخارجين عليها ومعاهم اليهود كمان لكن بصراحة مافيش معلومات تاريخية كافية عن علاقة اليهود بدولة الموحدين اللهم الا بس شوية افتراءات من جانب بعض المؤرخين والمصادر ( اليهودية طبعا ) اللي بتقول
أنّ يهود الأندلس أُرغموا بالقوة على الدخول في الإسلام، وأن معابدهم اتحُوِّلت لـ مساجد، وأنهم جُرّدوا من التوراة، واتقطعت واتمزقت كتبهم الدينية، وأنهم اجبروا علي دخول الاسلام وفضلوا يتظاهروا بالإسلام لغاية نهاية عهد الموحدين في الأندلس، واللي استمر لسنة (620هـ -1223م)
والحقيقة بقي ده كلام مايدخلش العقل لعدة اسباب
أولاً : في البداية كدة لازم ننوه ونقول علي حاجة معروفة للجميع وهي ان دولة الموحدون قامت في الأساس علي الالتزام بالشريعة الاسلامية وتنفيذ أحكام الاسلام ومن أهم تعاليم الاسلام هي احترام اللآخر بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه والاسلام أولي أهمية كبيرة بأهل الذمة نصاري أو يهود وبعدين فيه نص قرآني صريح "لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغيّ..." يبقي ازاي بقي الموحدون هيضطهدوا اليهود تحت أي بند يعني !!
ثانياً: في عهد الخليفة الموحدي أبا يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن أمر في أخر أيامه أن اليهود يلبسوا ملابس تميزهم عن باقي الرعية وفعلا لبس اليهود ملابس بصراحة كان شكلها مسخرة قوي يعني ... جلاليب شكلها مهين واكمام واسعة ع الاخر واصلة لحد رجليهم ولمؤاخذة يعني لابسين كلوتات علي شكل عمائم علي راسهم .... أرجوزات من الأخر....
لكن بعد رجاء و إلحاح شديد من اليهود تم تغيير الملابس والعمم المهينة دي وتم تغيير الوانها للون الاصفر مش فاهم ليه يعني واشمعني اللون الاصفر بالذات ؟ّ!
المهم ان القصة دي بتبين
*ان اليهود كانوا لسة على ملة اليهودية وماكانش فيه اكراه زي ماكتبوا وكمان بتبين
*ان اليهودي كان بيتعاقب زيه زي اي حد أخطأ والدليل ان بعد فترة تم رفع العقاب ده وتم السماح ليهم يلبسوا ملابس آدمية تاني
كمان في نص الرواية عن عبد الواحد المراكشي قال ان جميع يهود المغرب وده دليل ان اليهود كانوا موجودين في المغرب والأندلس طب فين بقي الاضطهاد ؟ حد يقولي هو فين الاضطهاد ؟ فين ؟ فين ؟
ثالثاً: نفي الخليفة الوحدي أبو يوسف يعقوب الي أليسانة العالم والفيلسوف الكبير ( الشارح الأكبر) ابن رشد سؤال هنا بقى
اشمعني اليسانة بالذات ؟ بسبب اشاعات وافتراءات كذب طبعا قالت ان ابن رشد ينسب لبني اسرائيل وانه مالوش اي جذور بين قبائل الندلس
والحقيقة ان نفي ابن رشد لـ أليسانة اللي كانت مليانة يهود في الوقت ده كان بغرض توجيه الاهانة ليه وتاكيد اتهام أعدائه انه من أصول يهودية
رابعاً: ماشوفناش يعني ولا عالم أو مؤرخ جاب دليل واحد علي ان اليهود في عصر الموحدين ولا المرابطين اجبروا علي الدخول في الاسلام وترك اليهودية ولا قرأنا حتي في كتب التاريخ الموثوقة الكتوبة بأي لغة ان اليهود شافوا الويل وسواد الليل في الفترات دي
خامساً: رواية المؤرخ المعاصر لدولة الموحدين اللي قال فيها
" وكان في بياسة سنة (553هـ -1158م) عالم غرناطي يدعى عبد الله بن سهل يحضر دروسه جمع كبير من المسلمين والنصارى واليهود "
ولو كانت الأندلس مافيهاش يهود او حتي اليهود اللي فيها اسلموا او علي الأقل كانوا مضطرين يتظاهروا بالإسلام زي ما بتقول مصادرهم يبقي ازاي كان فيه يهود ونصاري بيحرصوا علي حضور الدروس في زمن الموحدين
سادساً: أصلا كان فيه علماء وأدباء في عصر الموحدين وده دليل واضح علي انهم كانوا مستقرين وآمنين وكانوا بيمارسوا النشاط الأدبي والفكر بكل راحة وحرية زي مثلا اليهودي اللي اسمه يوسف زبارا الأندلسي صاحب كتاب " البهجة والسرور " كمان !! بهجة وسرور !! كمان !!
حتي موسي بن ميمون قال انه تلقي تعليمه في مدينة فاس عاصمة الموحدين علي ايد يهوذا الكاهن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق