الأهمية التاريخية
استمرت سيطرة اليهود على أورشليم من عهد داود حوالي سنة 1000 ق. م إلى أن فتحها نبوخذ نصر (بختنصر) في سنة 586 ق.م ودمرها ونقل السكان اليهود إلى بابل (السبي البابلي ) وبعد أن استولى الفرس على سورية وفلسطين سمح الملك كورش سنة 538 ق.م لمن أراد من الأسرى اليهود بالرجوع إلى أورشليم
الاسكندر المقدوني
وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان فقام القائد تيتوس في سنة 70م باحتلال أورشليم وفتك باليهود ولما قامت ثورة اليهود من جديد بقيادة باركوخيا سنة 132 م أسرع الإمبراطورهادريانوس إلى إخمادها سنة135 ،وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها، أطلق عليها اسم "ايليا كابيتولوينا" ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة اسم أورشليم وقامت والدته هيلانة ببناء الكنائس فيها
الفتح الإسلامي
احتلت مدينة بيت المقدس في الدعوة الإسلامية من البداية مكاناً هاماً فقد أشير إليها عدة مرات في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي وكانت قبلةالإسلام الأولى واليها كان إسراء النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومنها كان عروجه
بعد هزيمة الروم في معركة اليرموك اصبح الطريق مفتوحاً إلى بيت المقدس وطلب أبو عبيدة بن الجراج من الخليفة أن يأتي إلى المدينة لأن سكانها يأبون التسليم إلا إذا حضر شخصياً لتسلم المدينة،
وقد ذهب عمر إلى بيت المقدس سنة 15هـ / 636 م
وأعطى الأمان لأهلها
وتعهد لهم بأن تصان أرواحهم وأموالهم وكنائسهم
وبألا يسمح لليهود بالعيش بينهم
ومنح عمر سكان المدينة الحرية الدينية مقابل دفع الجزية
ورفض أن يصلي في كنيسة القيامة لئلا تتخذ صلاته سابقة لمن يأتي بعده،
وذهب إلى موقع المسجد الأقصى فأزال بيده ماكان على الصخرة من أقذار،
وبنى مسجداً في الزاوية الجنوبية من ساحة الحرم،
وتميز الحكم العربي الإسلامي بالتسامح الديني،
واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية
الأمويون والعباسيون
وأقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى بعد ذلك بسنوات قلائل حوالي سنة 90 هـ
وواصل الخلفاء العباسيون الاهتمام بالقدس فزارها منهم المنصور (136-158هـ/574 –775 م )
والمهدي ( 158 –169 هـ /775 –785 م )
والمأمون (198 – 218هـ / 813 –833 م ) عند عودته من زيارة مصر ،
وقد جرت في عهد الخلفاءالثلاثة تغييرات وتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بعد الخراب الذي نتج عن الزلازل المتكررة
الطولونيون والإخشيديون
عندما بدأ الضعف يدب في السلطة المركزية ببغداد دخلت القدس وفلسطين في حوزة
الطولونيين سنة (265 –292هـ / 878 –905 م )،
وتلاهم في حكمهـا الإخشيديون سنـة (327 –359 هـ/ 939 – 969 م )
وكان للقدس منزلة خاصة عندالإخشيديين بدليل أن ملوكهم جميعاً دفنوا فيها بناء على وصاياهم
الفاطميون والسلاجقة
في سنة 359 / 969 م استولى الفاطميون على القدس،
وقد تميز حكـم الحاكم بأمـر الله (386 –411 هـ/ 996 – 1020 م )
بالتعصب الديني واضطهاد النصارى فهدم كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس وأوقع بالمسيحية شتى أنواع الاضطهاد، ولكن ذلك لم يصبهم وحدهم فلم يكن المسلمون من رعاياه أفضل حالاً بكثير
وقد أزال صلاح الدين الصليب عن قبة الصخرة،
ورفع فيها المصاحف وعين لها الأئمة
ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي كان قد أمر نورالدين محمود بنزنكي بصنعه
ودشن إنشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها
مدرسة الشافعية الصلاحية وخانقاه للصوفية ومستشفى كبير (البيمارستان)،
وأشرف بنفسه على تلك الإنشاءات،
بل شارك بيديه في بناء سور القدس وتحصينه، وعقد في المدينة مجالس العلم
الذي وقف المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من الحرم على المغاربة، حماية لمنطقة البراق المقدسة، وأنشأ فيها مدرسة،
وممن حكم القدس من الأيوبيين بعد الأفضل الملك المعظم عيسى بن تحمد بن أيوب، الذي أجرى تعميرات في كل من المسجد الأقصى والصخرة وأنشأ ثلاث مدارس للحنفية (وكان الحنفي الوحيد من الأسرةالأيوبية)،
وتلا المعظم بعد فترة وجيزة أخوة الملك الكامل الذي عقد اتفاقاً مع الإمبراطور فردريك الثاني ملك الفرنجة، سلمه بموجبه القدس ما عدا الحرم الشريف،
وسلمت المدينة وسط مظاهر الحزن والسخط والاستنكار سنة 626هـ/1229 م
وبقيت في أيديهم حتى 637 هـ / 1239م عندما استردها الملك الناصر داود بن أخي الكامل،
ثم عادت إلى المسلمين نهائياً سنة 642 هـ / 1244 م عندما استردها الخوارزمية لصالح نجم الدين أيوب ملك مصر
المماليك
دخلت القدس في حوزة المماليك في سنة 651 هـ/ 1253 م وفي عصر المماليك حظيت المدينة باهتمام ملحوظ وقام سلاطينهم:
الظاهر بيبرس ( 676 هـ/ 1277 م(
وسيف الدين قلاوون (حكم من 679 –689 هـ / 1280 –1290 م )
والناصـر محمد بـن قـلاوون (ت 741 هـ / 1340 م )
والأشرف قايتباي (حكم من 893 – 903هـ / 1486 –1496 م )
وغيرهم بزيارات عدة للقدس،
وأقاموا منشآت دينية ومدنية مختلفة فيها كانت آيه للعمارة،
وأجروا تعميرات كثيرة في قبة الصخرةوالمسجد الأقصى،
ومن المنشآت التي أقامها المماليك زهاء خمسين مدرسة وسبعين ربط وعشرات الزوايا
وفي سنة 777 هـ جعلوا القدس نيابة مستقلة تابعة للسلطان في القاهرة مباشرةبعد أن كانت تابعة لنيابة دمشق
ومن أثار المماليك في القدس
انهم سحبواالمياه من عين العروب إلى الحرم الشريف،
ومن أشهر المدارس التي أنشأوها
المدرسة السلطانية الأشرفية والمدرسة التنكزية،
وغدت القدس زمن المماليك مركزاً من أهم المراكزالعلمية في العالم الإسلامي كله فكان يفد إليها الدارسون والمدرسون من مختلف الأقطار
وقد اكتشف في الحرم القدسي سنة 1974م وبعده وثائق مملوكية تلقى المزيد من الضوء على تاريخ المدينة
العثمانيون
في سنة 922 هـ/ 1516 م
وضع السلطان سليم العثماني حداً لحكم المماليك في بلاد الشام إثر انتصاره في معركة مرج دابق وفي السنة التالية احتل القدس
ولما توفي السلطان سليم خلفه ابنه سليمان القانوني ( 927 هـ/ 1520م ) الذي اهتم بالقدس اهتماماً خاصاً وأقام فيها منشآت كثيرة
منها سور القدس الذي دامت عمارته خمسة أعوام، وتكية خاصكي سلطان، ومساجد و أسبلة، وعمر كذلك قبة الصخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق