لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 16 يهود ماقبل الإسلام ( المشهد الأول )



وقفنا المرة اللي فاتت عند رفع السيد المسيح وهنكمل معاكم آخر حلقات المسلسل الشهير هما والأنبياء مع أولي الحلقات الخاصة بخير الخلق أجمعين وسيد المرسلين وخاتم النبيين محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم وعلي آله وأصحابه أجمعين إلي يوم الدين

اللهم إني أشهدك أن هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم اللهم إجعل عملنا كله خالصا وكله صالحاً اللهم عليك باليهود فقد عاثوا في الأرض ، اللهم إننا مستضعفون فانصرنا ، فأنت نعم المولي ونعم النصير

إخواني وأخواتي الأعزَّاء هنبدأ مع بعض حكايات اليهودوما أكثرها – مع النبي صلي الله عليه وسلم

وكعادة المدونة لن نخوض في السيرة العطرة ولكن سنسرد حكايات اليهود فقط لأننا لسنا بصدد شرح سير الأنبياء كما تعلمون ولكن بصدد فضح اليهود وكشف أمرهم وإظهار حقيقتهم ونشر تاريخهم قبل أن يزيفوه

الحقيقة أنا ماكنتش عارف أبدأ منين بالظبط الفترة الزمنية اللي كانت بين السيد المسيح وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كبيرة جداً يعني حوالي 650 سنة

لكن تعالوا نتعرف علي ملامح الحياة في الجزيرة العربية قبل وبعد ظهور الإسلام علي إعتبار إن العامل الجغرافي مهم جداً في سرد الحدث

وعشان نكون في غاية الدقة... الصراحة محدش يعرف إمتي بالظبط إستوطن اليهود منطقة شبه الجزيرة العربية

في ناس بتقول إن

بعض جماعات من اليهود لجأت إلى شمال شبه الجزيرة بعد ما هزمت آشور- بملكهم سنحاريب وبابل بملكهم بخت نصر- المملكتين اليهوديتين المملكة الشمالية والمملكة الجنوبية

في ناس تانية بتقول إن

الاستقرار بدأ بعد أن أخمد الرومان التمردات اليهودية المختلفة سنة 70م ولم تتم الهجرة إلى شبه الجزيرة العربية دفعة واحدة لكن كانت علي شكل جماعات مختلفة استوطنت في تيماء وخيبر ووادي القرى ويثرب وشوية منهم راحوا اليمن وزادت أعداد يهود شبه الجزيرة واليمن عن طريق التجارة والتبشير اللي طبعاً أدَّى لـ تهود بعض القبائل

بيأكد الدكتور (إسرائيل ولفنسون) :

في كتابه تاريخ اليهود فى بلاد العرب فى الجاهلية وصدر الاسلام « بعد حرب اليهود والرومان سنة (70م) ، التي انتهت بخراب فلسطين ، وتدمير (هيكل بيت المقدس)

أ وتشتّت اليهود في أصقاع العالم ، قصدت جموعٌ غفيرة من اليهود بلادَ العرب ، كما حدّثنا عن ذلك المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي شهد تلك الحروب ، وكان قائداً لبعض وحداتها

أما اليهود الذين توجّهوا إلى المناطق التي تسكنها قبائل وثنية ، مثل : الحجاز ، فقد تمتعوا بحريتهم الكاملة ، وإن كانوا قد واجهوا معاناة في بعض الأحيان وبشكل عام فإنّ يهود الحجاز تمتعوا بحرية دينية كاملة قبل ظهور الإسلام لأن جيرانهم من القبائل العربية كان معظمهم وثنيين عشان كدة كانت الجزيرة العربية بتمثّل المحطة الأولى لهجرة اليهود بعد فتك الرومانيين بهم ، حيث انتشروا جماعات جماعات ، استقرت في مواضع المياه والعيون من وادي القرى ، وتَيماء ، وفدك ، وخيبر الى يثرب ، وبنوا فيها الآطام - وهي نوع من البناء يتميز بالعلو- لحماية أنفسهم وأرضهم وزرعهم من اعتداء الأعراب عليهم

كما انتشرت اليهودية في جنوبي الجزيرة العربية حيث اعتنقها كثير من القبائل في اليمن

ومن أشهر المتهودين (ذونواس) ملك اليمن الذي عرف عنه اضطهاده لنصارى (نجران)

ب بعد إستقرار اليهود – أخيراً بقي لهم أرض وسكن – ابتدوا ينشروا تعاليم «التوراة» وتفسيراتها في مناطق سكناهم في شبه جزيرة العرب -ولازم هنا نعرف حاجة مهمة جداً - إن هجرة المسلمين من مكّة الى يثرب سنة 620م تعتبر بداية تحوّل كبير في مسار الدعوة الإسلاميّة ، لأنّها كانت ـ في الوقت نفسه ـ بداية صراع من نوع آخر ، غير الصراع مع مشركي قريش ، أعني بذلك صراعهم مع القبائل اليهودية ، التي كانت قد توطّنت يثرب وما حولها منذ زمن بعيد ، ومكّنت لنفسها في الأرض

ما علينا خلينا دلوقتي في اليهود اللي استقروا وبدأوا نشر اليهودية دة مش كدة وبس ده كمان اندمج يهود شبه الجزيرة واليمن في السكان العرب وتزاوجوا معهم، وأصبح طابعهم عربياً صرفاً، وبقي لهم قبائل وبطون وأفخاد ( دي مسميات تعبر عن المكانة والنسب عند العرب ) وكمان دخلوا في التحالفات القَبَلية بما يتضمنه ذلك

من مسئوليات قَبَلية مشتركة وصراعات شبه دائمة وبقي في حاجة إسمها عشائر يهودية ، مثل بني عكرمة وبني زعورا وبني زيد وبني ثعلبة،

ولكن أكبر التجمعات اليهودية كانت في يثرب

وكانت يثرب واحة خضراء وتعتبر إحدى المحطات التجارية المهمة في طريق التجارة الرئيسي الممتد بين مكة والشام، والمبتدئ داخل شبه الجزيرة العربية بعدن في الجنوب،

وبعد انهدام سد مأرب (447 - 450) جاء إلى يثرب قبائل الأوس والخزرج اللي بيرجع نسبهم الى قبيلة (الأزد) اليمنيّة ، التي تفرّعت عن (شعب كهلان ) ، وهو من نسل (قحطان) أبي اليمنيين جميعاً، جاءوا فجاوروا القبائل اليهودية في بداية الأمر

ثم تزايدت أعدادهم بمرور الوقت فراحوا ينافسون اليهود في تملُّك الأراضي الزراعية فازدادت قوتهم وهو ما دفع عدداً من البطون اليهودية، الأقل شأناً، أن تدخل في حماهم وتنتسب إليهم، في نفس الوقت اللي دب فيه العداء بين جماعات اليهود الكبرى واتخانقوا مع بعض وبالتدريج أصبحت الغلبة والسيادة في يثرب للأوس والخزرج فسيطروا على يثرب وقسَّموها بينهم، ولم يبقي لليهود من ساعتها أي سلطان علي يثرب و وجد اليهود نفسهم مضطرين للتعايش مع (الأوس والخزرج) فعملوا معاهم علاقات سياسيّة وجمعت بينهم مصالح الجوار

لكن مع إزدهار المصالح الاقتصاديّة اليهوديّة في المنطقة بشكل ملحوظ بصراحة طول عمرهم شطار في التجارة والإقتصاد ولم يكن ذلك كافياً للهدوء والسلام بين القبيلتين القادمتين من الجنوب ، بل كان الصراع سمة دائمة بينهما اصطبغ بلون الدم ، وسجّل التاريخ مواقع كثيرة سفكت فيها الدماء من الفريقين ،

زي موقعة بعاث مثلاً اللي جرت بين الأوس والخزرج وكان ساعتها الأوس عاملين تحالف مع يهود بنو قريظة و بنوالنضير المهم إن النزاع المستمر ده عمل في الآخر فتنة قسمت يثرب الى معسكرين

وكان التجمع اليهودي في يثرب يضم ثلاث قبائل،

اثنتان منها يُقال لهما بنو هارون عشان بيضموا الكهنة وهما بنو النضير و بنو قريظة، وكان أعضاء هاتين القبيلتين يعملون بالزراعة

أما القبيلة الثالثة فهي قبيلة بني قينقاع، وكان أعضاؤها يحترفون بعض المهـن كالحـدادة والصباغة وصناعة السـيوف ويمارسـون المبادلات التجارية

وكان أعضاء هذه القبائل الثلاث يعيشون في أحياء خاصة بهم ويقيمون الحصون للاحتماء بها وفي الوقت اللي عاش فيه يهود (بني النضير) ، و (بني قريظة) مع الأوس

وكان يهود (بني قينقاع) مكبرين دماغهم علي الآخر وعايشين في مساكن جنب بعض ومعزولة عن الخناقات وأماكن سفك الدماء لكن مع مرور الوقت إنضموا للخزرج

وكان فيه تجمُّع يهودي آخر في خيبر وهي واحة تقع على الطريق بين المدينة والشام على مسافة مائة ميل إلى الشمال من يثرب ويبدو أن معظم سكان خيبر ، إن لم يكن جميعهم، كانوا من اليهود ولم تصل إلينا معلومات واضحة عن تركيبهم القَبَلي، وهل كانوا ينتمون إلى قبيلة واحدة أم كانوا ينتمون إلى عدة قبائل

ولكن يُستنتَج من دراسة علاقتهـم بيهـود المدينة أنهم كانت تربطهـم علاقـة وثيقـة بقبيلـة بني النضير والدليل إن القبيلة دي لجأت إلى خيبر بعد أن أجلاها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن المدينة

مش كدة وبس ده زعماؤها لعبوا دور قيادياً في سياسـة مدينة خيبر وتسخينها ودفعها باتجاه محاربة الرسـول (صلى الله عليه وسلم)، كما حدث في غزوة الخندق

وكان يهود خيبر يعيشون بصورة أساسية على الزراعة بسبب خصوبة أراضي خيبر وكثرة مياهها وكانت أهم مزروعاتها النخيل والحبوب وبعض الخضراوات

كما اشتغل يهود خيبر بتربية بعض أنواع الحيوانات كالماشية والدجاج وغيرها. وقد فرضت طبيعة الحياة الزراعية على يهود خيبر أن يسكنوا جماعات متفرقة قرب العيون وجداول المياه، وهو ما جعل خيبر أقرب ما تكون إلى مجموعة قرى متناثرة في الأودية

وزيها زي أي قبيلة يهودية كانوا يهود خيبر بيبنوا الحصون الخاصة بيها لتحتمي به في أوقات الحروب لكن الظاهر خيبر كانت مزوداها شويتين

لأن المؤرخين ذكروا أنها سبعة حصون أساسية

ويمكن يدل تعدُّد الحصون في خيبر على انقسام أهلها إلى سبع كتل متفرقة بحيث لجأت كل كتلة إلى بناء حصـن خـاص بها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق