لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ.كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ .تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ

الحلقة الـ 13 زكريا ويحيي عليهما السلام





وقفنا المرة اللي فاتت مع نبي الله إرميا
وإزاي أمره الله سبحانه وتعالي إنه يروح يحذر بني إسرائيل من عملهم يا إما هيبعث
لهم الجبارين عبده النار وعرفنا كمان إزاي بني إسرائيل ماصدقوش كلاموا وسخروا منه وقيدوه وحبسوه لغاية ماجاء وعد الله وإتبادوا علي إيد بخت نصر ملك بابل
الحلقة دي هنتكلم إن شاء الله عن نبي الله زكريا عليه السلام
ويقال أن نسبه يصل إلي سيدنا سليمان بن سيدنا داوود عليهما السلام وعشان كدة كان
من كبار الربانيين اللي كانوا بيخدموا الهيكل ومع ذلك كان نجاراً يعمل بيده ويأكل من
كسبها وكان معاه في نفس الوقت رجل صالح بيصلي بالناس إسمه
عمران
وكان زكريا عليه السلام متزوج من إمرأة إسمها إيشاع أو اليصابات عند اهل الكتاب
وكانت عاقر لا تلد
وكان عمران متزوج من إمرأة إسمها حنة وبرضه كانت عاقر
لاتحمل
ويقال أن إيشاع وحنة كانتا أختين

وكان شوق كلاً من العائلتين للإنجاب شديداً حتي أنه في يوم من الأيام خرجت حنة
زوجة عمران وكانت من العابدات رأت طائرا يطعم ابنه الطفل في فمه ويسقيه..
ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه من البرد.. وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله
أن تلد.. وعشان ربنا سبحانه وتعالي سميع مجيب الدعوة إستجاب لدعوتها فأحست
ذات يوم أن شيئاً ما يتحرك في بطنها فعرفت أنها حامل ففرحت فرحا شديداً وتمنت أن
يكون المولود ذكراً ونذرته لخدمة بيت المقدس، وعندما حانت ساعة الوضع
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُأَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَ ا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا) آل عمران: 36-37

و لما جاء المولود أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها لله برغم أن الذكر ليس كالأنثى
ويبدوا أن عمران الأب قد توفي قبل مجئ إبنته إلي الدنيا فباتت مريم يتيمة وأثار ميلاد
بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر فقد أراد علماءذلك الزمان وشيوخه أن يربوا
مريم وكل واحد يتسابق لنيل شرف تربية ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب صلاتهم
وإمامهم فيها
وأصرّ زكريا عليه السلام -زوج خالتها-على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيُّهم يكفل مريم ، ثم لجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا

وبدأ زكريا يخدم مريم، ويربيها ويكرمها حتى كبرت وكان لها مكان خاص تعيش فيه
في المسجد وكان لها محراب تتعبد فيه وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا يذهب وقتها كله
في الصلاة والعبادة والذكر والشكر والحب لله

شبَّت مريم في بيئة عبادة وتقوى داخل بيت المقدس، وأكرمها الله بكرامات عديدة، وكان من كراماتها ما قصَّه الله تعالى
(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )

فكان زكريا يجد عندها رزقاً من رزق الله لم يأتها به، ولا وجود له عند الناس في ذلك
الوقت، وهذا من إكرام الله لها، وكانت الملائكة تأتي إلى مريم وتخبرها بأن الله
اصطفاها وطهرها، واصطفاها على نساء العالمين

لكن الحقيقة في الوقت ده تحرك قلب سيدنا زكريا للذرية وتمنى أن يهبه الله ولداً ذكراً
يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب ،وخشي أن يتولى أمر الرياسة
الدينية في بني إسرائيل موالي من الجهلة والفساق والمتلاعبين بالدين
هنالك دعا زكريا ربه، وناداه نداءً خفياً، قال:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}
(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين)

قال زكريا : {رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِعِتِيًّا}
قال منادي الملائكة: (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا) قال زكريا: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاتُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا)
وراح هو يسبح الله في قلبه.. صلى لله شكرا على استجابته لدعوته ومنحه يحيي

في ذلك الوقت كانت مريم كعادتها تتعبد وتذكر الله في محرابها حتى إذا بلغت مبلغ
النساء، وبينما هي في خلوتها إذا بالملك جبريل تمثل لها بشراًسوياً، فذعرت منه،
فقالت:
{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا} [ مريم: 18]. أي: أمّا إنْ كنتَ شقيّاً فاجراً فإني أعوذ بالجبار القهارالمنتقم منك
فقال لها جبريل: {إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا}
قالت مريم: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا}
قال جبريل: {كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا }

ونفخ جبريل في جيب مريم فحملت بإذن الله بعيسى عليه السلام ، ولما حملته توارت
به في مكاناً قصياً بعيداً عن أهلها في جهة شرقية، وواظبت على عبادتها كعادتها
وكان حمل مريم بعيسى في الوقت الذي كانت فيه زوجة زكريا حاملاً بيحيى وولد عيسي
بعد ميلاد يحيى بثلاثة أشهر. والله أعلم

