لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 21 بنو قريظة أعداء الملائكة ( المشهد الأخير )



وقفنا المرة اللي فاتت عند انتصار المسلمين في غزوة الخندق في الوقت اللي نقض فيه بنو قريظة عهدهم مع النبي صلي الله عليه وسلم

فنادي بوحي من الله "ألا لا يُصلين أحدٌالعصرَ إلا في بني قريظة "

فخرج النبي صلي الله عليه وسلم بعد استخلف المدينة لابن ام مكتوب وأعطى الراية في تلك الغزوة لـ علي بن ابي طالب رضي الله عنه علي رأس جيش قوامه 3000 جندي

هنكمل لنهاردة ان شاء الله بقية الأحداث واللي حصل بعد كدة ... والحقيقة تعجل النبى صلي الله عليه وسلم وأمره للصحابة انهم يصلوا العصر في قريظة عشان مايديش فرصة لقريظة تلحق تعمل حاجة ولا تتحصن ولا تأمن نفسها ... فعلا كان عامل الوقت مهم جدا

ذهب الجيش باتجاه ديار قريظة ووصلوا وحاصروهم لمدة 25 يوم لغاية ما بنو قريظة اترعبت وخافت وطلبت المفاوضات ولما الموضوع اشتد عليهم وأيقنوا انّرسول اللّه (ص) غير منصرف عنهم، قام سيّدهم كعببن أسد وعرض عليهم ثلاث حلول:

اما الإسلام،

وإما قتل ذراريهم ونسائهم ثم القتال حتىيموتوا،

وإما تبييت النبي (ص) وأصحابه ليلةالسبت، فإن المسلمين قد أمنوا منهم

قالوا له خلاص احنا نخرج بأموالنا ونترك السلاح زي بنو النضير بالظبط فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك،

فطلبوا الجلاء بأنفسهم من غير مال ولا سلاح، فلم يرض أيضاً،

بل قال (ص): لابد من النزول والرضا بما يحكم عليهم، خيراً كان أوشراً،

فقالوا له: أرسل لنا أبا لبابة نستشيره

وكان أبا لبابة بن عبدالمنذر أخا بني عمرو بن عوف حليفاً لهم، وكانت أمواله وأولاده في منطقتهم، وكان من وجهاء الأوس رضي الله عنه،

فلما توجه إليهم استشاروه في الموافقة علي حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقال: نعم، وأشار بيده إلى حلقه، يريد أنه الذبح !

ثم انتبه من أنه بهذا قد خان الله ورسوله فمضى على وجهه ولم يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم حياء وخجلاً من مقابلته، وأتى المسجد النبوى وربط نفسه في سارية من سوارى المسجد حتى يقضى الله فيه أمراً، وحلف ألا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبدا، ولما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم

قال: أما إنه لو جاءنى لأستغفرت له وأما وقد فعل ما فعل فأتركه حتى يقضي الله فيه،

وقد نزل بعد أيام قوله تعالى

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِم التوبة:102

حكم سعد بن معاذ

فلما نزلت بنو قريظة على حكم رسول اللّه (ص)

قالت الأوس: يا رسول اللّه قد فعلت في بني قينقاع ما قد فعلت وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا

فقال رسول اللّه (ص) : ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟

قالوا : بلى فمن هو؟

قال (ص): فذلك سعد بن معاذ

قالوا : قد رضينا بحكمه

في الوقت ده كان سعد بن معاذ في خيمة الجرحي يتدواي من أثار جرحه في موقعة الخندق ، فأرسل رسول اللّه (ص) إلى سعد ليؤتى به ليحكم في بني قريظة، فاُتي به وهو سرير يحمل عليه المريض، وأحاط به قومه وهم يقولون: يا أباعمرو، أحسن في مواليك، فإنما ولاّك رسول اللّه (ص) ذلك لتحسن فيهم.

فقال : لقد آن لـ سعد أن لا تأخذه في اللّه لومة لائم،

فأحسّ قومه من كلامه هذا، انه يريد أن يحكم فيهم بما حكم به اليهود أنفسهم: من الحكم بقتل المحاربين وسبي ذراريهم ونسائهم ومصادرة أموالهم في حالة لو كان الفتح لهم، وبالعهد اللي وقعوه اليهود أنفسهم مع رسول اللّه (ص) من انهم لو نقضوا عهدهم معه كان له الحق في قتلهم ومصادرة أموالهم وسبي ذراريهم ونسائهم،

ولذلك قالوا: واقوماه ذهب واللّه بنو قريظة

فلما استقرّ بسعد المجلس، التفت إلى اليهود

وقال لهم: يا معشر اليهود أرضيتم بحكمي فيكم؟

قالوا: بلى قد رضينا بحكمك،

فأعاد عليهم القول

فقالوا : بلى يا أبا عمرو

عندها التفت سعد إلى رسول اللّه (ص) وقال اجلالاً له:

بأبي أنت واُمّي يا رسول اللّه ما ترى؟

قال (ص) : احكم فيهم يا سعد، فقد رضيت بحكمك فيهم

فقال سعد : قد حكمت يا رسول اللّه أن تقتل رجالهم،

وتسبي نساءهم وذراريهم،

وتقسّم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والأنصار

فنفّذ المسلمون حكم سعد فيهم فساقوا الاُسارى إلى المدينة، وأمر رسول اللّه (ص) بأن يحفروا حفراً في البقيع، فلما أمسى أمر بإخراج رجل رجل،

فاُخرج كعب بن أسد، فلما نظر إليه رسول اللّه (ص)

قال له (ص): يا كعب أما نفعك وصية ابن حواش الحبر الذي أقبل من الشام وقال: تركت الخمر والخمير، وجئت إلى البؤس والتمور، لنبي يبعث، هذا أوان خروجه، يكون مخرجه بمكّة، وهذه دار هجرته، وهو الضحوك الذي يجتزئ بالكسرة والتميرات، ويركب الحمار العاري، في عينيه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوّة، يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى منكم، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر؟

فقال كعب : قد كان ذلك يا محمد، ولولا أن اليهود يعيّروني اني جزعت عند القتل لآمنتُ بك وصدقتك، ولكني على دين اليهود عليه أحيا وعليه أموت

فأمر رسول اللّه (ص) بضرب عنقه، فضربت

ثم قدّم حييّ بن أخطب شيطان بني النضير، وجرثومة هذه الفتن واللى أغري قريظة بنقض العهد، ووعدهم أن يكون معهم في حصنهم حتى لو تخلى عنهم الأحزاب، وقد كان !
والعجيب بقى هو مدى عند وكفر الرجل ده لغاية اخر رمق! لدرجة انه لما جيء به ليقتل أمام
رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: أما والله ما لمت نفسى في معاداتك ! ولكن من يغالب الله يُغلب !

ثم قال: أيهاالناس لا بأس بأمر الله ! كتاب وقدر، وملحمة كتبها الله على بنى إسرائيل،

ثم جلس فضرب عنقه ! ثم ضربت أعناق الباقين، وكانوا قليلين جداً

وفي بني قريظة أنزل الله عز وجل

وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْوَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرا الأحزاب:25-26

وكان سعد بن معاذ رضى الله عنه قد دعا ربه يوم أن أصابه السهم قبل رحيل الأحزاب

فقال: " اللهم لا تمتنى قبل أن تقر عينى من بني قريظة "

فلما أقر الله عينه من بني قريظة، دعا ربه

فقال: " اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئاً فأبقنى لها،

وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينها فاقبضنى إليك " !

فانفجر جرحه وكان قد برأ فلم يلبث أن مات رضي الله عنه !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق