لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الاضطهاد في انجلترا



بعد الشتات علي ايد الرومان راحت جماعات من اليهود وعاشت في انجلترا
لغاية لما جاء الملك كانيوت وطردهم سنة (1020) ولم يسمح لهم بالرجوع اليها الا مع بداية الغزو النورماني على ايد ويليام الفاتح أو ( وليام الأول ) واللي قام بتحويل انجلترا لـ تابع ثقافي لفرنسا

وكانت النتيجة
تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية هامة في التاريخ الإنجليزي، كان من أهمها قيام وليام الفاتح باستقدام اليهود من فرنسا وباقي المملكة النورماندية لـ انجلترا لغااية سنة 1290 م

والحقيقة في الوقت ده كان الاقتصاد الانجليزي بسيط جدا وكان قايم أغلبه علي المقايضة وباين كدة ان النظام ده ماكانش عاجب وليام لأنه كان عايز حقه ناشف من انجلترا يعني كان عايز حقه من ريع الارض نقداً وعداً بخلاف انه محتاج أموال يدعم بيها جيشه ويحافظ بيها علي مملكته

فـ بعت جاب الجماعات اليهودية من فرنسا لأنهم خبراء في التجارة والاقتصاد وتداول العملات وبدأ يشجعهم علي ممارسة شغلهم
وفعلا بدأ اليهود في ممارسة التجارة والربا تحت حماية الملك نفسه والغريب ان في البداية الجماعات اليهودية دي ماكنتش تعرف ولا كلمة غيرالفرنساوي نفسي اعرف الناس دي قدرت تتعامل وتتاجر وتكسب ازاي

المهم مع مرور الوقت وتعاقب الحكام وتحول اليهود الى جباة غير مباشرين للحكام (فتوات يعني ... أو أباضيات) وده كان السبب المباشر اللي خلي الشعب يكره اليهود ويحقد عليهم وحتي الكنيسة وحتي كبار البارونات

ومع نهاية القرن الـ11 بدأ الصراع بين كل طوائف المجتمع من ناحية وبين الملك والجماعات اليهودية من ناحية اخري
لدرجة ان لما تولي ريتشارد قلب الاسد العرش سنة 1189 م بدأت سلسلة من الهجمات تتصاعد علي الجماعات اليهودية دي وخاصة بعد ما سافر ريتشارد مع الحملة الصليبية الـ3 وقتها اتهاجمت الجماعات اليهودية في مدينة يورك
وتاريخ قلعة يورك شاهد حي على أعظم وأفظع كارثة حلت باليهود في هذه المدينة
وده حصل لما خاف و جري اليهود واحتموا في القلعة وكان عددهم اكتر من (5000) شوف الجبن والرعب يعني كل العدد ده يجري زي الفران والقطط كدة ... ويا ريتهم قفلوا علي نفسهم باب القلعة وخلاص بقي خلصت المسألة علي كدة ... لأ ... تؤ تؤ ... دول انتحروا كلهم حرقاً
وفي اليوم التالي لما دخل المحاصرون وجودا أكواما ً من الرماد وخمسة آلاف هيكل عظمي محترقة مشوهة

المهم ان وقتها اتحرقت بعض صكوك الديون وطبعا دي كانت خسارة للملك اللي أساساً مازعلش ع اليهود اللي اتحرقت لأ ... ده زعل علي الصكوك اللي مش هيعرف يحصلها تاني !!

ولما رجع من الحملة قرر يفتح تحقيق في الحادثة اللي انتهي
بقرارانشاء ووضع صناديق جمع الضرائب في كل ميادين انجلترا تحت اشراف القضاة اليهود
يعني ليمون اكتر
وصودا اكتر
وصلاحيات اكتر لليهود في جباية الضرائب