نشأ يحيى-كما بشَّر الله-نشأة صلاح وتقوى وعلم، وقد آتاه الحكم صبياً، وأقبل علي
معرفة الشريعة وأصولها وأحكامها لغاااية ما بقي عالماً متبحراً، ومرجعاً يرجع إليه في
الفتاوى الدينية
ثم وافته النبوة والرسالة قبل أن يبلغ من العمر ثلاثين سنة،
وقا ل الله: {يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوة}
ويقال أن يحيى عليه السلام كان كثير الانفراد من الناس، وكان بيحب عيشة البراري
ويأكل من ورق الأشجار ويرد ماء الأنهار ويتغذى بالجراد في بعض الأحيان وكان
عابداً ناسكاً شديد البكاء من خشية الله
ويُسمَّى يحيى عند العلماء النصارى: (يوحنَّا) ، ويلقبونه (المعمدان)
لأنه كان قد تولى التعميد المعروف عند النصارى،
وهوالتبريك بالغسل بالماء للتوبة من الخطايا

حكايته مع بني إسرائيل
عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا
بهن، وكاد أن يبطئ
فقال له عيسى عليه السلام : إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني
إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغنهن وإما أن أبلغهن
فقال: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي

قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف
فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وأمركم أن تعملوا بهن
وأولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، فإن مثل ذلك مثل من اشترى عبداً من
خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي غلته إلى غير سيده، فأيكم يسره أن
يكون عبده كذلك، وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً
وآمركم بالصلاة فإن الله ينصب وجهه قبل عبده مالم يلتفت فإن صليتم فلا تلتفتوا
وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح
المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وآمركم بالصدقة ، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فشدوا يده إلى عنقه وقدموه
ليضربوا عنقه فقال: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل
والكثير حتى فك نفسه
وآمركم بذكر الله عز وجل كثيراً، فإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في إثره
فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر
الله عز وجل

وفاته هو وأبيه زكريا
ذكروا في قتله أسباباً من أشهرها
أنه لما برز اسم يحيى عليه السلام، وكان حاكم فلسطين في ذلك الوقت (هيرودس)
رجلاًشريراً فاسقاً، وكانت له ابنة أخ يقال لها: (هيروديا) بارعة الجمال، فأراد عمها
هيرودس أن يتزوج منها، وكانت البنت وأمها تريدان هذا الزواج، فلما علم يحيى عليه
السلام
بذلك أعلن معارضته لهذا الزواج، وبينَّ تحريم زواج العم بابنة أخيه في الشريعة

فحقدت أم الفتاة على يحيى، وبيَّتت له مكيدة قتل، فزينت ابنتها (هيروديا) بأحسن زينتها، وأدخلتها على عمها، فرقصت أمامه حتى ملكت مشاعره،


فقال لها : تمنَّي عليّ،
فقالت له -كما علمتها أمها-: أريد رأس يحيى بن زكريا في هذا الطبق فاستجاب لطلبها،
وأمر بيحيى عليه السلام فقُتل، وقدم له رأسه في طبق، والدم ينزف منه
ولما إستنكر علماء كتير جداً واقعة مقتل يحيي أمر الملك المجنون بقتلهم جميعاً بما
فيهم زكريا عليه السلام

في رواية كمان في مقتل يحيي عليه السلام وهي إن أحبته امرأة ذلك الملك وراسلته
فأبى عليها، فلما يئست منه تحيلت في أن استوهبته من الملك، فتمنع عليها الملك، ثم
أجابها إلي ذلك، فبعث من قتله وأحضر إليها رأسه ودمه في طست
ثم اختلف في مقتل يحيى بن زكريا هل كان بالمسجد الأقصى أم بغيره على قولين
الأول قتل على الصخرة التي ببيت المقدس سبعون نبياً منهم يحيى بن زكريا عليه السلام
الثاني قتل في دمشق لما قدم بختنصر ورأي دم يحيي يغلي فسأل عن السبب فأخبروه فقتل علي دمه سبعين ألف حتي هدأ

لكن في قصة أعترف بشدة إنها ممكن تكون من الإسرائيليات لكن شدت إنتباهي مش عارف ليه ؟؟
القصة بتقول
عن يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء فسلم عليه
وقال له: يا أبا يحيى خبرني عن قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل؟
قال: يا محمد أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجهاً، وكان كما قال الله تعالى: {وَسَيِّداً وَحَصُوراً} وكان لا يحتاج إلى النساء فهويته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها فأجمعت على قتل يحيى ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يعَد ولا يخلف ولا يكذب
قال: فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجباً ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته
قال الملك: سليني فما سألتني شيئاً إلا أعطيتك
قالت: أريد دم يحيى بن زكريا
قال لها: سليني غيره
قالت: هو ذاك
قال: هو لك
قال فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طست وحمل رأسه ودمه إليها
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بلغَ من صبرك
قال: ما انفلتُّ من صلاتي
قال: فلما حُمل رأسه إليها فوضع بين يديها فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه،
فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: لقد غضب إله زكريا لزكريا فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا
قال: فخرجوا في طلبي ليقتلوني وجاءني النذير، فهربت منهم وإبليس أمامهم يدلهم عليَّ، فلما تخوفت أن لا أعجزهم عرضت لي شجرة فنادتني وقالت إليَّ إليَّ. وانصدعت لي ودخلت فيها
قال: وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجاً من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل
فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة، هذا طرف ردائه دخلها بسحره
فقالوا: نحرق هذه الشجرة
فقال إبليس شقوه بالمنشار شقاً
قال: فشققت مع الشجرة بالمنشار
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل وجدت له مساً أو وجعاً؟
قال: لا إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق