لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية





كتاب : الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية

تأليف : دكتور مراد الشامي

إصدار : دار الهلال -القاهرة- 2002

عرض : مراد عبد الرحمن مبروك




اعتمد المؤلف في هذه الدراسة على الموضوعية والعقلانية في التناول والاستناد إلى الحجج والأدلة والبراهين

وتضمنت مقدمة وخمسة فصول

وقد تناول المؤلف في المقدمة رؤيتين ترتبطان بالشخصية اليهودية الإسرائيلية هم

الأولى

ترى أن الشخصية اليهودية الإسرائيلية امتداد للجنس اليهودي الذي حدثتنا عنه الكتب السماوية، وترى أن هناك وحدة في العناصر
المادية المكونة لهذه
الشخصية وتجمع في طياتها كل عناصر الشخصية اليهودية التقليدية،
ويرى
المؤلف مجموعة من المآخذ علي هذا الرؤية، منها تسليمها بوجود واقع تاريخي مادي متصل منذ نشأة الديانة اليهودية حتى اليوم يجمع بين اليهودي السوفياتي والعربي والألماني واليمني وغير ذلك من الأجناس المختلفة، وأنها تنظر إليه على أن له خصائص فريدة تختلف عن بقية البشر،
فضلا عن كونها تخلط
في استخدام المصطلحات مثل إسرائيلي ويهودي وصهيوني وتتجاهل الواقع الخاص بالتجمع اليهودي الإسرائيلي من خلال دولة إسرائيل في العصر الحديث، وهوواقع يرتبط بمعطيات جغرافية ولغوية واجتماعية وسياسية وسيكولوجية تتجاوزبكثير حدود الدين اليهودي

الثانية


ترى أن الإسرائيليين اليوم ليسوا بحال من الأحوال امتدادا للجنس اليهودي القديم وأنه ليس ثمة وجود لتراث يهودي واحد،
ومن وجهة نظر المؤلف فهذه
الرؤية أقرب إلى التصور الموضوعي في تناول الشخصية اليهودية الإسرائيلية،ومن ثم اعتمدها في التناول منهجا للدراسة،
ولذلك عني بدراسة الشخصية دراسة
تاريخية تبدأ بالشخصية اليهودية الانعزالية الغيتوية، وتمر بالشخصيةاليهودية الانعزالية الصهيونية، وتنتهي بالشخصية اليهودية في إطارالانعزالية الإسرائيلية،
وفرق المؤلف بين الشخصية العبرية واليهودية
واليهودية الإسرائيلية واليهودية الصهيونية

الانعزالية الغيتوية

تناول الفصل الأول "الشخصية اليهودية في إطار الانعزالية الغيتوية"

والغيتوية عند المؤلف نسبة إلى

الغيتو،وهو كل شكل من أشكال اليهودية الانعزالية وسط الشعوب التي عاشوا بينظهرانيها،

والغيتو عبارة عن حي أو عدد من الشوارع المخصصة لإقامة اليهود.

ويرى أن أول ما يلفت النظر في الشخصية اليهودية أنها لم ترتبط في وجودها بإطارجغرافي محدد،
أي أن الجغرافيا لم تكن جزءا من هويتها ولم تكن سمة من سمات
تراثها الذي تميز بتعدد مراكزه الثقافية،
ويتتبع المؤلف رحلات اليهود
بداية من النشأة ورحيلهم إلى الشاطئ الشمالي من البحر الأسود وترانسكافانيا وطوران في القرن الأول الميلادي، وتأثرهم بعادات الهيلينيين،ووصولهم منذ مرحلة ما قبل المسيح بقرون عديدة إلى شواطئ روسيا وانتشارهم عبر القوقاز وجورجيا حوالي 132 ق . م.، مع اندحار ثورة بركوخبا ضد الرومان


ويناقش المؤلف أبرز العناصر التي تحكمت في حياة يهود شرق أوروبا حتى عشية فترة التنوير اليهودي (الهسكالاة) وهي:

العزلة اليهودية:وقداتخذت مناطق الانعزال اليهودي تسميات عدة، منها الشتتل وتعني المدينةالصغيرة،

والقاهال وهي كلمة عبرية تعني جمهورا أو جماعة كبيرة من الناس فيمكان واحد،

والغيتوتية

الدين اليهودي

ويناقش المؤلف السمة الرئيسية للشخصية اليهودية وتتمثل في التناقض بين الشعوربالاستعلاء والشعور بالدونية والاضطهاد، وهذا التناقض جعل الشخصية تتسم بالروح العدائية ضد الآخر.

الانعزالية الصهيونية

في الفصل الثاني "الشخصية اليهودية في إطار الانعزالية الصهيونية"
ناقش
المؤلف تطور الشخصية اليهودية منذ أواخر القرن السابع عشر وأوائل الثامن عشر، وفشل حركة التنوير اليهودية وظهور الانعزالية الصهيونية، ومع نهايةالثمانينيات من القرن التاسع عشر
وفشل الهسكالاة كحركة اندماجية يهودية
شاملة كانت هناك ردود فعل يهودية أربعة فردية وليبرالية وقومية إقليمية وقومية شاملة
وهي الأبرز حيث عمدت إلى جمع كل اليهود بهدف خلق قومية
يهودية لها أرضها الخاصة
وأورد المؤلف أهم سمات النمط اليهودي الصهيوني وهي

التمرد علي اليهودية التقليدية والانجراف نحو العلمانية

رفض الاندماج في الشعوب أو نبذ العبودية اليهودية

الرغبة في الانتقام من الأغيار وتبني العنف

رفض الشخصية اليهودية الغيتوية

الالتزام الأيديولوجي


وحاول الكاتب التدليل علي كل هذه السمات من خلال الممارسات اليهودية المختلفة،ومن خلال الدراسات والإبداعات المتنوعة في الفكر
الصهيوني،
لذلك يقول
"والمثير للدهشة بالنسبة لهذه المرحلة الهامة من مراحل صياغة النمط الصهيوني التي اعتمدت خلالها كثير من قيم الصهيونية وبصفة خاصة نظرية "دين العمل" التي أرسى مبادئها المفكر الصهيوني أهارون ديفد غوردون 1856 -1922
وهي أن علاقة النمط اليهودي بفلسطين كانت قائمة علي العلاقة بالأرض والمكان وليس بالتاريخ أو العلاقة التاريخية بفلسطين، لذلك يقول أحد أبطال يوسف لوايدور ويدعي لوآش وهو نموذج العبري الجديد
"إنني أحب فلسطين ولنأتركها أبدا لأنني ولدت فيها وبها تربيت وتعودت عليها وأنا أحبها، ولكننيلو ولدت وتربيت في بلد آخر فإنني كنت
بلا شك سأحبه كما أحب بلادنا الآن
"
ويسعون لتحقيق ذلك بالحرب فيقول بياليك في نصه "قوموا أيها التائهون في الصحراء، اخرجوا من البرية فمازال الطريق طويلا
ومازالت الحرب طويلة

الغيتوية الإسرائيلية

ناقش المؤلف في الفصل الثالث "الشخصية اليهودية في إطار الغيتوية الإسرائيلية" ظروف نشأة الشخصية اليهودية الإسرائيلية في
نهاية القرن التاسع عشر بسبب
ازدياد موجات الاندماج اليهودي في المجتمعات الأوربية وزوال مقومات الذاتية اليهودية وشيوع موجة
الاضطهاد، كما ناقش أيضا أهم المجموعات التي
شكلت الاستيطان الصهيوني في فلسطين

وهي الهجرة الأولى 1882- 1903

والهجرات الثلاث اللاحقة

وهي الهجرة الثانية (1904-1914)

والهجرة الثالثة 1919 - 1924

والهجرة الرابعة 1924-1931

والهجرة الخامسة 1932-1938


وفي هذه المرحلة يرى أن المجتمع الإسرائيلي تكون من عدة مجموعات هي

مجموعة اليهود الأشنكازيم: وهي التي هاجرت إلى فلسطين فرارا من الاضطهاد الأوروبي لها أو اعتقادا منها

في الصهيونية كحركة قومية

مجموعة اليهود السفارديم:وهي التي هاجرت تحت ضغط الحركة الصهيونية وإرهابها أو أملا في مستوى معيشة أفضل

مجموعة اليهود الصبارديم:وهي التي ولدت على أرض فلسطين ولم تعرف لها وطنا

مجموعة اليهود الروس: وهي التي هاجرت من روسيا إلى فلسطين

مجموعة يهود الفلاشا: وهي التي هاجرت من إثيوبيا إلى فلسطين


وأمام هذه الأنماط المتعددة يحار المؤلف في اختيار النمط الذي يمثل الشخصيةاليهودية الإسرائيلية لاختلاف أعراقهاوأنسابها وبيئاتها وتقاليدهاوعاداتها وثقافاتها،
ولم يجد بدا من مناقشة سمات كل مجموعة من الناحية
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والجغرافية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ويتعامل مع النمط الإشكنازي الإسرائيلي والصبارديم على أنه الممثل للشخصية اليهودية الإسرائيلية، على أساس أن هذا الجيل قد بدأ في العقدالثالث من تاريخ دولة إسرائيل اعتبارا من السبعينيات في الصعود لتولي مسؤولية الحكم وتوجيه الأمور في إسرائيل

سمات الشخصية اليهودية

يسردالمؤلف في الفصل الرابع بعض السمات الأساسية للشخصية اليهوديةالإسرائيلية
ويورد آراء قدري حفني حول السمات التي تميز الصابرا من
الإسرائيليين، وهي الانطوائية والكآبة والتشكك والتشاؤم والشعور بالدونيةوالعدوانية واللامبالاة والبرود العاطفي والإحساس بالفشل والحساسيةالمفرطة للنقد والحاجة للمديح والإطراء وخشونة المظهر وانفعالية الأعماق
ثم يناقش المؤلف خصائص الشخصية اليهودية الإسرائيلية الإشكنازية والصبارية وهي

الإحساس بالوطنية الإسرائيلية ورفض الحل الأرثوذكسي للعلاقة مع التراث اليهودي وتحول الأيديولوجيا إلى مجرد جزء من العالم الثقافي الشامل

الانقسام الذاتي والتجمع حول السلطة في حالة التهديد من الخارج والإذعان للشرعية والتأرجح بين الإخلاص للجماعة واللامبالاة بالآخرين

الإحساس بالإفتقاد للجذرية والبرود العاطفي والحساسية تجاه النقد، والروح العدوانية أو التوحد في المعتدي
والسمة
الأخيرة طغت علي الشخصية اليهودية الإسرائيلية من حيث ضرورة التوحد في المعتدي
حتى يغدو اليهودي الضحية نازيا له ضحاياه يقتل بدلا أن يقتل
ومن
ثم تشكلت في فلسطين العصابات الإرهابية لتنفيذ مذابح دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين وغيرها،
والهدف الجماعي لعملية التوحد بالمعتدي هو أن
يتحول الحمل ذئبا حتى لا يبقى أمامه خطر يخشاه،
ويستند المؤلف في كل هذه
السمات إلى دراسات ووثائق مختلفة ومتنوع

العدوانية تجاه العرب

في الفصل الخامس "جذور ودوافع العدوانية تجاه العرب في الشخصية اليهوديةالإسرائيلية" يناقش المؤلف دوافع العدوانية لدى الشخصية اليهوديةالإسرائيلية تجاه العرب ويجملها في الآتي

استلهام الروح العدوانية في التراث الديني اليهودي

استلهام تقاليد الروح العدوانية في الفكر والسلوك الصهيوني

الفزع من ذكريات الأحداث النازية

تمجيد القسوة الإسبرطية كمثل أعلى

عسكرة المجتمع الإسرائيلي

الرفض العربي للوجود الإسرائيلي

الطابع الإمبريالي لإسرائيل ودعم أميركا لها بما يحقق لإسرائيل مصالح حيوية


ويذكر المؤلف أهم العوامل التي تستند إليها أميركا في مساندتها للوجود الإسرائيلي وهي

معارضة أميركا لمفهوم القومية العربية وإمكان استخدام إسرائيل بديلا إستراتيجيا لتحقيق المصالح الأميركية في المنطقة

تأثيرقوى الضغط الصهيوني في الولايات المتحدة، والتصور الأميركي بأن مساندتها لإسرائيل هي مساندة للضعيف، ووجود إسرائيل في المنطقة العربية أمر حيوي لازدهار الرأسمالية الأميركي

إسرائيل تحول دون ظهور قوى راديكالية في المنطقة العربية تهز من تأثير النفوذ الأميركي، كما أن تدهور إسرائيل يهز من صورة أميركا ونفوذها في المنطقة

الإحساس بحتمية الحروب للحفاظ علي الوجود الإسرائيلي،لأجل ذلك تسعى إسرائيل بكل ما تملك لرفض أي محاولة تدعو للسلام في المنطقة مستخدمة العدوان لتحقيق نفوذها في المنطقة بغية تحقيق مصالحها العليا أولا ومصالح أميركا ثانيا

هناك تعليق واحد:

قبس من نور يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على زيارتك لمدونتى المتواضعه الهدف وبارك الله لك على هذه المدونة الرائعه والهادفة.
وادعوك لزيارة مدونتى الرئيسيه على هذا الرابط.
shsaied1972.maktoobblog.com

إرسال تعليق