جاء بعد كدة الملك جون أو يوحنا 1199 – 1216 خامس ابناء الملك هنري الثاني وأخو ريتشارد قلب الأسد واللي وضع اليهود تحت حماية خاصة بيه هو وتحت سلطته القانونية المباشرة
و بكدة .... انتهت علاقة اليهود بالكنيسة ومبقاش ليها كلمة عليهم
لكن دوام الحال من المحال انتكس اليهود ونموهم وقف لأسباب كتيرة منها
- تزايد سخط الكنيسة والبارونات عليهم
- تزايد الكره والحقد الشعب نتيجة جباية اليهود لأموالهم
- فرض البلاط لضرايب كتيرة علي اليهود الأمر اللي في النهاية زود مساحة الفقر عند بعض اليهود
- ظهور بعض بيوت المال الايطالية والفرنسية الأمر اللي خلي اليهود في الاخر مالهوش لازمة وأموالهم يمكن الاستغناء عنها
- توقيع الملك لاتفاقية الماجنا كارتا ( العهد الأعظم )1215 م
وهو عهد بين الملك والشعب يعترف الملك بموجبه بحق الشعب في تقرير مصيره،
وقع يوحنا هذه الوثيقة صاغراً ليصبح بعدها ملكاً بالاسم فقط ورمزاً لوحدة ممالك بريطانيا الست أو المملكة المتحدة
United Kingdom

وحتى اليوم لايزال هذا العهد سارياً بين (ملك أو ملكة) بريطانيا وبين الشعب الإنجليزي وهو ده السر في ان مقاليد الحكم في انجلترا في ايد رئيس الوزراء أما الملك فهو لقب شرفي فقط
المهم كان ده انتصار جديد للكنيسة والبارونات قدام الجماعات اليهودية لأن ضعف الملك يعني ضعف اليهود

ولما جاء الملك هنري الثالث 1216 م – 1272 م وهو ابن الملك هنري الثاني علي فكرة كل دول ملوك فرنساويين مش انجليز كان عمره 9 سنين ومسك الحكم فعليا سنة 1227 م
وفي سنة 1230 م أمر بمصادرة ثلث ما يملك اليهود و اعيدت تلك الاموال للدولة كما اعاد بعض منها الى الطبقات اللي انتزعت منهم بالربي
وفي سنة 1253 م لما الحكومة الفرنسة طردت اليهود من علي ارضها اتجه قسم كبير منهم لإنجلترا اللي رحبت بيهم
والحقيقة برضه ان نفوذ اليهود في الفترة دي كان قوي جدا واتمكنوا من السيطرة علي كبار رجال السلك الكنسي الانجليزي وعلي الكثير من النبلاء والسادة والاقطاعيين

وفضل منحني الثروة والنفوذ اليهودي في الصعود لدرجة ان هارون أوف لينكولن اليهودي وصل وبقي أغنى رجل في إنجلترا
وكان المرابون والحكماء اليهود بينتموا لطائفة أو جماعة اسمها
النورانيين
- وهي جماعة سرية قامت بعد اضطهاد أوروبا كلها لليهود بعد المذابح والمشانق اللي اتعملت ليهم
- وهي جماعة بتهدف للعمل بسرية تامة لتخليصهم من هذا الوضع المهين المزري ده بأي طريقة وبأي ثمن ويعيد ليهم الحقوق المسلوبَة، والسلطان والمجد اللي الرب أعطاه ليهم

وابتدت تكتر فضايح الرشوة والفساد وكمان حوادث القتل علي ايدين الجماعة دي وكان من أشهرها تهمة الدم سنة 1255 م لما خطفت الجماعة اياهم طفل من لنكولن Lincoln في أيام عيد الفصح اليهودي ، وعذبوه وصلبوه واستنزفوا دمه ، ورموه في بئر جنب بيت واحد من اليهود لغاية م لقاه ابوه وامه ميت وفي التحقيق اعترف اليهودي ده على شركائه ، وجرت محاكمة 91 يهودي أعدم منهم 18

ولما مات الملك
هنري الثالث سنة 1272 م وجاء بعده ابنه الملك ادوارد الاول
والحقيقة الراجل ده في الأول حاول يلاقي حل لمسألة يهود إنجلترا وكان شايف ان الجماعة اليهودية في انجلترا قل عددها جدا وخلاص مافيش منهم فايدة في الاقتصاد الانجليزي عشان كدة حاول توجيههم للعمل بالزراعة والتجارة والحرف التانية لكن كله الا الربا منعهم يشتغلوا فيه تاني

وأمر سنة 1275 م
- بمصادرة جميع املاك اليهود
- و قام بشنق 208 منهم
- مع اطلاق العنان للناس لتعذيبهم و اهانتهم و تعزيرهم
- وأصدر قانون اليهودية عام 1275 اللي كان الهدف منه تقليص سيطرة المرابين اليهود علي المدينين، مش بس من المسيحيين لكن حتى من الفقراء اليهود أنفسهم

ولكن المحاولة دي كان محكوم عليها بالفشل بسبب طبيعة المجتمع الغربي في العصور الوسطي وتقسيمه الهرمي الصارم
الكبير كبير .. والنص نص .. والصغير منعرفوش
وإذا كان الأثرياء من أعضاء الجماعة اليهودية قدروا يشتروا اراضي ويبقوا صحاب املاك الا ان الفقراء اضطروا إلى لطرق غير الشريفة عشان يعيشوا زي برد حواف العملات الذهبية وهو ما كان يُنقص قيمتها
وحينما اكتُشف أمر بعضهم بعد عام 1278، أمر الملك بتفتيش بيوتهم كما أمر بسجنهم وشنق 239 يهودياً

وتوالت جرائم اليهود في بريطانيا وتوالت فضايحهم الواحدة ورا التانية وكانت جريمة مدينة اكسفورد هي القشة اللي قطمت ظهر اليهود
ورغم الحقيقة انها قصة مكررة و حصلت كتير من سنة 1144 م لغاية سنة 1290 م الا انها كانت سبب مباشر في طردهم من انجلترا

وترجع اسباب الجريمة لعقيدة وتعاليم اليهود اللي بتقول ان عندهم كذا مناسبة دموية لإرضاء يهوه ( الرب )
- الاولي مناسبة عيد الفصح أو الفطيرة المقدسة
- والتانية مراسم ختان الاطفال
- والثالثة عيد البوريم
وحتي طقوس مراسم الزواج برضه لازم يكون فيها دم بشري

وتلخيصا لفكرة ( الفطيرة المقدسة ) دي يعني
الحصول علي دم بشري غير يهودي طبعا وخلطه بالدقيق اللي هيتعمل بيه فطائر عيد الفصح
والحقيقة ان التوراة فيها نص صريح بكده وبالتحديد في سفر أشعيا اللي بيقول
(( اما انتم أولاد المعصية ونسل الكذب المتوقدون للأصنام تحت كل شجرة خضراءالقاتلون في الأودية وتحت شقوق المعاقل ))

أما أحداث القصة فهي
ذبح اليهود لطفل صغير واخدوا دمه عشان يخلطوه مع الدقيق والذرة ويعملوا الفطيرة اياها
طبعا اتجنن الشعب الانجليزي لما اكتشف الجريمة دي وغضب جدا وثار ضد المرابين واليهود وفي الاخر استجاب الملك ادوارد الاول للشعب وثورته ضد المرابين والجالية اليهودية وشيوخهم التي تستهوي امتصاص الدماء وثروات قوت الشعب البريطاني كله

وأصدر الملك مرسوما ملكيا يقضي بطرد جميع الجاليات اليهودية من بريطانيا وتحريم عودتهم اليها مهما كانت الاسباب واعطاهم مهلة 3 شهور
لكن الجماهير البريطانية هاجت على الاحياء اليهودية واشعلت مساكنهم بالنيران، ثم هاجموا محلاتهم وتم احراق اكثر من خمسمائة يهودي

و اصدرت الكنيسة فتوى تثبت ان جميع ضحايا الاطفال واستنزاف دمائهم ماتوا شهداء من القديسين..
طبعا خاف اليهود وهربوا وراحوا علي فرنسا وكان وراهم الشعب الانجليزي بيسب وبيشتم فيهم وبيضرهم بالحجارة وبيكسر وراهم القلل وكان ده هو الجلاء الكبير لليهود

وفضلت بعد كدة انجلترا مافيهاش ولا يهودي واحد لمدة تزيد عن 400 سنة لغاية أيام كرومويل اللي سمح لهم بالرجوع ولكن تحت شروط ثقيلة جدا شيئاً فشيئاً بالاضافة انها بقت أول دولة اوربية تطرد اليهود كلهم من علي ارضها الأمر اللي شجع باقي الدول الاوربية وابتدوا يطردوا هما كمان اليهود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق