لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 21 بنو قريظة أعداء الملائكة ( المشهد الثاني )



وقفنا المرة اللي فاتت عند المحاولة الخسيسة لـ حُيي بن أخطب التأثير علي كعب بن أسد سيد قريش واستمالته وجعله يقطع وعده وينقض عهده ومعاهدته لرسول الله صلي الله عليه وسلم

راح حيىّ بن أخطب متسلل في الليل علي قريظة ولما وصل بيت كعب دق علي الباب ولما عرف أسد إن اللي علي الباب هو حيى قفل الباب في وشه و مرضيش يفتح له

فناداه حيى : ويحك يا كعب افتح لي الباب !

قال : ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم،

واني قد عاهدت محمداً،

وانك لست بناقض مابيني وبينه،

ولم أر منه إلا وفاءً وصدقاً

قال : ويحك افتح لي اُكلّمك

فقال : ما أنا بفاعل

قال حييّ، وقد فكّر في كلام يثير به كعب: واللّه ما أغلقت الباب دوني إلا عن جشيشتك التي في التنور تخاف أن آكل منها ... هئ هئ هئ .... يهود بقي وبيهزروا مع بعض!!!

فـ اتكسف الرجل وفتح له

وقال: لعنك اللّه لقد دخلت عليّ من باب دقيق

فقال حييّ: ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام،

جئتك بقريش على قادتها وسادتها

حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من دومة،

وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نَقَمى

إلى جانب اُحد قـــد عاهدوني وعاقدوني ألا يبرحوا حتى يستأصلوا محمداً ومن معه.

قال كعب : جئتني واللّه بذلّ الدهر وبجهام (وهو السحاب الذي فرغ ماؤه ) قد هرق ماؤه أي صب ماءه، فهو يرعد ويبرق وليس فيه شيء، ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً

طبعا حيى لم ييأس وراح يغري أسد بكلام مسموم

وقاله : إن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً، وان فاتك هذا الوقت لاتدرك مثله أبداً،

ضعف كعب وسمع لـ حيى بعد أن أعطاه عهداً من اللّه وميثاقاً لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أنه يدخل معه في حصنه ويا نعيش سوا يا نموت سوا !!!

وبهذا تمكّن حيي من اقناع كعب، فلما اقتنع كعب بذلك أرسل إلى كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود

وقال لهم: ما ترون؟

قالوا : أنت سيّدنا وصاحب عهدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أو خرجت كنا معك

(( انا عايز اعرف هو انتوا ماتعلمتوش م اللي حصل لــ بني قينقاع وبني النضير ؟! يلا.... هي عادة ولا هيشتروها ))

فقال لهم (ابن باطا) وكان أحد رؤسائهم: انه قرأ في التوراة وصف هذا النبي وانه لو ناوته الجبال الرواسي لغلبها، فلا يهولنّه هؤلاء وجمعهم، وحذرهم مغبّة نقضهم العهد معه (( كويس ... في راجل عاقل أهوو ))

وهنا انبرى حيي وقال: ليس هذا ذاك، ذلك النبي من بني إسرائيل، وهذا من العرب،

وقعد يغريهم ويجادلهم ويجيلهم يمين وشمال لغااااية ما وافقوا و أجابوه، ثم طلب حييّ الكتاب الذي كان بينهم وبين رسول اللّه (ص) فمزّقه

وقال: قد وقع الأمر فتجهّزوا للقتال، فنقضوا عهدهم وعزموا على القتال

الحقيقة يا جماعة إن طبع اليهود والسلوك المسخرة ده وقت المعاهدات ... أي معاهدات وقعوها زمان أو دلوقتي بيخلينا نتأكد إنهم مايقدروش يستغنوا عن الخسة والندالة أبدأ وحتي لو رعوا ميثاق أو عهد أكيد بس عشان هو متوافق مع أطماعهم ومكاسبهم وشهواتهم،

ولو تركت الحميرنهيقها والأفاعي لدغها ترك اليهود نقضهم للعهود

) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَيُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ( الأنفال:55-56

بعد كدة جري حيى بن أخطب علي قريش والأحزاب وابو سفيان وأخبرهم باللي حصل وفرحوا قووووي وابتدوا في حصار المسلمين


بني قريظة يعلنون خيانتهم


ثم بدأ بنو قريظة يظهرون خيانتهم ونقضهم للعهد، وحاولوا أنهم يهجموا على المدينة من منافذها المؤدية إلى مساكن النساء والأطفال وبعتوا فعلا واحد يتجسس علي المنافذ ويقولهم علي الأخبار

بس بخته كان أسود من وشه لأنه وهو بيتجسس شافته السيدة صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي صلي الله عليه وسلم وهي مع جماعة من النسوة والأطفال وفيهم حسان بن ثابت كانوا في حصن فارع حصن حسّان بن ثابت،

فقالت لحسّان: لو نزلت إلى هذا اليهودي لتقتله، فإنه يريد أن يدلّ بني قريظة على المنافذ المؤدية إلى الحصن

فقال حسّان: يا بنت عبدالمطلب لقد علمت ما أنا بصاحب هذا

وهنا تحزّمت صفية ثم نزلت وأخذت عموداً وقتلت اليهودي ، ثم عادت إلى الحصن

وقالت لحسّان: الآن فاخرج واسلبه

أجابها حسّان : لا حاجة لي في سلبه


النبي (ص) وأخبار بني قريظة

طبعا ً لما نقض بنو قريظة عهدهم والنبي (ص) عرف الخبر بعث إليهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وعبداللّه بن رواحة وخوّات بن جُبير

وقال: انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس

فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، ونالوا من رسول اللّه (ص)

وقالوا: من رسول اللّه؟ لاعهد بيننا وبين محمد ولا عقد

فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكان رجلاً فيه حدة

فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة

ثم أقبل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومن معهما إلى رسول اللّه (ص) فسلموا عليه

ثم قالوا: عضل والقارة

أي: كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع

فقال رسول اللّه (ص): اللّه أكبر أبشروا بنصر اللّه يا معشر المسلمين، وكان (ص) يبعث الحرس إلى المدينة خوفاً على النساء والأطفال من بني قريظة

لكن بصراحة الموقف كان صعب جدا على المسلمين

وكان البلاء عظيم جدا واشتدّ الخوف عندما أتاهم عدوّهم من فوقهم ومن أسفل منهم وحاصروهم حول الخندق حتى ظن المؤمنون كل ظن،

في الوقت ده بقى المعادن بتظهر على حقيقتها ونقدر بسهولة نفرق ما بين المنافق والمؤمن

ولما اشتد الكرب قال بعض المنافقين : قد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب لقضاء حاجته

وأنزل اللّه تعالى:

(وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرض ما وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً)(5)

وقال رجال معه: (يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا)

وقال بعضهم: يا رسول اللّه ان بيوتنا عورة من العدو، فائذن لنا فنرجع إلى ديارنا فإنها خارج المدينة،

فأنزل اللّه سبحانه:

(وما هي بعورة إن يريدوا إلاّ فراراً)

وبعد السهر الطويل والعمل الخارق في حفر الخندق رجع النبي صلي الله عليه وسلم ووضع السلاح واغتسل من اثر التراب والمعركة

اتاه جبريل فقال

قد وضعت السلاح والله ما وضعناه

فاخرج اليهم فللملائكة سلاح تقاتل به ايضا وتكون مع المؤمنين

فقال الرسول صلي الله عليه وسلم الي اين .. قال ها هنا واشار الي قريظة فخرج النبي صلي الله عليه وسلم

فنادى- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في المسلمين: "ألا لا يُصلين أحدٌالعصرَ إلا في بني قريظة"

وكان حامل الراية في تلك الغزوة علي بن ابي طالب رضي الله عنه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق